شقيق الشهيد أحمد الخير في حوار شامل يروي تفاصيل الجريمة البشعة

الحادث الفاجع المزلزل القبيح الشنيع، والذي لا يقوم به الا قساة القلوب ممن تجردوا من إنسانيتهم، إذا كانوا ينتمون الى الإنسانية، والذي وصل الى إسماع الشعب السوداني والذي أدان هذا الفعل الفظيع، أن تقوم مجموعة من المشوهين بالاعتداء على مربي جليل، إنهالوا عليه بالضر المؤذي والذي شمل كل أجزاء جسده ، ووضح الأمرعندماعرض الشرطي ملابس الشهيد الداخلية وكيف تم تمزيقها، وكيف حاول تعيس بائس خسيس إخفاء معالم الجريمة ونسب الأمر الى ان الشهيد تناول طعاماً مسموماً، كيف يعيش الان هذا البائس؟.
كانت محاكمة المجرمين القتلة ملحمة وصراعًا ما بين الخير والشر، بين الحق والباطل، وكان لابد للحق ان يبلج وللباطل ان يلجلج، كانت الدموع تنهمر من الأعين حيثما نظرت.
إتفقت مع الأخ: سعد شقيق الشهيد ولعدة مرات على إجراء حوار وكانت إجاباته دائماً حاضر. واخيراً وعقب صدور الحكم العادل، طرحت عليه أسئلتي التي بدأت بسيرة مختصرة عن الشهيد، ومتى بدأ ممارسة نشاطه السياسي، وهل إنتمى للمؤتمر الشعبي! وما حقيقة المقالات المصادمة التي كان يكتبها الشهيد ضد والي كسلا، ومن تربص به!،وماذا عن خبر تدخل أمير دولة خليجية عارضاً الدية في مقابل الإفراج عن القتلة!، وما هي مغازي دق النحاس، وهل يمت الضابط المجرم بصلة القربى للطيب سيخة وغيرها من الأسئلة.
حوار: عبدالوهاب همت/ الراكوبة
الشهيد الأستاذ أحمد خير من مواليد مدينة بورتسودان تلقي تعليمه الأولي فيها حتي الصف الرابع في مدرسة الشرقية ، ثم بعد ذلك إنتقل لمدرسة خشم القربة من العام 1993م في مدرسة أبي بكر الصديق ، ثم بعد ذلك مدرسة خشم القربة الثانوية الآن تسمي الثانوية القديمة ومنها إلي جامعة الجزيرة كلية الحاسوب قسم الهندسة .
- أما ترتيبه بين إخوته فهو الثاني بعد الأخت الكبري ماجدة ، وبعدها هو وبعده سعد وبالترتيب ستنا ، عبد الرحيم ، عبد الحميد .
- أما بالنسبة لنشاطه السياسي فقد بدأه في العام 1997م وكان عمره حينها 14 عاماً .
- بعد المفاصلة وقف في الرصيف لا ينتمي إلي هؤلاء ولا إلي أولئك ، ثم بعد ذلك بسنين أعاده (شيخه) كما يحلو لهم قولهم أحمد حامد إلي المؤتمر الوطني ، وكان من ضمن النشاط الطلابي في دوائر المؤتمر الوطني ، في العام 2010م بدأت علاقاته تتصدع مع المؤتمر الوطني إلي تمخضت في العام 2016م بالبلاغ ضد نقابة المعلمين المزورة ، هذا كان تمخضاً لسلسلة من الإنتقادات العنيفة منه حتي علي مستوي الرئاسة كالبشير نفسه وعلي مستوي الولاية ، وعلي كل الأصعدة .
- بعد ذلك بدأ الإحتواء من منسوبي المؤتمر الشعبي نسبةً لنهجه الإصلاحي ورمزية وتبعية المؤتمر الشعبي في الحركة الإسلامية ، وهم من دفعوا به لتقديم البلاغ وكانت هناك مساعدة منهم ليقدم بلاغه للمؤتمر الشعبي .
- وهو عند إعتقاله ذكر أنه يتبع للمؤتمر الشعبي كذلك ليس كما يقولون غادر أو غير غادر ، ليست هناك بداية أو مغادرة لحياة الشهيد في صفوف المؤتمر الشعبي .
- نعم للشهيد مقالات كثيرة جداً علي صفحته بالفيس بوك ، وإن كان بلاغه ضد نقابة التعليم موجوداً علي صفحات الصحف كما لديه مقالات كثيرة جداً منتشرة علي الفيس بوك غير صفحته ، وهو كان إذا وجد أي مقال يرد عليه بمقال ، هذه كتاباته والتي من خلالها عرفه الناس ، وكذلك المسئولين .
- نعم الكتابات هي التي جلبت له العداوة .
- أنا أعزو القسوة التي تعرض لها الشهيد وأود أن أوضح بأنه لم تكن هناك أصلاً مظاهرة وحينها لم يكن موجوداً بخشم القربة ، وهو لم يعرف بالمظاهرة إلا من خلال آخرين بعد حدثوه بها ، فالشاهد هو إبن خالتنا هو من قام بالإتصال عليه وأخبره بالمظاهرة وإبن خالتنا كان مشاركاً في التظاهرات بالهتاف والإحتجاج وكان ظاهراً أكثر من الشهيد لكنه في نفس الوقت لم يكن لديه نشاط سياسي . بعد ذلك ونتيجة لتصفية الحسابات القديمة في العمل السياسي ، علماً بأن إبن خالتنا كان موجوداً مع الشهيد في المعتقل ولم يتم تعذيبه وكان إبن خالتنا يجلس تحت الأشجار في الحوش بمكان الإعتقال وكانوا يعذبون الشهيد فقط بينما لم يمس إبن خالتنا بأذي . نعم التعذيب الذي مورس في حق الشهيد أحمد الخير كان بشعاً .
- مؤكد أن التعذيب الذي تعرض له الشهيد هو الذي تسبب في وفاته هذه بلا شك مؤكدة وقد جزم بذلك المعتقلون معه وكذلك تقرير الطبيب الشرعي .
- بالنسبة لمقرر أمن الولاية والبيان الذي خرج به ، نحن نعزو ذلك إلي أن مدير الشرطة من اللجنة الأمنية .
- إن شاء الله سيكون لدينا بلاغ ضد اللجنة الأمنية وستساءل عن هذا البيان ، وكل اللجنة الأمنية نعتبرها مدانة وبلاغاتنا ستقدم كاملة ضد اللجنة الأمنية ، حتي علي مستوي اللجنة الأمنية الولائية ، وإلي أن يري البلاغ النور سنفعل ذلك بعد أن نخلص من هذه القضية .
- بالنسبة لوالي كسلا نحن منذ اليوم الأول توقعنا أن يحضر حتي نخطره بما قاله مدير الشرطة لكنه فاجأنا بتصريحه لصحيفة الصيحة ، وعندما علمنا بأنه سيحضر إلينا قررنا كأسرة رفض هذه الزيارة وعقب تصريحه لصحيفة الصيحة عرفنا موقفه العدائي بشكل واضح عندما إدعي أن سبب الوفاة حدث نتيجة لتسمم الأكل . أنا أعرف المواقف بين الوالي والشهيد وأعرف أن الوالي نفسه إنسان قمعي تماماً ، هذا رأينا ، وهو كلجنة أمنية نحن نشير له بأصابع الإتهام ، والمتهم برئ حتي تثبت إدانته وهذا في قرارة أنفسنا ، وفي قرارة كل الناس بإعتبار أن لديه عداوة مع الشهيد
- آخر بوست كتبه الشهيد كان عن الوالي ولذلك كنت لا أستبعد أن لا يكون مطلوباً من قبل الأجهزة الأمنية في الولاية وببساطة يمكن للوالي أن يطلب منهم إلقاء القبض علي الشهيد ، هذه لا أشك فيها أبداً ، خاصةً وأن هناك ضابطاً قال أنه لا يعرف الشهيد بينما هو من قام برفع إسمه .
- في صفحة الشهيد أحمد الخير تجده هناك إحتكاكات بينه وبين الوالي لأن الأخير أراد أن تكون النقابة المزورة تابعة للمؤتمر الوطني حتي يمرر من خلالها كل أجندته ، لذلك كان الشهيد يتهم الوالي بأنه أكل أموال المعلمين بالباطل بل وحدد قيمتها عن كل شهر وأنها جاءت من وزارة المالية وحدد حجمها وأن الوالي لا يصرفها للمعلمين ، وقد تكون القيمة بسيطة ولكنها بالنسبة لحجم المعلمين في الولاية يكون المبلغ ضخماً وأنهم لم يصرفوا حوافزهم التي أقرت بها وزارة المالية وأن الوالي أخذ هذه الأموال ، وكتب أن الوالي والنقابة كلاهما يمارسا الصمت ولمن يريد فإن صفحة الشهيد متاحة علي فيس بوك لمعرفة تفاصيل أكثر .
- وبالنسبة للضابط الذي رفع إسم الشهيد ، فالضابط المتهم الأول أقر في إستجوابه أن هنالك أسماء سياسيين جاءتهم من كسلا وذكر من ضمنهم إسم الشهيد ، وهو تم إعتقاله لكنهم قالوا أنه كان موجوداً في مكاتب جهاز الأمن .
- الملاحظة أن الشهيد وعند إعتقالهم كمجموعة هو الوحيد الذي تم ضربه منذ لحظة إعتقاله وكل بقية المعتقلين أخذوهم من منازلهم ، لكن عناصر الأجهزة الأمنية إنقضوا علي الشهيد كالفريسة وهذا يوضح إلي أن الأمر لم يكن متعلقاً بمشاركته في المظاهرة إنما كانت له خلفيات أخري وقد أقر أخونا عثمان الذي كان معتقلاً معه منذ أن تم رفعهم داخل العربة وعثمان كان أول الأشخاص الذين تم إعتقالهم وقد رفعوه داخل العربة ، لكن الشهيد أحمد بدأ ضربه وتعذيبه قبل أن يرفعوه بالقوة إلي داخل العربة . الضابط مصعب حماد هو من رفع إسم الشهيد أحمد وإن شاء الله لدينا إجراءات سنتخذها في الزمان والمكان المناسبين وفقاً للقانون ، وحتي إن لم تكن هناك بينة ضده ، لكننا نراها بينة ، ومصعب لم يوضحها في أقواله وقال أنه لا يعرف الشهيد ، لكن هذه حقيقة قالها ضابط خشم القربة لانه يعرف المنطقة ولا يعرف السياسيين ولا أشكالهم ولا نشاطهم السياسي ولا إنتماءهم للأحزاب .
- نعم سنرفع بلاغ ضد عضوية كل اللجنة الأمنية ونحن نستغرب كيف لللجنة الأمنية أن تسمح لقوة قادمة إلي خشم القربة وتضرب المعتقلين .
- إذا كانوا لا يعرفون فهذه مصيبة وإذا كانوا يعرفون فهذه مصيبة كبري ، في كلا الحالتين تقع عليهم المسئولية ، والذي حدث أن هناك تقصيراً ويجب محاكمتهم علي هذا التقصير الذي تم في حق المعتقلين ، وأي إنسان نشعر أنه تورط في قضية التعذيب والتي أدت لإستشهاد أحمد سنوقفه أمام العدالة مهما كانت مكانته السياسية ودرجته الوظيفية .
- أما بالنسبة للعرض الخليجي كما يشاع أريد أن أؤكد بأننا لم نتلقي أي إتصال من أي شخص وأي دولة أو أي منظمة في هذا الشأن لا من الداخل ولا من الخارج ولا عن طريق آخرين ، ونحن والحمدلله رب العالمين مصممون علي القصاص لأن فيه إصلاح ، ولأن الموت كان غدراً وقد إلتف حول الشهيد هذا العدد الذي وصل لقرابة الثلاثين شخصاً وغدروا به ولم يكن هناك تكافؤاً بين الكفتين ، والقتل الغدر ليس فيه عفواً وهذا معلوم في الشريعة الإسلامية .
- جهاز الأمن لم يحاول الإتصال بنا أثناء المحاكمات نهائياً والله علي ما أقول شهيد .
- نعم هناك أناس كانوا يدقون النحاس وهؤلاء هم أهلنا الكتياب، ودق النحاس إشارة إلي العدل والإنتصار
هذا التقصير الذي تم في حق المعتقلين ، وأي إنسان نشعر أنه تورط في قضية التعذيب والتي أدت لإستشهاد أحمد سنوقفه أمام العدالة مهما كانت مكانته السياسية ودرجته الوظيفية . - أما بالنسبة للعرض الخليجي كما يشاع أريد أن أؤكد بأننا لم نتلقي أي إتصال من أي شخص وأي دولة أو أي منظمة في هذا الشأن لا من الداخل ولا من الخارج ولا عن طريق آخرين ، ونحن والحمدلله رب العالمين مصممون علي القصاص لأن فيه إصلاح ، ولأن الموت كان غدراً وقد إلتف حول الشهيد هذا العدد الذي وصل لقرابة الثلاثين شخصاً وغدروا به ولم يكن هناك تكافؤاً بين الكفتين ، والقتل الغدر ليس فيه عفواً وهذا معلوم في الشريعة الإسلامية .
- جهاز الأمن لم يحاول الإتصال بنا أثناء المحاكمات نهائياً والله علي ما أقول شهيد .
- نعم هناك أناس كانوا يدقون النحاس وهؤلاء هم أهلنا الكتياب، ودق النحاس إشارة إلي العدل والإنتصار
نعم تم دق النحاس أمام المحكمة ومن ثم ذهبوا لبيت عمتنا وأختنا وإجتمع أهل الحي جميعهم مناصرين وهذا إعلان بأننا إنتصرنا . - النقيب هو فعلاً من قرية الحقنة وهي قرية الطيب سيخة ولا أعرف إذا ما كانت له صلة قرابة بالطيب سيخة أم لا .
- نعم نحن أولياء دم الشهيد والذين حضروا إلي المحكمة موازرين وحتي الذين لم يحضروا لظروفهم ظلوا ينتظرون الحكم وكل المدن خرجت لأن الإنتصار هو إنتصار للعدالة ولحق الشعب السوداني ، الذين حضروا وآزروا في المحكمة كان ذلك هو الأبلغ فلهم التحية . أود أن أتوجه بالشكر لكل الثوريين والثوريات الذين ساهموا في إسقاط النظام . وأقول لو لم يسقط النظام لما وجد الشهيد أحمد حقه ، وقد كانت هناك محاكمات عسكرية معلومة للجميع والحمدلله هذه المحاكمات العسكرية تم إبطالها بفضل هؤلاء الثوار وهم بالملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني وأنا أشكرهم إنابة عن أسرتنا وأهلنا وكل أهالي خشم القربة وأخص بالشكر الذين تدافعوا أمام المحكمة وكل من سأل ووقف وإنهمرت دموعهم فرحاً بهذا القصاص ونحن لن نخذلهم أبداً والقصاص فيه حياة .
- المحامين الذين تصدوا لهذه القضية الهيئة تكون عن طريق الأمانة العدلية للمؤتمر الشعبي وللحقيقة والأمانة هم من قاموا بتكوين هذه الهيئة والتي أبلت بلاءاً حسناً منذ ما قبل سقوط النظام السابق وعندها كان في قمة جبروته ولساني يعجز شكرهم
والله حتي الأموال التي تم إستخدامها في القضية قاموا بدفعها . - وهناك من فتحوا منازلهم وجسدوا مواقفاً كبيرة جداً وهؤلاء المحامين كانوا يدفعون من جيوبهم وسخرهم الله لهذه القضية والشكر لهم ليس مني فقط بل من كل أهالي مدينة خشم القربة وبإختصار كل الشعب السوداني يشكر لهم حسن صنيعهم بدءاً من مولانا عمر عبد العاطي ود أحمد العالم ود عادل عبد الغني والأساتذة ساطع الحاج وإسماعيل الأزهري وخالد إبراهيم
عبد الحميد ومحمد بابكر جدعة ، والقائمة بها 82 محامياً مسجلون بالهيئة هؤلاء لهم حق علينا وأنا لا أخفي عليك أن شكرنا يمتد للنيابة العامة لوقفتهم المشرفة في التحقيقات والتحريات ، مولانا الطاهر عبد الرحمن ومولانا الريح وأحمد إبراهيم ومولانا أبو بكر ومولانا حسن ومن خلف الكواليس الرجل الشجاع مولانا أبو بكر عثمان سيد سعد وهو من حمل هذه القضية تحرياً في كل جوانبها ورفعها للقضاء كاملة مكملة وجلسته أمام المحكمة يعرفها الناس . - أنا لست ممثلاً عن الأسرة إنما ممثلاً عن الشعب السوداني شكري للجميع بلا حدود