مقالات وآراء سياسية

ماذا تعني لك الثورة في عيدها الاول؟

ياسر عبد الكريم

علمنا التاريخ بأن الثورات لا تموت ولا تفشل قد تتعطل وقد تتأخر نتائجها لكنها لن تموت أبداً وعندما تقوم الثورة تحاربها القوى المضادة ويبدو لك كأن الثورة انتهت أو فشلت لكنها تستمر برغم القمع والقتل والتنكيل ثم تنتصر في النهاية لقد مارس النظام الفاشي قمعا غير مسبوق القى بالالاف في السجون ومارس القتل والتعذيب في المعتقلات وعندما اكتمل الوعي اشتعلت الثورة ويستحيل على من تملك وعي الثورة ان يتخلى عنه

الثورة ليست مظاهرات وإضرابات وإنما الثورة وعي جديد يكتسبه أفراد المجتمع

الثورة تعني أن الظلم الذى تواءمت معه طويلا لم يعد بإمكانك أن تقبله

الثورة تعني أن تطمح إلى العدل والحرية وتريد أن تكون مواطنا وليس أحد الرعايا

الثورة تعني أنك تريد أن تعاملك السلطة باحترام،

الثورة تعني من حقك في تعليم مجاني جيد وعلاج مجاني محترم ومسكن يليق بالآدميين،

الثورة تعني أنك تختار رئيس الدولة وتعرف مقدار ثروته وكيف كونها وتريد أن تحاسبه على سياساته وعلى إنفاقه من المال العام الذي هو مالك الذي تدفعه من ضرائبك،

الثورة تعني أنك تريد أن يتوقف الاعتقال والتعذيب وأن يحاكم كل من قتل الثوار وكل من تورط في التعذيب.

الثورة تعني أن يتساوى الجميع أمام القانون، فلا يوجد في البلد “جهات سيادية” ولا أسياد وعبيد

الثورة تعني أن يتساوى الجميع في فرص العمل، فيكون الترقي وفقا للجدارة وليس وفقا لعلاقتك بالنظام.

فالثورة تعني ليست لحظة عابرة وإنما فترة ممتدة بدأت ولن تنتهي إلا بتحقيق أهدافها

الثورة تعني أنها تنتمى إلى المستقبل والقوة المعادية لها تنتمي إلى الماضي ويستحيل على الماضي أن يهزم المستقبل

الثورة تعني عندما تحدث يتغير كل شيء إلى الأبد

ماذا علمتنا الثورة ؟

الثورة علمتنا من أهم أهدافها أن نسترجع جيدا الدروس ان الجيش السوداني يجب أن يتفرغ لأداء واجبه في حماية الوطن لأن الحكم العسكري منذ الاستقلال السبب في وصولنا للحضيض في كل المجالات

الثورة علمتنا أن الاسلاميين قوة رجعية لا يمكن الوثوق بها في عمل ثوري، ومستعدون دائما لخيانة الثورة من أجل السلطة التى يتوهمون أنها  ستحقق حلمهم في استعادة الخلافة الإسلامية (وهذا وهم كبير، فالخلافة تاريخيا لم توجد أصلا حتى يستعيدها أحد)

الثورة علمتنا أن المواطن البسيط يهمه في المقام الأول احتياجاته اليومية ونتيجة لعقود من الاستبداد والتجهيل فهو لا يرى العلاقة بين الحرية ولقمة العيش، وبالفعل لما تعذرت لقمة العيش إنضم للثورة تلقائيا .

أعداء الثورة أنفقوا مليارات الجنيهات على إحداث الفوضى والضائقة المعيشية ومواقع الكترونية لتشويه سمعة الثوريين ووصمهم بالعمالة والخيانة والكفر حتى يكره السودانيون الثورة التى قامت من أجلهم .شهداء وشباب الثورة أنبل وأشجع السودانيين وأكثرهم وعيا

معركة الثورة ليست سهلة لكن انتصارها مؤكد وفقا لقوانين التاريخ.

 

ياسر عبد الكريم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..