مقالات وآراء

انقلاب الدم

يوسف السندي 

بصورة وحشية واجهت قوات الانقلاب المظاهرات السلمية التي سيرها شعب السودان الباسل في مليونية ١٧ نوفمبر في العاصمة والولايات  ليرتقي ١٥ شهيدا حتى لحظة كتابة هذا المقال، مع وجود عشرات المصابين بالرصاص الحي .
التحول الخطير هذه المرة هو استهداف الرباطة للكنداكات، حيث ارتقت شهيدة بالأمس في بحري، وهو ما يؤكد بأن الانقلابين الجدد بعد ان فقدوا الضمير والوطنية هاهم يفقدون الرجولة أيضا ويقتلون النساء، وهو عار سيطاردهم إلى الأبد.
استهداف الرباطة بالأمس لبحري بالتحديد بهذه الصورة الوحشية، غالبا يدل على إرسال رسالة دموية لشباب بحري الباسل، فقد انطلقت الدعوة لمليونية ١٧ نوفمبر من لجان مقاومة بحري، ثم انتشرت لتعم جميع ارجاء الوطن، حيث انتشر الوسم المعبر ( إلى ثوار بحري، لن تسيروا وحدكم) ، اطلقته جميع لجان المقاومة في جميع أنحاء السودان، وتلقفه الثوار السودانيون حول العالم، وأصبح الترند والنموذج الثوري التلاحمي العظيم.
التحول الاخر الخطير هو استخدام الانقلابيين للمدرعات في امدرمان كما ذكر شهود عيان من أجل فض المظاهرات، وهو ما يعني بأن الانقلابيين لا يستخدمون اسلوب فض المظاهرات السلمية بالطريقة المعروفة باستخدام وسائل الشرطة التي لا تصل لدرجة القتل، وانما يستخدمون الاسلوب الحربي الذي يستخدمه الجنود في المعارك التي يواجهون فيها عدو يحمل الأسلحة، وهو ما يؤكد بأن الانقلابيين يريدون دك المظاهرين وليس تفريقهم.
الدم الذي سأل بالأمس في الشوارع من رباطة الانقلابيين لن يهزم بسالة وشجاعة الشباب، بل سوف يشعل الصدور غضبا ضد الرباطة، وإذا وجد الانقلاب بعض التعاطف من بعض الحانقين على الحكومة المدنية بقيادة حمدوك في السابق، فان القتل المجاني الذي وصل درجة اغتيال النساء سوف يفقد الانقلابيين اي احترام واي تعاطف، وسيشعل الشارع ويرفع مده، وسيحاصر القتل والدم الانقلابيين حتى داخل بيوتهم من أبناءهم واهلهم، الذين سيستنكرون بشدة هذا القتل الوحشي، كما سيقود إلى ظهور الشرفاء داخل القوات المسلحة الذين سيرفضون بالتأكيد استخدام القوة المميتة بهذه الوحشية في مواجهة شعب اعزل الا من هتافه.
قتل الانقلاب للمتظاهرين والمتظاهرات، واستخدامه للمدرعات لن يجر الشعب السوداني للعنف، بل سيواصل الشعب مواكبه السلمية التي انتصر بها عبر التاريخ على الطغاة عبود والنميري والبشير وسيهزم بها البرهان والجنجويد، والشعب اقوى والردة مستحيلة.
يوسف السندي

‫2 تعليقات

  1. سيظل الجيش مصدر عزتنا وكرامتنا… اذا كان المدنيين متحدين فليس للجيش الا حماية حدود البلاد وهذا شرف عظيم يفتخروا به اما اذا اختلف المدنيين فلا يعقل ان يلام الجيش لحماية البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..