أخبار السودان

بعيدا عن الوهم.. قريبا من الواقع

محمد حامد

والثورة المجيدة تدخل ذكرى  عامها الاول.. و الفرح يغمر الجميع.. تبينا في حال و مظاهر الفرح و الاحتفاء عند ابناء شعبنا الجسور .. كان لا بد من بعض الوقفات.. تصحح الخطى و تنبه مراكز الوعي النخبوي و الشعبي..

– هل راجعنا معا اعلان الحرية و التغيير.. و عمدنا الي. منهج قياس دقيق و حازم.. بعيدا عن كل عاطفة و (دفن الراس في الرمال).. و قسنا مدي الانحراف عن الاهداف و حتي (الاحلام)؟

– هل التزمنا و الزمنا غيرنا من قادة و رمور الحراك و من بعدهم (قلة) .. صعدت وفق كذبة كبري  اسمها الكفاءة و الالتزام و الايمان بمباديء الاعلان.. صعدت الي مقاعد السلطان  و وضعت يدها مستسلمة للعسكر و الحكام الجدد.. و نست دماءو ارواح  و عرق كداح لا يزالون يحلمون بالفجر و لقمة العيش الكريمة .. هل التزمنا جميعا بقواعد الاخلاق و الضمير.. في سبيل الثورة و اهدافها و من بعد ذلك وطننا السودان؟ هل. فعلنا ذلك؟ .. ام هبط  الجميع من علي  قمة الجبل بحثا عن غنائم الوظيفة ايا كانت. وزارة او غفارة.. لا ضير… و لنعلم جميعا ان انهيار النظام السابق انما كان انهيارا اخلاقيا في اساسه ثم انبني. عليه بعد. ذلك كل انهيار شهدته البلاد.

– هل الشعار لا يزال يحتفظ ببريقة.. و قدسيته في عقل و وجدان الجميع.. و هل حكومتنا تعمل من اجله.. و تضعه صوب العين.. و جوهر القلب فلا تحيد (حرية.. سلام.. و عدالة)..

– هل يعقل ان تكون كل هذه الكفاءات مجتمعة.. جاءت باسمكم تحمل شهادات (الدنيا و العالمين) ثم تعجز عن حلول السلام و الاقتصاد.. و تعجز حتي عن وضع موازنة للعام القادم.. قبل ابتداره.. هل يعقل. ان كل هذه الكفاءات لا منتج لها الا احالة زيد  و تعيين عبيد و تغيير اسم شارع او مدرسة.. دون اضافة ذات قيمة لمشروع الثورة و ضمير الشارع..؟

– ثم هل ان الحرية… التي نشدنا تعني الفوضي و الانحلال.. و ان السلام… يمثله قادة الحرب و حملة السلاح فقط و ان العدالة.. تقف عند حدود الانتماء.. و التصنيف و التمييز؟ .. و الشواهد كثيرة.. و علي سبيل المثال لا الحصر.. اذن لحاسبنا السيد الصادق في دعوته لقوات الدعم السريع بالانضمام للحزب و لحاسبنا وزير المالية في احتكاره صادر الذهب لشركة الفاخر و هو عين ما كان يفعله النظام السابق.. و لحاسبنا وزير الصحة و ما سببته تصريحاته بخصوص صادر الماشية.. و لحاسبنا.. و لحاسبنا.. و لكننا لا نريد مواجهة حقيقة اننا نبدل نظام تمكين.. بنطام تمكين اخر يختلف في النوع لكن قد يتضاعف في المقدار.

– من الخطأ البين ان نستخدم نفس (رموز و شخوص و افكار و ادوات و وسائل) ازالة النظام السابق.. لبناء سودان جديد.. و من الخطأ البين ان يكون برنامج حكومتنا و من ورائها قوي الحرية و التغيير (برنامج ثأر و ليس برنامج ثورة) ثم ننتظر حلول لمشكلات الاقتصاد و التنمية و السلام.. و تحقيق رضا الناس في ما يخص معاشهم.

– اري ان الثورة لا تزال تتدحرج كرتها.. و لم تعانق الشباك بعد.

 

محمد حامد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..