مقالات وآراء

ويتساقطون !!!

صباح محمد الحسن

أطياف
يلاحظ كثير من الناس أن مسيرة نشطاء الثورة على منصات التواصل الاجتماعي تشهد تراجعاً عجيباً وغريباً في المواقف وبدأنا كل يوم نشاهد فيديو أو لايف لشخصية معروفة بدأت في تغيير أسلوبها ولهجتها وتتلعثم جاهدة لتجد الأعذار الى أن قضية فض الاعتصام المتهم فيها ليس الدعم السريع ولا أفراد الجيش ولا غيرهم، بل إن المتهم جهات دخيلة ملثمة أغارت على شبابنا وانتهكت كرامتهم وسلبت أرواحهم ودنست أرضهم وهذا ما هو إلا تمهيد واضح وإلتفاف حول الحقيقة وتغبيش لواجهات القضية وقد تأتينا اللجنة وتخرج علينا بأن المتهم الحقيقي هو (شخص ملثم دخيل مندس غير واضح الملامح)

وظاهرة الناشطين المتساقطين هذه ظاهرة رعناء تجعلهم أضحوكة ومثار سخرية وتهكم فهم يبثون تبريرهم هذا في ذات الصفحات التي توثق لمواقفهم الأولى حتى ليس لديهم الجرأة في أن يحذفوا شيئاً يمكنه أن يتعارض تناقضاً مع ما يبثونه الآن لكن من الذي أوهم هؤلاء أنهم معلمو الثورة الذين يحق لهم إلقاء الدروس المجانية أو حصص التقوية (مدفوعة القيمة) من؟

عدد من شباب الثورة تواصلوا معي يسخرون من هؤلاء الذين لن أمنحهم شرف الاقتران بالثورة بالذكر هنا لأنهم أرادوا أن يختاروا النسيان عندما ترجلوا من قطار الثورة خيبة وخذلاناً ولأنهم واهمون بأنهم صنعوا المجد يعتقدون أنه ينتهي بنهاياتهم البائسة فليسقط ما يسقط وقطار الثورة سيواصل مسيره فمتى توقفت رحلة قطار بترجل أحد ركابه في محطة ما

وقلت قبل ذلك إن هذه الثورة ستظل متقده الى الأبد لعدة أسباب أولها وأهمها أنها في يد الشعب الحر الأبي لا يديرها حزب أو كيان ولا جماعة فربما لو حدث ذلك لباعوها في جلسة تفاوض واحدة بثمن بخس..
ثورة من رحم الشعب تعتبر ابنه الشرعي غير صالحة للتبني متى ما نادى المنادي بساعتها وأعلن بتوقيتها الخروج خرجت الجموع وجاءت من كل فجٍ عميق وترى معارضيها من شدة الذهول سكارى وما هم بسكارى فواهم من يقول لك إن الحرية والتغيير سرقت الثورة أو النظام البائد فعل وخطط أو إن النشطاء تركوها.. كل هؤلاء يسقطون وتبقى الثورة واقفة شامخة لن تحيد طريقها وتعرف أن تصنع التغيير في أي وقت تريد حتى تغيير من كان دون الثقة وتغيير من تواطأوا أو تخاذلوا..

تغيير من باع أو يفكر في المقايضة أو خان أو يفكر أن يخون دماء الشهداء
أما الناشطون فستركلهم الثورة الى مزبلة التاريخ كما ركلت غيرهم بعد لمعت نجومهم في سماء الثورة
وكوز واضح خير من ثورجي كذاب ومخادع لأن الأول يمثل نفسه والثاني يمثل الثورة فليسقط كل من تتبدل مواقفه ويتعرى أمام الناس بعد أن توشح بثيابها عزة وكرامة، ولكن الطريق دائماً لا يحتمل المزيفين والنضال لن يبقى فيه إلا الحقيقيون والنفوس الضعيفة لا تحتمل هذا الشرف الثقيل عليها، فالعز والكرامة والصدق والمبادئ هذه مشاعر ثقيلة الوزن سيمنحني الشخص إن لم يكن حملها وسيلفظها كل صدر ضعيف وخفيف أمام أشياء زائلة لا تصمد في صفحات التاريخ.

ولو ظلت الثورة بلا ناشط وبلا منبر وبلا كاتب وبلا وزير لظلت شامخة كشجرة ثابتة جذورها في الأرض وفروعها في السماء، فالبذرة التي غرسها الشعب لن يجرؤ أحد على اقتلاعها
وثورة جعلت شعارها (تسقط بس) حتى تكون العبارة صالحة لكل الأزمان والأشخاص بعد سقوط الرئيس إن كانوا من أتباعه أو كانوا من الذين جاءت بهم الثورة وتاهوا عن طريقها لكل وزير لم يكن بحجم المسؤولية ومشى على شوارع الخرطوم التي غسلتها دماء الشهداء ولم يحدث فرقاً سوى أنه أضاف لفسه لقب وزير الى كل من سولت له نفسه خيانة الدماء الطاهرة والى كل من تحدثه نفسه همساً وتردداً اذهب غير مأسوفٍ عليك فالثورة يحرسها أهلها وشبابها ولا تحتاج الى تلك اللافتات الزائفة والمنابر الإلكترونية غير الثابتة والمواقف البرمائية المخجلة اذهبوا ولكن بحياء دون أن تحدثوا فرقعة إعلامية لن تغير فهماً، بل ربما تكون مجرد لمة عزاء الميت فيها يبكي مسبقاً على نفسه.
طيف أخير:
يا أيها المخدوع في زمن من الفخار زُخرف بالرياء
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..