مقالات سياسية

بكاء الإسلاميين على تغيير اسم داخلية علي عبدالفتاح 

يوسف السندي

ارتفع نواح و عويل الكيزان حين تم استبدال اسم داخلية علي عبدالفتاح باسم داخلية الشهيد عبدالسلام كشة ، لطم الإسلاميون الخدود و شقوا الجيوب و ثارت ثائرتهم في الاسافير بصورة تدعو للشفقة و الاستغراب ، و الاستغراب ناتج من ان هذه الخطوة طبيعية جدا و تتماشى مع الثورة على نظام البشير ، فهذه الثورة غيرت نظامهم بالكامل ، فهل يغلبها تغيير اسم داخلية !!!
لم يكن علي عبدالفتاح يقاتل مستعمرا و لا دولة غازية ، و إنما كان يقاتل مواطنين سودانيين لهم قضية و يبحثون عن الإنصاف ، كما أن علي عبدالفتاح و صحبه لم يقاتلوا حركة جون قرنق فقط بل قاتلوا جيوش التجمع الوطني الديمقراطي و هي تضم جيوش حزب الامة و الأنصار و جيوش الاتحاديين الختمية و جيوش البجا و التحالف السوداني فهل قتال كل هؤلاء كان قتالا من أجل الشهادة !!!
على عبدالفتاح قتل من أجل تمكين نظام الانقاذ لا من أجل الوحدة و لا من أجل الدين ، و الدليل أن جنوب السودان نفسه انفصل في عهد دولة الكيزان ، اما الدين فقد ألصقت به من قبل الكيزان كل ادران الفساد و الظلم و القهر ، حتى أصبح السودان في نظر العالم دولة إرهابية.
جون قرن الذي قاتله علي عبدالفتاح ظلت القوات المسلحة السودانية تقاتله منذ السبعينيات و قاتلته كذلك دولة الديمقراطية الثالثة و لم يقل أحدا أن هذه حربا دينية أو حربا مقدسة ، بل هي حرب بين أطراف وطنية مختلفة في الرؤى، الطرفان هم أبناء الوطن الواحد ، و كل قتيل من الطرفين هو في الأصل خسارة للوطن أجمع لا فرق بينهما أمام الشعب ، و لذلك ظلت قضية البحث عن السلام و إيقاف الحرب هي قضية السودان المركزية طيلة العهود و الأنظمة.
حين جاء نظام الانقاذ غير النظرة الصحيحة لحرب الجنوب من حرب بين أبناء الوطن الواحد إلى حرب بين المسلمين و الكفار ، و من حرب لاختلاف الرؤي إلى حرب لاختلاف الأديان ، و جندت الانقاذ إعلامها و فتحت المعسكرات و خدعت الشباب بالجنة و الحور العين و الملائكة التي تقاتل معها في احراش الجنوب ، و ساقت البسطاء أمثال علي عبدالفتاح إلى حتفهم ، و رقص من بعدهم البشير على الجماجم و الاشلاء و أثرى من بعدهم الكيزان و بنوا القصور و تزوجوا مثنى و ثلاث و رباع .
الدكتور الترابي عراب الانقاذ سئل بعد المفاصلة عن قتلى الحركة الإسلامية في الجنوب و هل هم شهداء فقال قولته المشهورة: بعض الحكام الطغاة عبر التاريخ يسلطون الناس للجهاد و ذلك لابعاد الفعالين الذين يسببون القلاقل و المظاهرات و يفوجونهم للحرب للقضاء عليهم و تسميتهم شهداء او للقضاء بهم على أعداء الحكام . و في إعتراف الترابي إشارة واضحة إلى أن عملية استقطاب الشباب و الطلاب و تفويجهم للحرب في عهد الانقاذ كان مجرد تكتيك لإبعاد الشباب و الطلاب عن إثارة المشاكل و القيام بالثورة على النظام الحاكم .
تكتيكا و خداعا ايضا تمت تسمية هذه الداخلية باسم علي عبدالفتاح و تمت تسمية داخليات أخرى و مدارس بأسماء قتلى الحركة الإسلامية ابان نظام البشير ، فقد كانت الحكومة بيدهم ، و بيدهم الأمر و القدرة على تغيير الأسماء و إطلاق الأوصاف ، فوصفوا على عبدالفتاح بالشهيد و وصفوا قتلى جيش الامة للتحرير و قتلى جيش الفتح للاتحاديين و قتلى الحركة الشعبية بالعملاء و الخونة !!!
الاسلاميون عليهم ان يعلموا ان دولة علي عبدالفتاح قد سقطت و سيسقط معها اسمه من تلك الداخلية ، و ليعلموا ان هذا السقوط كان بأمر الشعب جميعا حين ثار عليهم في هبة لم ير لها التاريخ السوداني مثيلا ، بعد ان عاني من ويلات نظامهم الباطش الفاسد .
سقطت دولة الاسلاميين و دولة علي عبدالفتاح بعد ان أبادت شعب دارفور و ألحقت الفظائع بشعب جبال النوبة و شعب النيل الأزرق و شعب المناصير و السدود ، سقطت دولة علي عبدالفتاح بعد أن أسقطت في نظر العالم سماحة السودانيين و عدالة شعب السودان و حكامه ، سقطت دولة علي عبدالفتاح بعد ان أصبحت بلادنا عاجزة و فقيرة .
سقطت دولة علي عبدالفتاح و لن تقوم لها قائمة بعد اليوم ، و جاءت دولة الشهيد عبدالعظيم و الشهيد مطر و الشهيد ماكور و صحبهم ، دولة الحرية و العدالة و السلام ، فلينقطنا الإسلاميون بسكاتهم و ليرعووا فإن ما فعلوه بهذا الشعب لم يصيبهم منه حتى الآن و لا معشار معشاره .
يوسف السندي

‫5 تعليقات

  1. علي عبد الفتاح الذي نحتسبه شهيدا ولا نزكيه علي الله لا نطعن ولا نفرض امر شهادته او لغيرة فمانح فضل الشهادة هو الله يهبها لمن يشاء ويحرمها من يشاء ولو قتل في ميدان القتال.
    ولكننا نذكر بأن علي عبد الفتاح لم يبتدع قتال متمردو الجنوب الذين لم يبدأ تمردهم ومحاولة اقتلاعهم للسلطة او الحكم في عهدة او في عهد حكومة الإنقاذ بل سبقهم الي مقاتلتهم وحربهم الرئيس نميري وحكومة الاحزاب التي كاد في عهدهم ان تصل قواتهم الي حدود ولاية النيل الأبيض وصل حال الجيش حينها من الضعف الي مالا ينكره مكابر الا ان تصدت لهم القوات المسلحة ومن ساندهم من المجاهدين من شتي الوان الطيف السوداني من الوطنيين الغيورين من موالين ومعارضين للانقاذ لوقف تمدد وزحف جيوش التمرد خشية علي عواقب حكم السودان الدولة المسلمة من متمردو لا يدينون بالاسلام ويعلنون عن مشروع علماني باسم السودان الجديد يحكمون فيه شرائع قبلية وضعية لا ترتكز علي قيم ولا دين لحكم بلد غالبيته مسلمين
    فهل ياتري يقبل اي سوداني بغض النظر عن اتجاهاته وميوله ان يتربع علي حكم بلادنا من يحكم فينا قوانين القبيلة والسلطان او أحكام العلمانيين التي لاسند لها في القيم والموروثات ودين الإسلام الحنيف ام يكون الحذو بمثل ماسبق من قدوات بذلو أرواحهم فداء حتي لا يتأمر علينا كافر مثل قرنق او من اللاهثين الي السلطة من الشيوعيين والعلمانيينوالجمهوريين واذيال الشياطين

    1. ولو كنتم أيها الدعي الكذوب تؤمنون بما تقولت به فلماذا لم توافقوا على اتفاقية الميرغنى وقرنق 1989 والتى كانت ستأتى بايقاف الحرب والسلام مع الجنوب وتآمرتم باحداث انقلابكم قبل اجازتها من البرلمان واستوليتم على السلطة وفعلتم بالبلاد ما فعلتم وأخيرا اتيتم بنيفاشا وما ادريك ما نيفاشا وما ادريك ما نيفشا التى قسمت اوطن وفعلت به الافاعيل بادعاءاتكم الزائفة .. يكفى اعترافات قادنكم التى سجلتها القنوات التلفزيونية ويتداولها السودانيون عبر الوسائط والتى تثبت انك منافق كبير والدليل ما كتبته أعلاه من تزوير للوقائع وتضليل للقراء واستتار وراء الالفاظ أستمع لتسجيلات الترابي وعلى عثمان أيها المدافع عن الباطل

  2. هذا هو مطلبى ، إعادة هذا العضو النابض لجسدى

    الورد طريقنا

    بَحلمْ إنُّه الوردِ طرِيقنا . . وانُّه عشَانَّا الحُب مَكتوب
    وإنه العَالمْ فَجأة بِيَصحى . . ويَلقى عَلِيهُ النُورْ مَسْكُوبْ
    حَتَّى كَمَانْ القَمَر الصَيْفِى . . مِنَّ اللَيْلكْ يَلبَس تُوبْ
    * * *
    بَسأل عن أقْمَار بِتسافِر . . فِى أَعمَاقْ الكُون تِتْجَوَّل
    تَخبِّى النرْجِس فى جِنْحَاتها . . عِز الليل الشاتِّى ، وتَرحلْ
    بَسأل عن غابَات وقُراهَا . . وعَن هِجرَاتْ عَكسِية بِتَحصلْ
    كِيف فى يومْ مَجنون تِتْبدَّلْ . . وتسِيبْ أنْهارْ الحُب مَجرَاهَا
    بَسأل عَن أجرَام وكَواكِب . . وكِيف تِتخَطى مَدارَها الأولْ
    واحلم بِى نَجمات قَدْ كانتْ . . يَضوِى سَمانا شُعاعَها المُنزَلْ
    بَس والمَا مَفهُوم يَا زُولِى . . إِنَّك مِن تَاريخَك تَفْصِلْ
    * * *
    زَىْ أزهَار ووُرود بِتفتِّحْ . . كَان الحُب يَكبَر جُوَّانَا
    وكَان قُدَّامنَا بِلادْ وعَواصِم . . تَمدَّ جِسُورَها وتَستَنانَا
    وتَرمِى علينا غِلالَة دَعوَة . . تَرمى علينا ومَا أَغرانَا
    كُنا بِنطْرح رُؤيَة جَديدة . . وَجَدْنا العالَم فِيها مَعانا
    * * *
    وَقَفتَ بَرَاى والمَطرْ يِسَّاقَط . . رِياح مجنُونة ورَعْدِ وبَارِق
    شَهَرْ النُّور عَن وَجهِ تِرِيزَا . . شَقَّتْ غَلَسْ الظُلمة الخَانِق
    فَجَّتْ سُحب الشَّك وارْتَفعت . . نَيْزَك يَنزِل فَوْ مِن حَالِق
    غَسل المَاء الحُزن الفِيْىَ . . جَاتنِى مَلاك فِ ظِلالْ مَرئِيَة
    تَناِدى علَىْ بِى صُوت مِترَاعِش . . صُوت مَملٌوء لَمسَات حِنيَّة
    لِيهْ إتأخَرتْ حَبيبِى عَلىَّ . . وكَان بَرجَاكْ فى الزَمن السَابِقْ
    كُنتَ هِناك فِى نَفس البُقعَة . . مَن بِين شَجرَات المَنْقَا بَتَاوِق
    خَايفة عليِك والليل مِتوحِّشْ . . مِن خُوفى عَليكَ شَديد بَتضَايَقْ
    * * *
    بِينِى وبِينِك شَهَروا سِيوفُهم . . عَبُّوا كلاشِنكُوفْ وبَنادِقْ
    وُحَاة الحُب الب[ينَّا تِرِيزا . . حَنشهَد ضَوءْ الفَجر الصَادِقْ
    مِن أَجلِ سُعاد وأَلِير ومَريَّة . . مِن أَجلِ رَوَابِط دَم أُسرِيَّة
    خُضتِ غِمارْ الحَرب القَذِرة . . قَاتِل أو مَقتٌول ، مَا فَارِقْ
    بَصُد ضَربات قُوات هَمجيَّة . . دَوىّ الدَّانة فِ أُذنى مَطارِق
    هُمْ اِتلمُّوا تِريزا عَلىَّ . . هُم يَا أمَّ ألِيِر حَصرُونِى
    لَأنِّك كُنتِ الضَىْ لِعينىَّ . . فَتشُوا عَنِّك جُوَّا عِيُونِى
    رَسمُوا حدُود وأَقامُوا حَواجِز . . فَرَّقُوا مَابِيِنْ لُونِك ولُوُنى
    حَرقُوا الأَخضَر عُقب اليَابِس . . وقَالُوا يكُون اللون مِتجَانِس
    أَطلقُوا فَتْوَى عَلِيكِ زَريَّة . . هَدمُوا القَائِم بِينِكْ وبِينِى
    وَضعُوا الجِزيَة عَليكِ عقًوبَة . . فَرضُوا رسُومُمْ بِالزِنديَّة
    حتَّى المَلبَس فِيه اتْحَشرُوا . . وقَالوا تكُون أثْواب عَربِية
    شَقَّ السُوط أَجسَاد بَنُّوتنَا . . إشْتَغلُوا غلَط فِى هَادِى المِلَّة
    سَخَّرُوا للبُنْيَان أخْوانُهم . . تَعْبَان وأَلوُر واسْتَنَّى شِوَيَّة
    وبَقى السُودانْ طَالبَان الأُخرَى . . يَهتزُّوا ويَرْقُص عُمَرْ المُلَّا
    فِين بِالله تَودُّا وَشِيِكُم . . مِنَّ العَار الأَصبَح لَازِق
    دَخلُوا النَفَق المُظلِم تَانِى . . بِىِ كِرْعِينًم، حَفَروا الطَابِق
    هُم إتفَقُوا وعَقدُوا النِيَّة . . الوطَن الوَاِحد يَصبِح مِيَّة
    دِيِل شَان يَوصلُوا لِلمَدنيَّة . دَايْرِين مِليُون سَنَوَات ضَوْئِية
    حَرقُوا الأخضَر عُقب اليَابس . . وقَالُوا يِكون اللون مِتجَانِس
    هُمْ اِتْلمُّوا تِريزا علىّ . . لأَنِّى بَآآآآآآآآآآآمِنْ بِالحُريَّة
    دِيل شَان يَوصلوا لِلمدنية . . دَايرِين مِليَار سَنوَات ضَوئِية
    أَصُبْرِى كَمانْ مِدِّيهَا حِبَالِك . . الْعِبْء الفُوقِك مَاهُو شوَية
    أَجِيكْ مِنْ تَانى خُلاسِى مُؤَصَّل . . خَاتِف لُونِين شَلاَّخِى مطَارِق
    ( أَجيكْ مِن تَانى خُلاسى مَؤَصل . . خَاتف لُونين والْبِنْيَة قَويَّة )
    وابْدَا مَعَاكِ الخَطْوَة بِخطوَة . . إِيِدْ عَلَى إِيد نَمْشِيهَا سَوِيَّا.

  3. يا جماعة ألم تعلموا ماذا فعلوا بأسرة علي عبد الفتاح مؤخرا قبل سقوطهم؟ فقد حملت الأخبار كيف هاجموا بيت الأسرة وأخرجوا من وجدوه عنوة وبكل خشونة ووحشية وكيف قذفوا بوالده رغم سنه كما كانوا يقذفون بشباب الثورة وشاباتها بكل لؤم وصعلكة وكأنهم لا يغرفون الله ولا رسوله ولا باليوم الآخر كما كانوا لا يؤمنون بيوم سقوطهم الذي أتاهم بغتة وهم يشعرون فاصبحوا مبلسين! من أراد التأد من هذا أظن العم قووقل يتذكر هذا جيداً…….
    https://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-79241.htm
    https://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-26090.htm

  4. بالنسبة للكيزان علي عبدالفتاح يمثل رمز وانت تعلم ذلك استاذ يوسف. الغريب انهم يتباكون الآن على اسقاط اسمه من داخلية في حين انهم اسقطوا بلد بأكمله في اتون حروب وفتن وفساد واحن لا يعلم بها إلا الله. علي عبدالفتاح لم يكن نبيا مرسلا ولا ملك نازل من السماء وليس هو افضل من المئآت من شبابنا الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الوطن وهم يقفون في وجه الطغيان والجبروت. هؤلاء هم الشهداء الحقيقيين. اما حكاية شيوعيين وعلمانيين وجمهوريين الخ. من التسميات اللي رددها “زول سوداني” وهو في الحقيقة “كوز سوداني” فهذه تجارة كسدت واوانطة لم تعد تنطلي حتى على الأطفال. وقد صدق الترابي وهو كذوب بأن نظام الانجاس دفع بكل كوادره الشابة المتطرفة الى محرقة الجنوب لكي يتخلص منهم والآن بعد سقوط النظام لم يتبق إلا القليل من تيوس المشروع الحضاري.
    مقال في الصميم استاذ يوسف بمنتهى الشجاعة والوضوح. وانا اتمنى ان يعاد النظر في كل الشوارع اللي تم تسميتها بأفراد تابعين للنظام المقبور واعادة تسميتها بشهداء الثورة – ودمتم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..