مقالات سياسية

صورة الشهيد قصي حمدتو

يوسف السندي

تناقلت الوسائط صورة للشهيد قصي حمدتو ، حيث يظهر فيها اصابته بطلق ناري و الدماء تسيل تحته مما يشير الى ان الصورة التقطت مباشرة بعد الاصابة ، و المعلوم أن الشهيد قصي حمدتو كان مفقودا من لحظة فض الاعتصام في ٣يونيو ٢٠١٩ و لم يعثر عليه الا في شهر اكتوبر أي بعد اربعة شهور من اختفائه حيث تم التعرف عليه بواسطة تحليل ال DNA لاحدي الجثث الثلاثة التي وجدت غرقى في النيل .

الملابس التي يرتديها الشهيد في الصورة المسربة هي نفسها الملابس التي كان يرتديها في آخر ظهور له في فيديو لحظة فض الاعتصام، مما يؤكد أن اغتيال الشهيد تم في يوم فض الاعتصام نفسه او في الأيام القليلة التي لحقت به ، و من ثم تم رمي جثته في النيل .

تم تسريب هذه الصورة حديثا بواسطة حساب في الفيس بوك ، شباب الثورة الآن يحاصرون هذا الحساب بشدة للوصول إلى صاحبه من اجل معرفة ملابسات التقاطه لهذه الصورة و سكوته عليها طيلة هذه المدة و إخراجها في هذا التوقيت بالذات ، اذ ان الشخص الذي التقط هذه الصورة بالتأكيد كان حاضرا لحظة القتل و بالتالي شاهد من قام بالتنفيذ ، و بالتأكيد شاهد وقائع أخرى دموية في ذلك اليوم الاسود الذي فض فيه الاعتصام ، و ليس مستبعدا ان يكون صاحب الصورة احد المشاركين في فض الاعتصام من القيادات او الكوادر و انه يرسل رسالة بهذه الصورة للكثيرين محذرا بأن لديه ما يخفيه عن جرائمهم، هذا فضلا عن أن هذا التسريب ربما هو جزء من خطة تستهدف بقاء جرح هذه المجزرة نازفا باستمرار من خلال تسريب فيديوهات و صور لها بين الفينة و الأخرى من أجل إضفاء مزيد من التوتر و الصراعات و الاتهامات بين مكونات الحكومة الانتقالية .

ظل المتهم الأول في فض الاعتصام في نظر شباب الثورة هو المجلس العسكري و قوات الدعم السريع ، رغم أن الاثنين نفوا هذا الأمر و ظلوا ينفونه في كل محفل ، قائد الدعم السريع و عضو المجلس السيادي ذكر في لقاءات مع صحف اجنبية ان بعض القيادات التي نفذت فض الاعتصام تم القبض عليها ، رغم صعوبة فهم عدم تدخل المجلس العسكري وقتها في إيقاف فض الاعتصام لحظة وقوعه ، إلا أن الأحداث حتى اللحظة تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان فض الاعتصام تم بواسطة جهاز دولة الكيزان ، و أن قوات الجيش و الأمن و الدعم السريع التي شاركت كانت تتلقى توجيهاتها من فلول الانقاذ في الأمن و الجيش و الدعم السريع ، و هؤلاء ظنوا أن بإمكانهم أن يكسروا قوة الهبة الجماهيرية بهذا الفض الدموي ثم يقولوا للمجلس العسكري لقد هيأنا لك الساحة لتحكم، و لكنهم ارتكبوا أكبر حماقة في تاريخهم ، و أثبتت لهم مواكب ٣٠ يونيو انهم أكبر أعداء الثورة و ان القصاص منهم أمر حتمي طال الزمن ام قصر .

أعضاء المجلس العسكري السابق بما انهم نفوا ضلوعهم في فض الاعتصام فإن تثبيت هذا في تقارير لجنة التحقيق مهم ، و بالتالي مطلوب أن يدلو بشهاداتهم للجنة التحقيق المستقلة ، و إذا لم يبادروا هم على لجنة التحقيق طلب شهادتهم ، كذلك كل الكوادر العسكرية و الأمنية التي ظهرت في ميدان الاعتصام لحظة الفض سواء في الصور او الفيديوهات ، إذا لم يتواصلوا مع اللجنة فواجبها الوصول إليهم و اخذ شهادتهم ، كذلك الشباب المعتصمين الذين ظهرت صورهم في لحظة الاعتصام مقبوض عليهم و الجرحى ، فإن وظيفة لجنة التحقيق التأكد من أخذ افاداتهم و الوصول إليهم اذا لم يأتوا هم إلى اللجنة ، و لا ننسى الوزير مدني عباس مدني فقد ظهرت صورته و هو يغادر ميدان الاعتصام لحظة الفض متكئا على ساعد احد الثوار و قد تمزق قميصه مما يدل على تعرضه لاعتداء و هو أمر يوجب عليه الذهاب إلى لجنة التحقيق و تدوين شهادته.

صورة الشهيد قصي حمدتو بينت للجميع ضرورة أن تتمتع لجنة التحقيق المستقلة في فض الاعتصام بكل الحرية و الاستقلالية ، بحرية الوصول إلى المطلوب شهادتهم من العسكريين و المدنيين ، و باستقلاليتها عن التأثير من اي جهة كانت ، فهذه اللجنة يقع عليها أكبر عبء قانوني في تاريخ السودان بعد الاستقلال ، و يتطلع إليها الجميع لأجل الوصول إلى الجناة الحقيقيين في أكبر مجزرة بأيدي سودانية شهدتها العاصمة في تاريخها .

يوسف السندي
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. المسالة مقصودة

    عاوزين اضيعو دم الاولاد بين الشرطة والدعم
    والأمن والكيزان

    تشتيت أفكار الناس

    الفرق بيهم كلهم شنو؟
    كلهم واحد مافي فرق

    ماتركز مع شغل المخابرات دة

    ركز مع أديب شوف اخرو وين

    رغم انو لجنة أديب مضروبة مافي شك

    لازم ثورة تصحيح مسار

    المواجهة جاية جاية باذان الله

    كباشي طلع واعترف والموضوع محسوم

    السودان محتاج قوة نظامية جديدة

    افتحو للناس باب التقديم
    للقوات النظامية

    اكيد مأكلهم فاسدين
    لكن في حالة السودان الأغلبية فاسدة للاسف القيادات بالذات

    والدليل ٢ و ٣ ظباط بس وقفو مع الثورة في القيادة

    الباقي وين؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..