أخبار السودان

خطاب من تجمع السودانيين بالخارج الي حكومة الثورة


*السادة رئاسة مجلس الوزراء لحكومة ثورة ديسمبر 2018 المستمرة*
*الموقرين ،،*
نخاطبكم اليوم و شعبنا يواصل في حراكه الثوري الذي أطاح بنظام حزب المؤتمر الوطني الذي خرب البلاد و أشعلها حروباً ظاهرة و مستترة ، و أدخل فيها من عنصرية بغيضة و سياسات ما سمي بالتمكين و تعيين أتباعهم و من يقفون في صفهم أو يمارسون الإنتهازية من أجل الإستمرار في المناصب على حساب شعبنا الذي عانى كل أصناف العذاب من جراء تلك السياسات الفاشلة الفاسدة ، مما ولد المعاناة التي جعلت شعبنا بكل فئاته و مؤهلاته مشرداً بين معسكرات اللجوء و دول الإغتراب و المنافي البعيدة و القريبة ، و قد ساهم ذلك بالتأكيد في ضعف و دمار الوطن سياسياً و اقتصادياً بهجرات القوى البشرية التي هي إحدى أهم ركائز الإقتصاد القوي ، التي لم تجد اهتماماً من السلطة البائدة سوى أنها مصدراً للجبايات و التي لم تصرف في أي تطوير أو تظهر في أي شكل خدمي أو استثماري أو تنمية يستفيد منها الشعب ، بل كانت الأموال تذهب وقوداً للحروب الداخلية و الصرف البذخي على كوادر الحزب البائد ليزيدهم تمكيناً وسطوة .
نتابع بكل شغف و حذر إجراءات السلطة الإنتقالية و قرارتها من أجل إزالة التمكين ، و نعلم أن إعادة تأسيس الدولة السودانية إلى دولة مدنية ديموقراطية تخطو نحو التقدم و الرفاهية هي مهمة صعبة و تحتاج إلى بعض من الوقت حتى يرى شعبنا نتائج و ثمار ثورته التي سقاها بدماء الشهداء و الجرحى و عرق بناته و أبناته طوال الثلاثين عاماً الماضية .
و نحن في خضم حراك شعبنا مع تقديرنا لمجهودات الحكومة الإنتقالية و الظروف التي تعمل فيها ، و من مواقعنا المختلفة في دول المهجر و المنافي و الإغتراب لم نستثني أنفسنا يوماً من فرض المساهمة في دفع عجلة التغيير بكل أشكال الدعم للمقاومة حتى سقط نظام الذل و الإهانة الذي لم يستثنى في نهبه و بطشه من هم في الداخل أو الخارج ، لاحظنا أن هذه القوى البشرية الكبيرة التي تترواح ما بين 7 إلى 8 ملايين سوداني و سودانية لم يرد في برامج الحكومة الإنتقالية أي تخطيط واضح لاستيعاب مقدرات تلك القوى البشرية من استثمارات و مؤهلات و تجارب في الإنتقال بالوطن إلى بلد يحتضن بناته و أبنائه الذين شردتهم سياسات النظام البائد ، بل رأينا استمراراً على نهج النظام البائد من فرط تعمقه في مفاصل الدولة نتيجة سياسات تدجينية ظل يعمقها حتى سقوطه .
طوال وجود النظام البائد عمل ممثليه في سفاراتنا في الخارج على كل المستويات عبارة عن محصلين لضرائب و دمغات و متسولين عند الأنظمة و جواسيس على جالياتنا بالخارج ، يلاحقوننا حمايةً لنظام حزبهم و دعاةً لإستمراره في البطش ، و لقد حول الحزب البائد وزارة الخارجية مرتعاً و ملهى يكافئ فيه ضباط الأمن على بطشهم لشعبنا ليعينهم في وظائف دبلوماسية و قنصلية مما كان له أثر واضح على سمعة الدبلوماسية و تلويثها لتتصدر اسماء موظفيها صفحات الجرائم و الإعتداءات الأخلاقية في الصحف ، بل إن وزير الخارجية السابق ساهم في إفلات الرئيس المخلوع المتهم بجرائم حرب و إبادة جماعية من القبض عليه ، وهذا غيض من فيض أمام ما كنا نواجهه من إعتداءات في المكاتب القنصلية بالضرب و الشتائم من كوادر الأمن تحت الغطاء الدبلوماسي ، و لن ننسى بعثات الحج و العمرة و ولوجها في الفساد و المعاملة القاسية للمواطنين دافعي الأموال الباهظة من أجل خدمة مريحة وساهلة .
ولن ننسى كم من فرقٍ رياضية و بعثات عملية و علمية لم تعرها سفاراتنا إهتماماً ، هذا جزء بسيط كما ذكرنا من التخبط و الفساد و التلاعب بمدخرات شعبنا و بناته و أبنائه عبر جهاز نهب مدخرات المغتربين الذي مازال يعمل و كأنما شيئاً لم يحدث ، بل لقد بدلت حكومتكم الموقرة صاحبة ثقة الثورة إداراته التي هي جزء من بقايا السلطة الفاسدة بمديرٍ جديد هو من عتاة المدافعين عن النظام السابق و عن جرائمه و الذي وجد تعيينه سخطاً و استنكاراً واسعاً من كل السودانيين بالخارج و ما نحن في ( تجمع السودانيين بالخارج لدعم الثورة ) إلا مجموعة بسيطة من ضمن تلك المجموعات .
و بروح الثورة و عنفوان شعبنا و عظمة تضحياته نطالبكم و نذكركم بجزء من مطالب الثورة :
1. وفقاً لقانون محاربة التمكين : تفكيك سلطة النظام البائد في وزارة الخارجية و النظر في كل تعيينات السفراء و أطقم السفارات و البعثات الدبلوماسية في المنظمات العالمية و الإقليمية منذ عام 89 و حتى سقوط النظام .
2. فتح الفرص عبر المنافسة الشريفة واضعين في الإعتبار قادة الثورة و وقودها من الشباب بكفاءتهم و فتح الفرص لتدريبهم و تأهيلهم لأنهم أصحاب الحق في المستقبل الزاهر للوطن .
3. سحب الإعترافات و الإمتيازات التي منحت غصباً لأجسام هلامية كانت سنداً للنظام البائد مثل : ( مجلس الجاليات ) وتوابعه ، و ترك مسألة الجاليات للقواعد لإدارتها و إنتخاب قياداتها بطرق ديموقراطية تشبه الدولة المدنية وفقاً لواقعها و ظروف بلدانها المضيفة و أوضاع من يعيشون فيها على إختلافهم .
4. السفير الذي تم تعيينه في إدارة شؤون العاملين بالخارج ضالعٌ في دعم النظام السابق و هذا ما يجعل هذا التعيين مكان رفض و احتجاج و يجعلنا نقف مطالبين بإقالته باسرع فرصة ومساءلة كل من تسبب في هذا التعيين .
5. مراجعة المغتربين حول رغبتهم و مقدار حوجتهم لاستمرارية ( جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج ) أو غيره حسب الشكل الذي يرونه مناسباً لهم ، فهناك أصوات مقدرة تنادي بحل هذا الجهاز و الإستعاضة عنه بسياسات واضحة ضاربين المثل بدول شقيقة كأثيوبيا و مصر و الهند و الفلبين في تعاملهم مع مدخرات المغتربين و كافة شؤونهم و جعل مسألة الإستثمار و العودة إلى الوطن أمر جاذب ، حيث أنه بسقوط النظام البائد زال سبب أساسي من أسباب الهجرة و الإغتراب .
6. الإستفادة من القدرات و الكفاءات و التجارب للسودانيين بالخارج خلال الفترة الإنتقالية بالإستجابة للمبادرات الطوعية من أفراد و منظمات ، منهم من أبدوا تطوعاً من دون أجر للعمل و بادروا لتحفيز البقية بالنداءات للعودة مع الاستفادة من المنظمات العالمية في انتداب الكفاءات السودانية أو من أصول سودانية التي تعمل في الخارج لتعمل في الداخل في المجالات المختلفة .
7. جمعيات الصداقات الشعبية مع الشعوب تلك التي سخرها الحزب البائد لخدمته يجب مراجعتها و مراجعة أصولها و ممتلكاتها و امتيازات منسوبيها .
8. سحب الوثائق الدبلوماسية الممنوحة لأقطاب النظام السابق و أسرهم و كذلك بعض الأجانب ، أو بالأحرى إيقاف كل تلك الإصدارات منذ 89 و إخطار الجهات العالمية بذلك و نؤكد أن مثل هذا الإجراء سيكون مطمئناً لبعض الجهات العالمية التي تضعنا في مصاف الدول الراعية للإرهاب .
9. الإسراع بتشكيل لجنة ملاحقة الأموال و الثروات المنهوبة و المهربة إلى الخارج كما جاء في تصريح النائب العام و إطلاق حملة للكشف عنها حتى يساعد ذلك في حصرها و ملاحظة قادة النظام السابق .
10. الشروع في التحقيق الفعلي في الممتلكات و الأصول التي أهدرها النظام البائد و فضح كيفية ضياعها و إسترداد ما يمكن إسترداده من ممتلكات في بريطانيا و السعودية و مصر و أي مكان في العالم .
11. اتباع نظام منصف لتقييم شهادات بنات و أبناء المغتربين و عدم التعامل معهم كسلع مدرة للدخل بل إلغاء الرسوم الخيالية التي تفرض عليهم فقط لأنهم أبناء و بنات مغتربين .
12. فتح نيابات مؤقتة متنقلة تطوف على دول المهجر و الإغتراب لتسهيل إنجاز العدالة في قضايا التعذيب و القتل و المظالم و ضحايا الحروب و التي تشرد معظم ضحاياها في مختلف دول العالم .

في الختام بقدر عظمة التضحيات و الثورة نعد شعبنا و نعدكم أننا لن نتأخر في سبيل دعمه و إستمرار ثورته من أجل واقع أفضل في وطن السلام و الحرية و العدالة ، و كلنا أمل في كريم إستجابتكم و إتخاذ خطوات عملية عاجلة تجاه المطالب أعلاه .
*ثوار احرار حنكمل المشوار*

*تجمع السودانيين بالخارج لدعم الثورة*
26/12/2019
E mail:[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..