مقالات وآراء سياسية

ماذا بعد الاستقلال (1)

امل أحمد تبيدي

الأجواء موشحة بالأحزان…. دارفور تنزف بسبب سياسات قائمة علي القبلية…… جاء احتفالا باستقلال  مبرهنا علي  الفشل في إدارة الصراعات وبناء دولة مستقرة سياسيا واقتصاديا …

الاستقلال حصيلة نضال تم بقيادة الحركة الوطنية التي جمعت كل ألوان الطيف السياسي عبر الحراك السياسي الذي  بدأ بحلفا بحركة علي عبد الكريم وحركة الفكي محمد الأمين الذي اعتقل واعدم بجنوب دارفور في عا

1902 والفكي نجم الدين الذي أشعل الثورة في سنار وجاءت انتفاضة زالنجي 1927 بقيادة الفكي مهاجر هذه التحركات  أثارت رعب بريطانيا لانها فشلت في اخمادها خاصة وأنها تعدم وتعتقل وتخمد الثورة، سرعان ما تندلع في مكان آخر.

لن ننسي قبل ذلك استشهاد 11 الف مقاتل في كرري قابلوا العدو الذي أطلق ارتال من الرصاص علي مناضلين استقبلت أجسادهم سلاح العدو وهدفهم إزاحة الظلم والفساد وتحرير  البلاد من اوجة الاستعمار و النضال مدة  الثوري متواصل    شمل جبال النوبة والجنوب، شهد الجنوب تحرك في رومبيك بقيادة ماين ما ثيا نق  اختلفت الرؤي ولكن توحدوا في التوجه نحو اقتلاع الظلم وإزالة كافة أشكال الذل والهوان.

كان  للاعلام دور بارز في نشر الوعي بالحقوق والواجبات ومناهضة الاستعمار….. جريدة السودان هي التي نشرت اول مقال سوداني كتبه حسين شريف في 21 سبتمبر 1921 ومنه انطلقت شرارة تأسيس و  انشاء، اول صحيفة سودانية  وهي حضارة السودان كانت  ولادتها بعد نضال طويل أزاح كثير من العقبات ومهد لصحيفة تعبر عن السودان و شعبه  أصبحت لسان حال وطن يبحث عن الحرية  قامت بنشر  الوعي وتقوية  الإرادة  تناولت القضية السودانية و جلاء المستعمر  .

تتواصل المعارك عبر عدد من المنابر رغم تنوعها الا انها اتفقت علي زوال مرحلة الاستعمار وإنهاء اطماعه شهد  عام 1918 ميلاد نادي الخريجين الذي كان بؤرة انطلاق العمل السياسي والثقافي والاجتماعي

في  العشرينات ظهر شعار السودان السودانيين نادي به حزب الأمة ، يظل  السودان تحت التاج المصري كان  الشعار المرفوع من قبل الأحزاب الاتحادية وسقط الأخير ليعلو الأول وتتوحد حولة جميع الأحزاب ولعب الأمام عبدالرحمن دور كبير في ذلك ونال ثقة الأغلبية وقال  الشاعر إبراهيم عكير

عهدنا معاك كنداب حربة ما بتشلخ

عقدة عين جبل ملوية مابتتملخ

كان أيدينا من القبضة فيك تتملخ

السما ينتكي وجلد النمل يتسلخ

يقول سلمان كشة أن الإنجليز( تعمدوا إذلال السودانيين فرضوا علي كل راكب دابة أن ينزل إذا التقي بريطانيا وكل جالس يقف احتراما إذا مر انجليزي وكل داخل مكتب موظف بريطاني أن يخلع  نعلمه اجلالا له) كان صمت السودانيين ليس خوف وإنما كانوا يجمعون قواهم ويتحركون سرا وجهرا من أجل الجلاء لم تخيفهم الاعتقالات ا وتقتل عزيمتهم الإعدامات بل يزداد  الإصرار علي مواصلة الكفاح.

& لا فرق ولا اختلاف ولا حزبية ولا شيع ولا طوائف ديننا الإسلام ووطننا السودان..الإمام عبدالرحمن المهدي

 

امل أحمد تبيدي

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..