الثورة السودانية العظيمة.. التحديات والنجاح

عادل إبراهيم
كانت الثورة السودانية واحدة من أعظم الثورات التي شهدتها القارة الأفريقية على الإطلاق ، والتي سيتم تعليمها للأجيال القادمة. عندما استولت العسكر على السلطة عبر الانقلاب 30يونيو -عام 1989 بقيادة العميد البشير بتخطيط من الحركة الاسلامية ، علاوة على ذلك أعلنوا الجهاد ضد شعب جنوب السودان حتى تم فصلها اخيرا.
وفي هذه الأثناء ،شرعوا الإسلاميين بحروبات الإبادات الجماعية وسياسة الأرض المحروقة في دارفور والحروب في جبال النوبة والنيل الأزرق ، وأشعلوا النيران في جميع أنحاء البلاد ، حتى تم توجيه الاتهام لرئيس الدولة وشركائه في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية ، بالإضافة إلى السودان تواصل إيواء جماعات إرهابية حتى تم إدراج السودان كدولة راعية للإرهاب.
بسبب العزلة الدولية ، تدهور الوضع الاقتصادي وأسعار الأساسية ارتفعت السلع وأصبح الوضع لا يطاق ، ومعظم العائلات لا تستطيع تحمل وجبتين في اليوم. قررت الجماهير بدلاً من الموت عن طريق الحركة البطيئة أنه من الأفضل لهم أن يتظاهروا ، فكروا نشطاء وشباب والطلاب والمنظمات النسائية و السياسيين والنازحين واللاجئين، وشكلو لجان مقاومة في جميع انحاء البلاد في القري والمدن السودانية.
وفي السادس من ديسمبر 2018 ، نظم طلاب المدارس الأساسية والثانوية احتجاجات ، ثم اندلعت مظاهرات حاشدة في 13 ديسمبر في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق ومن ثم اندلعت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد مثل اندلاع حرائق الغابات . وبحلول نهاية ديسمبر 2018 ، أصبحت الاحتجاجات والاعتصامات ظاهرة حيث قام المتظاهرون بتأليف أغاني واشعار للثورة وقام النظام بحشد قوات الأمن والشرطة والميليشيات لإطفاء الشعلة ووضع حد للاحتيجات ولكن دون جدوى. لتقييد الجماهير.
وفي 19-ديسمبر تظاهر طلاب الجامعات في العاصمة وفي عطبرة واستمرت الاحتجاجات في العبيدية ، والقضارف ، وفي مختلف مدن السودان 20 ديسمبر ، حيث كان المتظاهرون يواجهون الشرطة كمواجهات صعبة ، والحكومة عندما شعرت أن هذا الثورة قد يتسع قام باتهام عدد من الطلاب الأبرياء الذين يدرسون في جامعات مختلفة ، والبعض يقيمون في منزل واحد اتهمهم بالانتماء لعبد الواحد تم تدريبهم من دولة إسرائيل لتخريب السودان وعرضهم على شاشة تلفزيونية ووضع الاسلحة امامهم للاثبات بانهم خلية للمتمرد عبدالواحد.
كانت هناك مجموعة تسمى تجمع قوي الهامش السوداني التي تشكلت منذ عام 2004 ضد الحكومة ، وتجمع قوي الهامش السوداني هو تجمع لكل الشعب السوداني في الهامش والذي لا منبر له ويطالبون بقضية اللاجئين والمشردين الذين تم حرق أراضيهم وقتلوا إخوانهم ونهبوا ممتلكاتهم.
وفي 25 ديسمبر شكلت مجموعة تسمى (تجمع المهنيين السودانيين). وحينها خرج الشعب في أجزاء مختلفة من مدن السودان خاصة الخرطوم كرئاسة النظام وتجمع المهنيين وقوي الهامش السوداني قاموا بتنسيق المظاهرة الأولى التي كانت أول تجمع ضخم لتقديم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس من السلطة ، وكانوا يهتفون (يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور ) لكن لم يتم تسليم المذكرة إلى الرئيس نتيجة لكثافة الأمن حول الطرق واطلاق النار المستمر علي المتظاهرين و اعتقال المحتجين و الناشطين.
وفي1/1-2019 انضمت بعض أحزاب المعارضة إلى التجمع المهنيين أعلنت باسم (قوي اعلان الحرية والتغيير) ، وواصلت المهنيين والتجمعات الأخرى بتخطيط ورسم جداول ومواعيد المظاهرات ، ووضع جدول زمني كامل لجميع أيام الأسبوع وتحديد الخميس باعتباره موكب مركزي وأيام أخرى اعتصام في شوارع المنازل وبعض الأيام وقفات احتجاجية والعصيان المدني للمهنيين ، وحتى بعض أصحاب الاعمار الحرة وتعرضوا بعض الموظفين للفصل التعسفي ، ولكن الثورة استمرت وايضا استمرت الاعتقالات والقتل.
في فبراير 2019 ، أعلن الرئيس إصلاحات الحكومة وأعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وان يقف بعيدًا عن الأحزاب فقط كقائد للقوات المسلحة ورئيس للجميع ، وعين المؤتمر الوطني أحمد هارون رئيسًا للحزب ، لكن الشعب واصل الاحتجاج ضد الحكومة مع نفس الخطة التي رسمتها تجمع المهنيين وتوقفت التظاهرات بعض الأيام في مارس ولكن كان هناك الإعلان عن موكب 6 أبريل إلى القيادة العامة للقوات المسلحة كان الإعلان مستمر تسمى مليونية القيادة العامة.
وبالفعل حدث في يوم السبت في السادس من أبريل ، تجمع جميع الشعب السوداني في محطات محددة وتوجهوا إلى مقرات القوات المسلحة في الساعة الواحدة ظهرًا ، تحركت جميع المواكب في الخرطوم إلى القيادة العامة للقوات المسلحة ووصل جميع المواكب رغم كثافة الأمن ولكن قوة الشعب أقوى من كل شيء ، وكل ليلة كانت الميليشيات التي يطلق عليها (كتائب الظل) تحاول فض الاعتصام ، ولكن كانت تصد لهم جنود شرفاء مع بعض الضباط الشرفاء حتى ليل الخميس في 11 أبريل ، اعلنت الجيش بانحيازها للشعب وأخبر الشعب بانتظار البيان الصادر من القوات المسلحة.
وفي الواحدة ظهرا اذاع وزير الدفاع البيان كرئيسا للمجلس العسكري لكن الشعب رفضه أمضى 24 ساعة فقط وأعلن استقالته وأعلن أن عبد الفتاح البرهان سيكون رئيس المجلس العسكري ولكن الاعتصام كان مستمراً حتى أثناء المفاوضات الجارية مع قوي اعلان الحرية والتغيير وأخيرًا من رمضان قبل يوم واحد تمامًا من عيد الفطر ، قام المجلس العسكري بتشكيل قوات مؤلفة من قوات الدعم السريع و الشرطة في وقت مبكر من صباح 3 يونيو / 2019 هاجمت القوات الاعتصام بأكثر من ثلاثة آلاف جندي وقتل أكثر من ألف معتصم بما في ذلك كبار السن والمراهقين وإلقاء بعض الجثث في النيل وأكثر من 900 مفقود.