مقالات وآراء سياسية

شكرًا حمدوك حبذا لو ترجمت إلي عمل

د . الصادق محمد سلمان

ثورة ديسمبر المجيدة التي أزاحت عن الشعب السوداني الكابوس الذي جثم على صدره ثلاثون عاما ، أنقضى عام من عمرها وفي ذكراها الأولى هذه ردد المحتفلون ” عبارة ” شكرا حمدوك التي كان أطلقها مؤيدو حكومة الدكتور حمدوك ، هذه العبارة حملت رسالة مهمة من جماهير الثورة تقول  أنهم يدعمون حكومة ثورتهم ، ويساندون رئيس حكومة الثورة ، وهذا هو الوعي الذي نتحدث عنه كترياق للإحباط  الذي قد يحيط بجماهير الثورة نتيجة للعقبات والتعقيدات التي تواجه الحكومة ، وهو في حد ذاته محفز مهم للحكومة ، وليس بعيدا عن ذلك هناك بعض السلوكيات التي تصدر من البعض تررد عبارات بفهم مختلف عن معناها المقصود ، فمثلا المدنية التي يحلو للبعض ترديدها بمناسبة وغير مناسبة لا تعني الفوضى ، إنما تعني العكس تماما  وهو سيادة القانون ، ومثل هذه السلوكيات مردودها السلبي أنها تؤلب جهات وقطاعات مهمة يمكن كسبها إلي جانب الثورة  في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة جاهدة لأداء واجبها ،على جماهير قوى الحرية والتغيير حاضنة الثورة واجب أيضا، إذ بنفس القدر الذي نطالب به الحكومة بالعمل على تحقيق شعارات  الثورة ، عليهم القيام بواجبهم ، ألم ترفع هذه الجماهير شعار ” حنبنيهو ” ؟ إذن فلتكن هدية الشعب في عيد ميلاد الثورة الأول ترجمة الشكر لحمدوك إلي أعمال تعكس شعارات الثورة ، وليكن ذلك عدد من المشروعات  الإجتماعية يشارك فيها كل الشعب لأن عملية البناء لا يختص بها قطاع أو فئة أو مجموعة ، وفي هذا العام الجديد الذي يتزامن مع عيد الثورة الأول علينا أن نترجم هذا الشكر لرئيس حكومة الثورة بمشروع لإعادة الحياة للشوارع التي تم استخدام  طوب أرصفتها في التتريس ، ومشروع حيوي آخر لنظافة المدن يحمل عنوان مثل ” مدن السودان خالية من النفايات ” ولابد من إستدعاء دور وزارة الشباب في هذه المشروعات كجزء من الإلتزام نحو المجتمع ، وبالطبع مثل هذه المشروعات يكون فيها دور الشباب أساسي وعليها أن تتبناها لتفجير طاقات الشباب ، وتتحرر من عقدة الكورة التي تسيطر عليها ، كما أن وزارة مثل وزارة التنمية الإجتماعية يجب أن تفهم التنمية الإجتماعية بمعناها الواسع وان تعطي مساحة للعمل الإجتماعي الذي يخدم المجتمع وتثوير العمل الإجتماعي وإخراجه من مفهومه الضيق  ، وهاتان الوزارتان تحتاح لأصحاب الخبرة من ذوي القدرات الأبداعية لإطلاق هذه الطاقات . يقال أننا نتحدث كثيرا ونعمل قليلا ، فهل تكون هذه المناسبة بداية لنهج جديد نهزم به هذه المقولة ؟

 

د . الصادق محمد سلمان

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..