مقالات وآراء سياسية

لجان المقاومة بين المطرقة والسندان

د.زاهد زيد

في ظل الأزمات المعيشية التي هي نتاج العهد المباد ، يعمل نفر من شباب هذه الثورة من رفاق الشهداء على مراقبة المخابز ووسائل المواصلات وغيرها من المرافق التي تقصر في واجبها تجاه المواطن ، فتجدهم مع الفجر وهم يحملون كاميراتهم للتوثيق ، واطلاع المسؤولين على الأوضاع واستغلال ذوي التفوس الضعيفة للضائقة المعيشية للكسب من ورائها ، ولا نبرئ كيزان اللؤم والخساسة من الضلوع  في زيادة الأزمة واشعار المواطن بعجز الحكومة عن الايفاء بما يحقق الوفرة والرخاء للناس .

يعمل الشباب في لجان المقاومة بكل حماس وقوة ولكن كل مجهوداتهم الكبيرة هذه ، لن تأتي أكلها إلا بجهاز رقابي فعال ومسؤول ، فهم في النهاية لا سلطة لهم ويعملون بدافع وطني وثوري لنيل حقوقهم كمواطنين ، والسؤال هنا : أين الأمن الاقتصادي الذي يملك السلطة والامكانيات الكبيرة من سيارات وقوة عدة وعتادا ؟ لماذا ينام نوم العوافي ويهمل واجباته بهذا الشكل المريع ؟

الاجابة واضحة وضوح الشمس ، فقيادة الأمن الاقتصادي قيادة موالية للكيزان في إغلبها وخاصة في أعلى سلطاتها ، ولم تطالهم يد الحكومة ، فهم يتقاعسون عن عمد ويهملون واجباتهم عن قصد ، وليس هذا كلامي فقط بل هو كلام وإفادة لجان المقاومة نفسها .

المطلوب وفورا تطهير الأمن الاقتصادي وتفعيل دوره في الرقابة على السلع ، واعطاء لجان المقاولة صفة رسمية لمراقبة الأسواق والمخابز والمستشفيات وكشف المتلاعبين بقوت وصحة الناس .

لايكفي أن ينكفئ المسؤولون في حكومة الثورة على أنفسهم ولا يخرجون لتلمس اوضاع الناس . أين الوزراء وأين أعضاء مجلس السيادة برؤوسه المتعددة ، ماذا يفعلون وأين وكلاء الوزارات ومدراء الأقسام .

الوضع لا يتحمل أن يجلس مسؤول في مكتبه وتحت المكيف ليقرأ في التقارير أو يتكلم عن الثورة في التلفزيون ويتفلسف، نريد الوزير وعضو مجلس السيادة والوكلاء في الوزارات والمدراء أن يكونوا في الشارع مع الناس الذين جاءوا بهم للسلطة .

إن كنتم مشلولي الأيدي ولا تستطيعون حسم الأمور واقالة المعوقين للعمل وتطهير دواوين الدولة من رجس الكيزان اخرجوا للناس وصارحوهم بكل شيء ثم اذهبوا لبيوتكم مرفوعي الرأس .

لجان المقاومة بين نارين ، نار الكيزان بخبثهم وتآمرهم وبين عجز المسؤولين عن الحسم ، لا أعرف كيف ينام وزير أو مدير وهو يعلم تمام العلم أنه لم يؤد ما عليه من واجبات ، ولماذ يستمر في منصبه وهو غير قادر على انجاز ما يرضي ضميره .

وبعض الوزراء يتمتعون ما شاء الله ببرود فاقوا به برود الانجليز ، يعرفون أن الناس يتمنون ذهابهم اليوم قبل الغد ولكنهم يغطون في سبات عميق . لا يحسون ولا يشعرون وبعضهم لم يحلم يوما بالاستوزار مثل أخينا فيصل الذي جاءت به الغفلة من مجرد صحفي للوزارة ولم يصدق و( كنكش فيها ) . وكذلك ألأستاذه أسماء بعد أن بلغت من العمر عتيا ويئست من العمل إلا رعاية أحفادها وجدت نفسها بقدرة قادر وزيرة للخارجية . وكثلها وزير الزراعة الذي لا أعرف حتى اسمه نائم في العسل .

وغيرهم من جيش جرار من الموظفين المتسكعين من الذين جاءوا في زمن الغفلة ، وموعودون بحكام الولايات ( ودقي يا مزيكا ) .

لا أعرف ماذا يضير البلد إذا اقتصر عدد الوزراء على عشرة أو سبعة كما فعل عبود ؟ وقد أنجز عبود بهذا العدد المحدود من الوزراء ما لم ينجزه كل حكام السودان منذ استقلاله ؟

استيقظ يا وزير ويا عضو المجلس السيادي ويا مسؤولين وحققوا مطالب الثورة وإلا فالباب يفوت جمل .

 

د.زاهد زيد

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..