أخبار السودان

تعقيدات مسار التفاوض وصعوبة الحل التوافقي .. مأزق مفاوضات جوبا

الخرطوم – مهند عبادي
أمهلت الوساطة الجنوب سودانية لمفاوضات السلام كلا من الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو 24 ساعة من أجل التوصل إعلان المبادئ للسلام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقال نائب رئيس لجنة الوساطة بمفاوضات السلام الجارية في جوبا هذه الأيام ضيو مطوك، إن مقر التفاوض يشهد مشاورات متعددة بين كل أطراف العملية التفاوضية، مؤكداً أن المفاوضات تمضي في الاتجاه الصحيح وأن هناك تقدما بكل المسارات. وتأجلت جلسة المباحثات بين الوفد الحكومي والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، التي كان من المقرر انعقادها أمس الأحد إلى اليوم الاثنين لإجراء مزيد من المشاورات، وكانت الجلسة بين الطرفين بدأت يوم السبت الماضي ، وقال مطوك إن مقر التفاوض يشهد مشاورات متعددة بين كل أطراف العملية التفاوضية. وأكد أن المفاوضات تمضي في الاتجاه الصحيح وأن هناك تقدماً في كل المسارات وأضاف: “سوف يتم التوقيع على اتفاق السلام والذي سيحدث التوافق بين كل السودانيين” ، ويشار إلى أن المفاوضات شهدت حتى الآن تقديم مقترحات لثلاث اتفاقيات إطارية، يعكف الطرف الحكومي على دراستها والرد عليها، فيما شهد مسار الوسط تقدماً ملحوظاً من خلال الجلسة التي عقدت السبت.
مأزق العلمانية أو حق تقرير المصير والذي تتمسك به الحركة الشعبية جناح الحلو في جولات التفاوض الحالية يشكل عقبة كؤودا أمام تقدمها واستمرار التعثر للتفاوض فما يجلس الطرفان إلا لينهضا مجددا معلنين تعثر الجولة بسبب التعنت في التمسك بالعلمانية، وهو أمر يرى مراقبون أنه يشكل نهاية للتفاوض وأن تمسك الشعبية بمطالبها سيجعل فرصة تحقيق السلام والاتفاق في مهب الريح باعتبار أن المفهوم أن تعلن الحركة عن سقوفاتها التفاوضية بدرجة عالية جدا ولكن من المفترض أن تكون في ذات الوقت لديها المرونة الكافية داخل جولات التفاوض لتسهيل عملية التوصل إلى اتفاق، ويعتقد هؤلاء أن الأطراف الدولية والإقليمية والوساطة يمكنها التدخل بتقديم مقترح توافقي لإيجاد حل للمعضلة الكبيرة التي يشهدها مسار التفاوض مع الحلو حاليا .
وسبق أن قال وزير العدل نصر الدين عبدالبارئ عضو وفد الحكومة المفاوض في تصريحات صحفية، إن النقطة الأساسية التي تم النقاش حولها هي طبيعة الدولة. وأشار إلى أن هناك وجهات نظر مختلفة حول المسألة، وتابع بقوله “لدينا رأي حول مسألة طبيعة الدولة والعلاقة بين الدين والدولة والعلاقة بين التشريعات والدين، وأضاف عبدالبارئ: “قدمنا وجهة نظرنا إلى الطرف الآخر وهم قدموا وجهة نظرهم إلينا، لكننا لم نصل إلى نقطة مشتركة بصورة كاملة.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة الحلو، أعلنت الأسبوع الماضي أن جولة التفاوضات الحالية لم تسفر عن أي تقدّمٍ أو نتائج إيجابية تدفع بالمفاوضات إلى الأمام وأكدت تمسكها بمواقفها التفاوضية ولم تقدم أي تنازل في هذه المواقف المبدئية، مشددة على أن موقفها الثابت هو بناء دولة علمانية قابلة للحياة ومنع سن وفرض قوانين ذات طابع ديني. وقالت الحركة فى بيان لها أمس الاثنين، إن الأطراف لا تزال على عتبةِ التفاوض، ولم تحقّق أيّ اختراق ٍ يذكر في ما يتعلق بنقاطِ الخلاف حول إعلان المبادئ، خاصة علمانية الدولة وحق تقرير المصير. وأكدت أن موقفها ثابت حول علمانية الدولة قابلة للحياة ومنع سن وفرض قوانين ذات طابع ديني، وأشارت إلى أنّ الفشل في تحقيقِ ذلك سيقود إلى أنّ تصبح المطالبة بحق تقرير المصير موقفًا مبدئيًا، وأكدت الحركة أنّها لن تقدّم أيّ تنازلٍ في مواقفها المبدئية بشأن عملية التفاوض، موضحةً أنّها تطالب بالتفاوض في كلّ القضايا التي تشكل الجذور التاريخية للمشكلة السودانية، ومعالجتها دون تأجيلٍ لأيّ منها، أو ترحيلها إلى ما يسمى بالمؤتمر الدستوري، وقالت إنّ تحقيق السلام الشامل والمستدام قضية استراتيجية لها استحقاقات معلومة وواجبة السداد، ويتوجّب أنّ يتمّ حلها وفق الأولويات.
وفي نهاية المطاف يؤكد كثيرون أن تحقيق الاتفاق في واحد من أكثر المسارات تعقيدا في جولة المفاوضات الحالية يعتبر أمرا صعبا في حال تمسك الحلو بمطالبه وسقوفاته المرتفعة والتي لا يمكن أن يترك حسمها للمفاوضين فقط فهي مطالب يفترض ان تطرح في المؤتمر الدستوري أو يتم تداولها داخل المجلس التشريعي المرتقب تكوينه، ويعتقد هؤلاء جازمين بصعوبة التوصل إلى حلول دائمة للصراع في المنطقتين من دون موافقة الحكومة السودانية التي يجب عليها العمل على إنهاء التهميش الاقتصادي والسياسي التاريخي للمناطق المهمشة بالسودان ومعاملة جميع مواطنيها على قدم المساواة.
اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..