مقالات وآراء سياسية

استعاده القوات النظاميه لحضن الوطن

شاكر شريف سيد

-عرف السودان بخدمه عامه قويه ومتماسكة منذ استقلاله في ١٩٥٦ – وتتضمن الخدمه العامه -الخدمه المدنيه والخدمه العسكريه والتي تتكون من القوات المسلحه وقوات الشرطه وجهاز الامن القومي .

-القوات العسكريه او النظاميه كانت واحده من مفاخر الشعب السوداني انضباطا وعدالة في قوانينها واجراءتها واخلاقا وشهامه ورجوله علي المستوي الشخصي -فلم نسمع بان رجل قوات مسلحه او رجل شرطه او رجل امن ايا كانت رتبته باهانة مواطن او ظلمه او التحرش به – وكان الدخول لهذه القوات يتم عبر  منافسات حره ونزيهه و ضم تكوينها الداخلي كل قبائل السودان وكانت واحده من ممسكات الوحده الوطنيه كما هو الحال الذي كانت عليه الخدمه المدنيه السودانيه .

-كل ذلك كان قبل وصول الاخوان المسلمين للسلطه… بمجرد استيلائهم علي السلطه حيث بدأوا  في التدمير الممنهج لكل الخدمه العامه المدنيه والعسكريه وكان الاحلال والابدال لكوادرهم الضعيفه والرخوه مكان الكفاءه والالتزام والانضباط .

– وقد بدات الفوضي منذ التخطيط والتنفيذ للانقلاب  حيث تولي قيادة  العسكريين قيادات الاخوان المسلمين – علي عثمان محمد طه وعوض الجاز وغيرهم ومن هنا بدا التدخل في كافه القوات النظاميه من المدنيين وبدا الخراب الممنهج من الاحاله للصالح العام الذي انتظم كافه القوات واستهدف الفصل الضباط الاكثر كفاءه وانضباطا وتركت العناصر الرخوة والجبانه  وقد قدرت  اعداد المفصوليين من العسكريين ب 300 (ثلاثمئه الف ) ضابط وصف ضابط من خيرة الضباط – وتم احلال عناصر الاخوان المسلمين في مختلف الرتب من رتبة  اللواء الي رتبة  الملازم وصار الولاء والانضباط داخل القوات  لا تحكمه الضوابط العسكريه بل يحكمه  المستوي القيادي داخل التنظيم وصار من العادي جدا ان يتحكم ملازم او رائد في عميد او لواء واعطائه تعليمات  وذلك تبعا لوضعه ف الهيكل التنظيمي الداخلي بالخلية المعينه .

– بعد ذلك بدا تغيير  عقيدة هذه القوات من حمايه الحدود والدفاع عن الوطن للقوات المسلحه – الي الدفاع عن التنظيم وحمايه النظام الحاكم – وبالنسبه للاجهزه الشرطيه والامنيه تغيرت العقيده من حفظ الامن وبسط السلام والاستقرار والدفاع عن المواطن وحمايته الي حمايه افراد التنظيم و صارت الاهانة المستمره والممنهجه للشعب السوداني و بالتركيز علي اهانه المراة وازلالها.

– يضاف الي ذلك تدهورت احوال الشرطه وانهارت معينات عملها وانعدمت حتي الاوراق التي تكتب عليها محاضر الشرطه فكان من المساخر  ان يطلب من الشخص الذي يريد فتح بلاغ ان يحضر ورق وقلم لكتابة المحضر وصار  مظهر قوات الشرطه بائسا وفقيرا  وصار من العادي ان يشاهد  العسكري ينتعل  (سفنجه اوشبشب ) مع اليونيفورم – وصار الاصل في التعامل مع المواطن غير  المنتمي للاخوان هو الاهانة والتجريح والضرب بدون اي حساب للعواقب فمن المعروف ان من  امن العقاب اساء الادب.

– لم يكتفي النظام بهذا التدمير ولعدم ثقتهم الكاملة لتلك القوات لجأوا الي انشاء اجهزة موازية لهذه الاجسام فكان الدفاع الشعبي موازأ للقوات المسلحه وكانت الشرطه الشعبيه جهاز مواز لقوات الشرطه  وكان الامن الشعبي جهاز  مواز لجهاز الامن  وكان الصرف علي الاجهزة الموازية اضعاف الصرف  علي الاجهزه الرسمية للدوله.

– كل ذلك ادي الي انفصال وجداني بين الشعب وبين قواته واجهزته الامنيه – وصار  المواطن لا يطمئن الي اي فرد نظامي – فاي احتكاك مع النظاميين يؤدي الي شكل من اشكال الاهانه او الاساءة او الرشوه وانتشر الفساد في كل الاجهزه الامنيه بداية من تجنيب المليارات من اموال  الايرادات الي بيع الجنسيات للاخوان المسلمين العرب والافغان  واللصوص وشذاذ الآفاق الي تاجير افراد القوات المسلحه كمرتزقه في حروب دول الجوار  مثل اليمن والان ليبيا الي انشاء بيوت الاشباح بغرض تعذيب المعتقلين والمعارضين ،وانشاء وتاسيس عصابات النقرز وتكليفها باعمال قذره تضر بالمواطن والدوله مثل احداث امدرمان واحداث ليلة رأس السنة ووصل الحال  الي التلاعب  بمحاضر البلاغات  بغرض  ازلال المواطنيين وارهابهم وترويعهم .

– كل  ذلك وغيره خلق حاجز نفسي بين المواطنين وبين تلك القوات فلا يوجد مواطن سوداني الا وله تجربة سلبية مع احدي القوات النظاميه وتفاقم الموقف الي الاسوأ بعد الدور  السلبي الذي قامت بها هذه القوات مجتمعة ومتفرقه في التعامل مع مظاهرات الثوار  ودورها في فض الاعتصام وعمليات القتل والاغتصاب والضرب .

– اكيد لا يمكن لاي دولة ان تدار  بدون اجهزه امنيه….. قوات مسلحه وشرطه وامن الا انه وبعد هذه الثورة العظيمه والتي بدات تقود التغيير في كل مناحي الحياه – لم يلمس المواطن اي تغير في هذه الاجهزه – فالتركيبة القياديه الحاليه لهذه الاجهزة هي نفسها التي نمت  وترعرعت في عهد الانقاذ وفي حضنها ونفس الممارسات الفاسده  لازالت مستمره من فض للمظاهرات بالقوه الي ضرب المتظاهرين والزج بهم ف الحراسات الي استمرار العنف المؤدي للقتل  في ولايات الغرب وولاية البحر الاحمر وخلق التوترات في كافه انحاء البلاد الي التغييب المتعمد للشرطه من الحراسات العامه والخاصة  وحتي الغياب عن تسيير حركه المرور . – نحن امام ثورة انتظمت في كل مكونات الدوله ويفترض ان تشمل  الاجهزة النظاميه.

لن تكتمل الثوره او تستقر ما لم تدخل كافة القوات النظاميه في (رتم ) الثوره وحتي يتاتي ذلك لابد من :

1/تنظيف القوات النظامية بازاله التمكين وفصل كل من تم تمكينه من الاخوان المسلمين .

2/اعادة الضباط اللذين تم فصلهم من الخدمة وبالاخص الضباط اللذين المعروف عنهمو نظافة اليد والكفاءه وذلك بغض النظر عن اعمارهم في حال كانت لياقتهم البدنيه تسمح بذلك .

3/ اعاده النظر في كافة  القوانين واللوائح التي تحكم الاداء والانظمه الداخليه لهذه القوات .

4/الصرف الجيد علي هذه القوات بما يستعيد لها جوده المظهر وقوه الاداء.

5/ اقالة وزيري الدفاع والداخلية وكل الكوادر المساعده لهما وتعيين اناس مؤمنين باهداف الثورة.

وبذلك تكتمل كافه اركان الاصلاح بالدوله وننطلق جميعا متوحدين  نحو سودان جديد .

 

شاكر شريف سيد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..