
تتبنى الثورة تغيير المجتمعات ، وقلب المفاهيم والممارسة السائدة رأسًا علي عقب ، وتفرض الثورة ما تؤمن به من مفاهيم وسياسات ، وحتمية ( تضرر حكام وبطانة ) النظام القديم من عملية التغيير ، وإزاحتهم من مركز قوة ادارة الدولة وسن القوانين التي تحافظ علي مصالحهم ، فندرك الحقيقة لن يرفع حكام الامس ( راية بيضاء) ، و سيخوضون معنا معارك ضارية ، تعانقهم نشوة احلام كاذبة بالعودة السلطة التي جردهم الشعب منها، و تعرف سمات (الثورة المضادة ) انها اشد تنظيمًا و عنفا من انظمتها المقبورة ، تقود معارك العودة بالعنف بدون وازع او سقف اخلاقي او قيمي .
وبالمقابل علي الثورة حماية نفسها واهدافها من التربص بالوعي الثوري وحزمة قوانين واجراءات رادعة ،وأبعاد عنصر (الثورة المضادة )من اتخاذ القرار ، وتصفية نفوذه وتقزيم تاثيره المالي .
وعبر التاريخ كانت الثورات تحاسب وتطيح (بحكام الامس) وتهدر دمائهم ، عدا ثورات بلدنا في العصر الحديث ، ثورات بيضاء لا يكتب لها خواتيم توصلها لغاياتها ، لعيب في فلسفتها التي جبلت عليها ( عفا الله عما سلف ) تعطي خدها الأيمن بعد صفع الأيسر ، ويتباهي بَعضُنَا ( بتلك الفلسفة )ويصفها بالسلمية والسمو ، والتسمية الحقيقية (لتلك الفلسفة ) تفريط وخنوع يضيع تضحيات غذيت بالدماء فنمت ونبتت حلم شعب .
تقود (الثورة المضادة) وتحديدا (الكيزان ) اليوم مؤامرة خبيثة ، تنشط خلاياها و تفعل ما بوسعها لافشال الفترة الانتقالية يراودها الحنين لحكم البندقية الراعفة بدماء الأبرياء . تخطط بخبثها المعهود مستندة علي تلاث أضلاع أموالنا المنهوبة ، والإعلام المضلل وكتائب الظل وعناصر الأمن ، تستند علي ثلاث خناجر مسمومة لتنفيذ مؤامرتها اللئيمة، محور الخطة هز الثقة في الحكومة وترويج ان ما حدث من ثورة هو فتنة تهدد وجود ووحدة الوطن وهذا دور ضلع الإعلام الذي يسيطرون عليه كلية ، ويهدفون لتضليل الرأي العام وتضخيم صدي اخبار ما ينفذوه من جرايم ، والنظرة السريعة للصحف الصادرة ، تفضح مساعي وتدبير ( الكيزان )، وتفي بالمراد فهمه . الصحف تسلط الضوء وتبرز للترويع علي هجمات التكوينات العصابية المتفلتة أذرع الأمن بمسميات منها (النيقرز ) تتهجم بأعداد كبيرة علي المواطنين وتروعهم في قلب العاصمة بتخطيط مدروس ، يزيح (طاقية الإخفاء ) عن من نظم وخطط ونفذ ، وتعري سوء هدفه من ورقة التوت ، ومنطقيا نتسأل عن قدرة عصابة حشد ٥٠٠ مجرم وفق تشكيل منظم والهجوم في ساعة صفر معلومة ، من أين (اللوجستك) وكيفية التحكم في العدد الضخم ، وانتقاء مكان مسرح الجريمة ، والانسحاب بعد التنفيذ ، وانتقاء انجع الطرق ترويعا ، ثم اعلان وترويج فوري للترويع بوسائل الإعلام ، نستنج من الوقائع ان من خطط لهجوم بهذا الحجم يمتلك إمكانيات مالية وبشرية وخبرة ، مخترق الأجهزة الشرطية يعمل من وراء حجاب لإحداث فوضي تضعف الثقة في نظام الحكم وتمتد المؤامرة باشعال الفتن القبلية التي اندلعت في أنحاء البلاد غربًا وشرقا وضحيتها الأبرياء من اهلنا الصابرين، كل الفتن يجب لا تري بمعزل عن عموم المخطط ، ومن يشعل النيران ويوقظ الفتنة ويغذي معارك الموت المجاني بالسلاح ويمول المتحاربين بالمدافع والسيارات والتعيينات يحتاج الي تحضير ومال وأداره وخبرات . تشير أصابع الاتهام لنفس اُسلوب الجاني الذي اطلق عصابات الامن للترويع .
(حدث ما حدث) بعروس الشرق (بورسودان) وتبعته (جنينة )غرب دارفور ، وكثير الفتن كثيرة ونايمة (والملعون )يسعي لإيقاظها ..و الضلع الثالث لمؤامرة ( الكيزان ) ضلع تأزيم الحياة وشظف المعايش تمهيدا لخلق احتقان وتذمر ، رفع أسعار السلع وتجفيف السوق ، باحتكار السلع وتهريب المدعوم منها ، و عرقلة الخدمات ( المواصلات ) وشل الحركة ، خلق السخط والغضب الغرض منه للوصول لتذمر كامل ، ويحتاج التحكم السوق لأموال وتمويل والحديث عن الأموال والفساد والتآمر يرادف الحديث عن تجار الدين وأفعالهم المخذية .
المخطط المخيف يتصاعد و يمضي بخطي خبيثة و تاثيره السلبي لا يخفي عن عين ، وألقي بظلال سلبية علي عدد من المواطنين ، و تتحمل مسؤولية هذه الثغرة (الحكومة ) ، يتحمل وزرها من اختارتهم الثورة ( تنفيذيين ) وتقاعسوا بعلم او دون علم عن حماية الثورة ، وسمحوا (للثورة المضادة) اعادة تنظيم صفوفها تراودها أحلام مريضة (العودة للحكم) . من حقنا ان نتسأل ماذا قدم وزير الداخلية ؟ وما هي مهام مدير الشرطة ، أليس من صميم واجباتهم حفظ الأمن وحماية المواطنين ، وضبط المنفلتين، واين وزير الإعلام من هذا التفلت الإعلامي ولماذا تسيطر الثورة المضادة علي الإعلام ووسائله ، لما نترك لها هذه المساحةالعريضة لنفث سمومها، أين التدابير المالية التي تعيد أموالنا المنهوبة وتوقف النهب اليومي للمواطنين وتسخير المسروق لتأزيم الامور ومحاربة الثورة ، نسال بصوتنا العالي رئيس الوزراء شخصيا ماذا عن حل ( عش الدبابير ) جهاز الامن اللقيط الذي يقود الحرب ضد مشاريعك ومشاريع الحكومة
المخطط الخبيث للثورة المضادة لا يصنف تخطيط مفاجئ ، بل متوقع ومجرب تنتهجه (الثورات المضادة ) حولنا ، (وماركة مسجله) لقهر الأمم ينتج بمطابخ (مشايخ النفط ) الذين يتوهمون ان العمالة والمال والتخلف تعطي حق التحكم في مصير الشعوب الثائرة ، طبق المنتج لوأد الربيع العربي ، وحطم امالا بمصر وليبيا ، ونشهد اليوم نقل تجربة اجهاض (ثورة مصر ) لإجهاض ثورتنا الفتية ، ابتدروا المؤامرة بفض الاعتصام بذات طريقة رابعة العدوية الوحشية، وتواصلت مساعيهم لخنق معاش المواطن وإيقاف الخدمات ، والآن التفلتات الأمنية وعصابات جهاز الأمن ، ويمضون في افتعال وإيقاظ الفتن القبلية والاثنية لإحداث البلبلة الكبري ، متزامن مع دور الإعلام بالتضخيم والتضليل لتهيئة الراي العام لتقبل نفسيا فكرة الردة عن الأهداف مقابل الامن والغذاء ،
اليوم وثورتنا أكملت العام نلمس تقاعسا ظاهر للعيان من الحكومة في تحقيق شعارات الثورة والعمل علي حمايتها ، فما زال جهاز الأمن اللقيط يتحكم في مفاصل الدولة ، يحييك مؤامراته (عيانا بيانا )وبكامل صلفه وعنفوانه ، يخطط دون وازع لعرقلة تحقيق اهداف الثورة ، ويشوه صورة قادتها ، ومازالت الأجهزة الشرطية بمنسوبيها وممارستها وعقيدتها التي بنيت علي خدمة (النظام المقبور )ومازالت الأموال المنهوبة في قبضة اذيال النظام السابق ومازال النهب أموالنا مستمرا ومتصاعدا وتسخر الأموال المنهوبة لتأزيم حياة المواطن وقتل الثورة ، الإعلام (ماساتنا )التي تحكي فشل واضح لإدارة هذا الملف الذي لم يحدث به تطور او تغيير. (منذ ١٩ ديسمبر الماضي) لا في سياسات ولا في أشخاص ( مكانك سر. ) وما يزال تحت سيطرة كلية (للثورة المضادة ).
مخططات الثورة المضادة الخبيثة ماضية ولن يوقفها الا ان تفيق حكومتنا من غفوتها وتدرك ان حماية الثورة لا تقل قدسية عن انطلاقها ، ومفردات المثالية والعفو وفرصة اخري لا وجود لها في قواميس الثورات . يا حمدوك (افتح عينك ) قيادتك للحكم لا يخرج من احتمالين العبور بنا جميعا لبر الأمان ، او تغرق ونحن معك مغرقين ، والتاريخ لا يرحم .
منتصر عبد الماجد




نَبْقى حِزمة كفانا المهازل:
مؤخراً تواترت احداث العنف وتعددت الأسباب ولا شك ان الكل يعلم ان المتسبب واحد… وهذه ليست تفلتات عابرة مادامت تغطي ارجاء البلاد شرقها مروراً بوسطها الي اقاصي غربها.
لا خير فينا لو استمرت حالة الشلل الراهنة بالمراوحة بين التردد ومكانك سر…
ومادامت قوة المنحلين الضاربة برتبها وسلاحها تأخذ كامل وقتها، وبحس التدريب المهني الامني، تنتظر بصبر شديد “داخل اجهزتها المعلومة والموازية” قبل التحرك مدعومة ببقية القنافذ التي ستخرج من مخابئها.
علينا دوما ان نتذكر، دولة النظام المنحل في الأساس هي دولة استخباراتية في الدرجة الاولي.
الرد المناسب يكمن في ضبط وإعادة ترتيب المهام:
إعطاء الأولوية القصوى لتأمين وحماية الانتقال لدولة المؤسسات يجب أولا وبصفة عاجلة إعادة هيكلة المنظومة الأمنية بصورة شاملة وجذرية