
الموزانة المطروحة من قبل وزير المالية بمثابة كارثة اذا مررت بهذا الشكل لعدم واقعيتها واعتمادها علي افتراضات غير مأمونة وفيها شئ من الاندفاع غير محسوب العواقب فلربما تدفع حكومة حمدوك للاستقالة ان لم يكن في ربعها الاول ففي ربعها الثاني او ظهور موجات من الغضب الشعبي مما يعرض امن اليلاد للخطر لذلك فان التحديات كبيرة لخبراء الحكومة المستوردين اما ان يضعوا اعتبار لمخاوف قوي الحرية والتغيير او المغامرة وان شئت قل الانتحار لذلك علي مجلس الوزراء والتأني والتمحيص للخيارات المتاحة وعدم التهور فالموازنة هي تقديرات وتخطيط لما يمكن انفاقه في العام المقبل 2020 كاول موازنة لحكومة الثورة بعد فشل تقديرات 5 ميزانيات سابقة وفي ظل خطابات حكومية رفعت توقعات الشعب السوداني الي اعلى مستوي الامر الذي عقد من طريقة اعدادها وتوقعاتها خاصة ان الوزير المكلف باعدادها جانب الواقعية بشكل كبير وبناء تقديراته الوردية بشكل غير واقعي يجعلها اخطر واسوء موازنة اذا تم اقرارها بالشكل الذي قدم بها الحديث عن تأجيل رفع الدعم واقرار موازنة لمدة 3اشهر يؤكد تمسك وزير المالية بخطة الموازنة التي قدمها مع رفض قوي الحرية والتغيير لها لترجيح خيار التأجيل واني ارى ان تأجيل موازنة البدوي ثلاثة اشهر واعتماد موازنة لثلاثة اشهر اساسية بدون رفع الدعم خطأ كبير ولا يخدم الطرفين ومن المفترض ان يتم اعتماد موازنة نصفية اي لمدة 6 اشهر تشتمل علي زيادة طفيفة 40% في الرواتب وبند السلع والخدمات للقطاعي التعليم والصحة ووقف المشروعات التنموية الجديدة باستثناء الممولة من سحوبات المنح وتقليص مقعول في المصروفات الجارية وهذا يخدم عدة اغراض منها تعديل الجدول الزمني لموازنة السودان كما كان في السبعينات بحيث يبدأ العام المالي في الاول من شهر يوليو ليكون متوافقة مع طبيعة الاقتصادي الزراعي
ثانيا الاطمئنان علي نتائج مؤتمر المانحين (اصدقاء السودان) والذي اتوقع ان لا تتجاوز التزامات المانحين ملياري دولار او اقل
ثالثا: خلال النصف الاول سوف تتضح نتائج ملف السلام
الموازنة في ارقام :
كان في البداية مراجعة اداء ميزانية العام 2019م التي تعتبر الاساس الذي ينطلق منه للتخطيط للموازنة الجديدة وهذا لم يحدث من مجلس الوزراء الحالي وبالرجوع الي مؤشرات ميزانية العام 2019م ومقارنتها بالموازنة التي اقترحها البدوي نجد انها لا تختلف كثيرا مع الموازنة الكارثة التي اعدها الفريق عثمان الركابي والتي عجلت بسقوط النظام مع التباين الطفيف لمنطلقات الموازنتين الركابي اعتمد علي عمليات حسابية بحتة اساسها رفع الدولار الرسمي والدولار الجمركي مع تحريك في دعم القمح (دولار القمح) لزيادة الايرادات العامة
دون الانتباه الي الخلل الكبير الذي حدث في مضاعفة الصرف الحكومي والانفاق الجاري رغم المعالجات التجميلية في علاوة مفارقة الاجور وزيادة برنامج الدعم الاجتماعي والتأمين الصحي وجميعها فشلت اي (الروشتة رقم 14) للبنك وصندوق النقد الدوليين فانتفض الدولار ودخل الجنيه العناية المكثفة زادت السياسات النقدية الطين بلة
نعود الي موازنة البدوي الذي رفع تقديرات حجم الموازنة من 162.8 مليار جنيه اي مايعادل 3.4 مليار دولار (سعر صرف الموازنة 47.5) الي 611.3 مليار جنيه اي مايعادل (10.2) مليار دولار حسب سعر الصرف الرسمي الذي يريد رفعه من 45 جنيه مقابل الدولار الي 60جنيه مقابل الدولار ويتبع ذلك زيادة الدولار الجمركي وببساطة هذا يعني صب البنزين علي نار الاسعار المشتعلة ومنح الضوء الاخضر للدولار في السوق الموازي لتجاوز عتبة المائة جنيه بكل سهولة مع وجود اكذوبة شركة الفاخر التي قيل انها ستخفض سعر الدولار الي 60جنيه مجرد وهم لتخدير الشعب لتمرير صفقتها المشبوهة طبعا السؤال المهم من اين ياتي البدوي بحجم موازنة زادت بنسبة 270% من 323.3مليار جنيه مايعادل 5.4 مليار دولار اي قرابة ثلاثة اضعاف الميزانية السابقة حسنا الوزير توقع ان تتدفقع عليها مليارات الدولارات من اصدقاء السودان مؤتمر المانحين ابريل القادم الذي افترض الوزير ان يبلغ حجم التبرعات في مؤتمر باريس 279 مليار جنيه اي ما يعادل 4.6 مليار دولار ومبلغ 800مليون دولار اخري منح من جهات اخرى غير معلومة بينما تقديرات المنح لميزانية العام 2019 كانت 200 مليون دولار 9.5 مليار جنيه والاداء الفعلي تحقق وتجاوز الرقم بمبلغ قليل
تخيلوا لو ان مؤتمر اصدقاء السودان نجح في ضمان التزامات في حدود ملياري دولار من اين ياتي البدوي بتمويل لموانته حولي 3مليار دولار الا يعني ان هناك مخاطر نسبة تحققها اكثر من100%
اما الايرادات الضريبة لميزانية 2019.كانت 101مليار جنيه ويريد البدوي رفعها الي 158.9 مليارجنيه نعتبرها مقبولة اذا تم تطبيق برنامج اصلاح ضريبي سنفرد له مساحة منفصلة
اما المصروفات العامة ارتفعت من 194.8مليار جنيه اي 4.1مليار دولار عام 2019 الي 623.6مليار جنيه ما يعادل 10.4مليار دولار بنسبة زيادة 221% طبعا لمقابل زيادة الرواتب للاساتذة والمعلمين بنسبة 100% وبقية القطاعات زيادة تتراوح مابين 40-70% مع اعتماد 106الف وظيفة بالقطاع العام والخاص بالمناصفة منها 51600 وظيفة ثابتة بالخدمة المدنية و30الف وظيفة مؤقتة للتعداد الزراعي والسكاني و25الف بالقطاع الخاص والتعاوني مؤكد هذا الوظائف في استحالة لتنفيذها لان الولايات لن تقبل وظائف بدون تمويل دائم من المركز ولنا تجربة مشروع 50الف وظيفة كنت لصيق به احتاج تنفيذه لثلاثة سنوات ولم ينجح لاسباب لا مجال لذكرها
طبعا عجز الموزانة حسب تقديرات البدوي انخفض من 670مليون دولار عام 2019 الي 250مليون دولار 2020م نظيريا
اما التضخم استهدفت موازنة البدوي خفضه الي 28.7% مقارنة مع 53.9% عام 2019م مع تحفظنا علي ماحدث من تلاعب في معدل التضخم الذي خفض في النصف الاول من العام الحالي من 71% الي 42% تقريبا
والصحيح بها التقديرات فان معدل التضخم سيحدث فيه انفلات جديد فيما يتعلق بمعدل النمو استهدفت الميزانية المنتهية معدل نمو 5.1% والاداء الفعلي كان -0.9% بينما ينوقع البدوي تحقيق معدل نمو في حدود 3.1% نشك في ذلك ممكن يكون موجب مابين (1-2)% وممكن يحدث العكس تماما يكون الرقم سالب ولكن نرجح الخيار الاول
اما عجز الميزان التجاري عام 2019 حتي نهاية شهر سبتمبر كان 3.77 مليار دولار حيث حقق العام 2019 ادني حجم صادرات خلال 5 سنوات بلغ 2.45 مليار دولار مقابل واردات 6.22مليار دولار
ونشير الي ان جميع صادرات السودان تراجعت بشكل واضح نتيجة التهريب هذه البيانات الخاصة بالصادرات والواردات حتي نهاية سبتمبر 2019
مثلا الذهب من 1.55مليار دولار عام 2017 الي 832 مليون دولار عام 2018 الي 478 مليون دولار عام 2019 كما اخفض صادر البترول الخام من 440.4مليون دولار العام الماضي الي 218مليون دولار عام 2019 وصادر البنزين انخفض هذا العام الي 33.6مليون دولار مقارنة مع 50.6مليون دولار عام 2018 وصادات الثروة الحيوانية تراجعت من 895 مليون دولار عام 2017 الي 832مليون دولار 2018 الي 594 مليون دولار 2019 حيث ان جملة الصادرات السودانية 4.1مليار دولار عام 2017 انخفضت الي 3.5مليون دولار عام 2018ثم تراجعت بشكل ملحوظ هذا العام الي 2.45مليار دولار
اما الواردات تراجعت من 7.85مليار دولار العام 2018 الي 6.22مليار دولار عام 2019 تراجعت مبالغ السلع المستوردة باستثناء فاتورة المحروقات والقمح والدقيق قيمة وارداتهم ارتفعت مقارنة مع العام الماضي.
أبوالقاسم ابراهيم
مقال جيد .. متوازن … يستصحب الأرقام اكثر من الشعارات …
نرجو ان تواصل مشوارك التحليلي النزيه لأننا سوف نستفيد منه ..
هكذا في رايي تكون الجدية …
ماشاء الله مقال موفق وبالارقام نرجو المزيد