
قبل أن يجف حبر القاضي الذي حكم بالإعدام على “29” من منسوبي جهاز الأمن، قتلة المعلم أحمد الخير، أصدر جهاز الأمن بياناً يؤكد فيه مواصلة الدفاع عن منسوبيه ويعلن أنه سيسلك طريقاً للعفو من أولياء الدم، ويقول الجهاز في بيانه أنه يحترم القضاء.
وقبل بيان الجهاز الوالغ في الاستفزاز كان المسار الإعلامي انطلق بعد النطق بالحكم مباشرة لاهثاً باحثاً عن تصريح أو رأي أو موقف ضد عقوبة الإعدام ليعبّد الطريق لبيان الجهاز، ثم تتابعت الشائعات عن تدخلات خارجية للضغط على أولياء الدم ثم محاولات في مواقع التواصل الاجتماعي تستغل العاطفة والدين متسائلة عن كيف يعدم “29” مقابل روح واحدة.
ثم انكشف كل شيء حينما تحول الأمر لحملة منظمة بدأها بشكل جريء ووقح أحد رجال الدين.
قبل كل شيء، بأية قدرة نفسية استطاع هؤلاء أن يجرأون على طرح قضية العفو بعد ساعات فقط من حكم الإعدام الذي نزل برداً وسلاماً على أولياء الدم، هل هؤلاء بشر؟ هل وضعوا أنفسهم مكان شقيق الشهيد، بل هل أدانوا ما حدث وقتها.
أية وقاحة وعدم ضمير هذا الذي يجعل الإنسان مثل الحجر مجرد من أدنى مشاعر الإنسانية، حسناً أتركوا أولياء الدم يفرحون قليلاً بالقصاص الذي هو حياة قبل أن تتدافعوا للدفاع عن قتلة ومغتصبين لم يهتزوا لفعلتهم حتى بعد حكم الإعدام.
صحيح، أن من يقوم بهذا الدور فهو أداة مجبر في كثير من الحالات أن يفعل ذلك حتى وإن كان ضد قناعاته، هذا معلوم لكل من يعرف ارتباطات كثيرين بملفات الجهاز، لكن ضعوا فقط قبل طلب العفو أن الشهيد، شقيقك أو إبنك.
أما جهاز الأمن الذي يؤدي دور أسر القتلة فهو لم يبالغ ببيانه المستفز، لأنه لا يزال يعتقد جازماً أن أحمد الخير يستحق ما حدث له وأن ما قام به منسوبوه هو الصحيح، هذا إعتقاد الجهاز ولا جدل فيه، كيف لا وهو المتهم الأول بالتستر على الجريمة البشعة حينما أعلن أنه مات مسموماً والآن يتبنى العفو نيابة عن أسر القتلة المغتصبين.
إن كان في هذا الجهاز ذرة من مؤسسية لن يصدر مثل هذا البيان المشين، وإن كان بالفعل ليس هو جهاز قتل وقمع وانتهاكات للفظ منسوبيه بعد فعلتهم وتبنى هو محاكمتهم بأردع ما تيسر لأن هذه الفعلة لا يمكن أن تبررها أية مؤسسة محترمة في أكثر الدول انتهاكاً.
ستتواصل الحملة وسيستنفر الجهاز مشايخه وصحافته ومجموعاته في مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن عفو للقتلة والمغتصبين ليؤكد أنه لا يصلح لغير ذلك.
شمائل النور
التيار
لماذا لا تقوم حملة علي الميديا والصحف لحل هذا الجهاز وإعادة هيكلته من قيادته وحتي أصغر موظف ليكون جهاز مخابرات وطني لخدمة الأمة…..