مقالات سياسية

معادلة فك القوسين في السودان

أسامة ضي النعيم

القوسان هما أثيوبيا شرقا ومصرمن الشمال ، أنصح من يتشكك في وجود السودان بين قوسين أن يرجع الي الاحصائيات الرسمية -ولله الحمد- فالعم قوقل ما يقصر ، نسبة الكثافة السكانية في الكلم المربع في السودان متواضعة جدا مقارنة مع الجارتين ، انفجار سكاني هائل ربما يبلغ معه تعداد سكان مصر 120مليون نسمه في 2030م ، أثيوبيا تتجه الي ذلك في سنوات أقل قادمة ، وهكذا تحدثك الاحصائيات في ذات الاتجاه حيث تضع السودان بين قوسين .

في علم الجبر فك القوسين يكون بضرب المعامل خارج القوس بما في داخله ، الضرب هنا ، لفك القوسين عن السودان ، لا يكون ضربا ماديا ، تهديدات حكام مصر من مرسي ألي السيسي ، بضرب من يهدد أمن مصر المائي تدحضها مرئيات الابتعاد عن الحروب  التي جاء بها الاوائل في حكم مصر بعد ثورة يوليو1952م ، ذلك التواضع في البعد عن الحروب جاء به صراحة الرئيس السادات ، عند فك ثغرة الدفرسوارلانقاذ الجيش الثالث المصري، أعلن رغبته في التحالف مع الشيطان من أجل مصر ، أتبع ذلك لاحقا بالانخراط في اتفاقات كامب ديفيد في عام 1977م ومصافحته الشهيرة مع صديقه بيغن ، عززذلك في  التاريخ الاحدث مقال  أورده عمرو موسي في (كتابيه) حيث استرسل في ص 267عن سيرته الذاتية  ننقل عنه يلي : ( في حديثه عن بداية الازمة بين حزب الله وتصعيده مع اسرائيل ، قال الرئيس حسني مبارك ان جيش مصر للدفاع عن مصروحدها ، ونحن نرفض أي محاولة لجر مصر الي صراع لا يحكمه العقل ولا المنطق ). 

تحكيم العقل والمنطق هو الذي سيسود في العلاقة الثلاثية بين السودان وأثيوبيا ومصر  في معركة بسلاحي اللاجئين والقضم ، هجرات بشرية تدفع بها أثيوبيا الي السودان مستفيدة من الحماية العالمية لايواء اللاجئين ، تجربة اللجوء الاثيوبي خبرناها  في السودان من عشرات السنين حيث تحول القسم الاكبر من اللاجئين من ضمن المكونات البشرية السودانية ، ضعف نفوس بعض حكام السودان أسهم في تجنيس فئات كثيرة من الاجانب والإثيوبيين من بينهم ، لا لوم يقع علي المستفيد من الاريحية بل البلاء علي من وليناه زمام الحكم في بلادنا ، من جانبها تعمل مصر علي الدفع بجيشها وعلي رأسهم المخابرات المصرية للاستفادة من السيولة الامنية وغياب الارادة السياسية في السودان ، لذا يتفاخر رجال المخابرات المصرية بأن لهم عيونا في كل شبر من أرض السودان . هكذا تسللوا الي حلايب وشلاتين بخفة اليد والحركة أو ( الفهلوة)، معاملات خارج الحدود بينة ، هجرات لاجئين وقضم أراضي من الشمال.

القوات المسلحة المصرية هي المستثمر الاقوي في ساحة التجارة والمال  في مصر ، يردفها عنوان كبير وضعه عبد الناصر ( التصنيع من الابرة الي الدبابة ) ، هكذا ولجت القوات المسلحة المصرية دنيا المال والأعمال أو ( البسينس ) كما يحلو التعبير لكبار قادتها من الجنرالات ، أداة الاختراق الي جيوب أهل الحكم في السودان يوجد ( بلفها) عند استثمارات القوات المسلحة ، اغراءات للمسئول السوداني بالشراكة التجارية كما في تجارة السمسم والفول والعجول من السودان ، لا نقول تهريب بل عمل تحت حماية الموقع الرسمي للمتنفذ السوداني  في الحكم ، المقابل تملك شقق وحسابات دولارية خارج السودان . شركات القوات المسلحة المصرية استفادت خلال حكم البشير، ابرمت صفقات استثمار أراضي بمساحات شاسعة للزراعة لصالح الجيش المصري لقضم أراض السودان بالكيد ، الارض من السودان والماء من حصة السودان وتلك تنازلات لا تعوض بثمن لصالح مصر.

تفكيك ونقض الصفقات الاستثمارية والتجارية لا يكون بحرب تستعمل فيها الجيوش والطائرات  فللسودان أيضا منطقا وعقلا، هي حرب ذكية ، تقنيات وعلوم يتزاوج معها الفرد السوداني لتصبح انتاجيته أضعاف مردود نظيره في مصر أو أثيوبيا ، مهمة ليست مستحلية تفجر فيها نسبة عالية من الذكاء والمثابرة يتميز بها شباب السودان ، الاقبال علي أحدث برامج التعليم في أرقي المعاهد والجامعات العالمية ، توطين المعرفة الحديثة في أرض السودان باستجلاب خبراء وبرامج وتقنيات ، هو التعليم الحديث وتقنيات العصر التي تجسر الفارق في تواضع الكثافة السكانية والناتج المحلي في السودان مقارنة مع أثيوبيا ومصر. تجربة ليست حديثه بل خاضتها دول مثل اليابان والهند وإسرائيل وماليزيا والآن رواندا.

وفي الختام هو العلم  ، المعامل الذي نتحدث عنه  لإبطال مفعول الضربات الذكية  من النيران الصديقة بسلاح اللاجئين وقضم الارض تستخدمهما أثيوبيا أو مصر ، هوسلاح ابطال المفعول كما جاء في شعر أحمد شوقي :

العلم يرفع بيتا لا عما د له @ والجهل يهدم بيت العز والشرف.

[email protected]

تعليق واحد

  1. يثمن لك ذلك الشعب يا اسامة

    لكن من يجلسون على انفاسنا وكراسي الحكم

    لايسمعون “طرش” لايتكلمون “بكم”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..