
فالضربة الكبري اتت في محاولة النظام السابق المدحور لحلحلة عصبة المكنون المجتمعي السوداني المعروف بكريم اخلاقه و زهده عن الكثير فما عرف به المجتمع السوداني تعزيزه لماكنة المراة و لم تكن تخشي الحسناء سيرها في حلكة الظلام فالجميع اخ و اب و حارس و مسوؤل عنها و الويل لمن تسول له نفسه بمضايقتها حتي المشاغلات الغرامية بين الصبية كانت بحذر لا سفور فيه و بحدود تنتهي بعدم استجابة الفتاة او استحسان ينتهي بعلاقة محروسة من البيئة الاجتماعية المحيطة.
لكن يبدو الزمن تغير و تداخلت امور و مفاهيم كثيرة صارعت لحمة الثقافة السودانية و مهدت لها جماعات صديقة متروك لها العنان بتبشيرها لدين جديد يبدا بتجريم عادات و تقاليد المجتمع السمحة التي اقل ما قيل فيها و ليدة التربية الصوفية العريضة و المعروفة بأدبها و كريم تعاملها كمدرسة حياة و ليس انتمائية و شاعاراتية واروقة تنصب لها المناسبات و العناوين و تعزز لقدسية بيوتات و شيوخ.
فهذه الجماعات الزائفة انشغلت بالمراة و حركتها و لبسها و كل تفاصيلها حتي باتت الاسر و كثير من الرجال يجرم المراة و لا يثق فيهن فلم يمر علينا يوم لم نسمع فيه قصف للمحصنات و حديث سالب عنهن و هي ظاهرة تحتاج للتوقف و التنبه و الدراسة بحد ذاتها ففي راي هي التي جعلت من النساء سبة و عدم اهلية و دونية و حقرة ترمي و تستهلك و لظني هي تفكيكية مخادعة جرت من جراء خطابات تدعي الاسلمة ضاربة بعرض الحائط مكون و منتوج ما قبل لمجتمع تسامي صيته عربا و اعاجم و عالمية في صونه للنساء حتي بعد الاستقلال لم تمكث المراة تنتظر تحولات مناهضة لتحريرهن و اكتسابهن لحقوق بقدر حدث كما في عوالم اخري منها اوروبا و امريكا نفسها في حق التعلم و العمل و مساوة الاجر و الترشح و الانتخاب و تبؤ المناصب و القضاء.
في ما يجب ادراكه من متحولات لمدننا جراء الانقاذية و هي صاحبة الحظ الاوفر للتحرشات كمناطق :
1.تفكك المراقبة المجتمعية لعنف الحركة و الانشغال بالذوات و صعوبة الحياة التي شكلها و اقع الاقتصاد المهتري. فما بات من يلتفت ليضيع زمنه لاشياء يعتبرها ترهات بقدر ما يواجهه من مشقة يومه و ما ينتظره من رهق.
2.تأثير العولمة بمجاميعها لدي فئة الصبية و الشباب فالتشويه لثقافتهم المحلية كبير و الفضاء العالمي مفتوح ومبتور اي غير مكتمل التصور و التجربة.
3.تريف المدن و التقاطعات الثقافية الناجمة. ( الانطباعية المعززة بخطابات الدقنقاوية ).
4.المفارقات الطبقية و العوز وسط الشباب الغير واعي بقضاياه و تفسير الواقع يشكل حالة نفسية و تصرفات غير متكهنة.
5.الخلل الديموغرافي و زيادة حركة النساء بالمرافق العامة من اسواق و جامعات و غيرها. و بالتالي المواصلات.
6.الخلل الكبير لمنظومة المواصلات بالمدن و المركبات العامة و انعدام ثقافة التنظيم (الصفوف) التي ترتبط عندنا بحقارتها و عدم تقبلها نفسيا.
7.الان تفتعل التفلتات الامنية عن قصد بواسطة مندسين و عديمي الكرامة و جبناء اعتادوا العمل تحت إمرة النظام السابق في تكتيك لظهور راي مضاد لحكومة الثورة و حتي لتعالي اصوات تنادي ليس بالانضباط الامني بل لحكم العسكر في اكبر ظاهرة خبث و غباء عرفها العالم. فبالتالي التحرشات جزء يسير من الظاهرة.
8.التعاطي للمخدرات ( الخرشة / الكبتاجون) و هي تفعل بالعقل الافاعيل و معروف من سهل أنتشارها وسط الشباب و أهدافه المعلنة.
لكن ما يسر كمية الوعي المتزايد و الاتزان المستحسن المتصاعد وسط فئة الشباب خصوصا للانتصار المشهود له محليا و عالميا لثورتهم المظفرة. و تنامي الاستقواء الفيمنستي (النسؤي) لقضاياهن بانفسهن بما يوكب حركتهن العالمية مدركات للخصوصية السودانية و المحلي.
للضحك:
اليوم التقيت احد لا سابق معرفة لي به فزادني انطباعه عن حفلة المجون حسب ظنه بالساحة الخضراء و كيف كان التعري و التبري منهن وووو الخ. فزته اتجاهه بما اعرفه بمنعكس (Reverse psychology) أي ( Reverse psychology reverse) ان صح التعبير.فلاز بالوجوم و تركني في قبطة.
أسامة تاج السر
[email protected]