مقالات سياسية

حكايتي مع الأمن الشعبي..

خليل محمد سليمان

بعد إحالتي علي المعاش تحصلت علي كافتريا في كلية الطب التابعة لكلية التقانة بالملازمين، وذلك في العام 1999..

لم اكن المالك الاول، بواسطة احد الاصدقاء عرفت ان المالك الاول يريد التنازل عنها لظروف تخصه، فعلاً دفعت خلو رجل، وكل مستحقاته المالية حسب الإتفاق، وذلك بمعرفة إدارة الكلية..

بدأت العمل، واوكلت الإدارة إلي اخ كريم، وكنت احضر قبل المغرب يومياً لإستلام الحسابات..

حضرت ذات يوم كالمعتاد، وذلك بعد إسبوعين من بداية العمل، وجدت احد ينتظرني، ويريد الحديث معي..

طلب مني الذهاب معه إلي مكان هادئ لنتحدث “برواقة”، وكانت معه عربة امجاد حمراء اللون، تقف امام باب الكلية، و هو المدخل  الي الكافتريا..

وافقته الرأي، وركبت معه، عند ركوبي معه رأيت بندقية كلاشنكوف مطبقة الي جانب المقعد، واخذ يسير في إتجاه الخرطوم، ثم إنتهى بنا إلي كافتيريا البيبور في المقرن، وعند دخولنا رحب به الجميع، واخذنا طاولة نائية، ثم طلب اثنين كبتشينو..

بدأ وعرف نفسه : ” انا جمال عبد الناصر امتلك عدد اثنين كافتيريا في السنتر، ومتعهد المستشفى الصيني  بام درمان، ومسؤول عن الامن الشعبي في ام درمان”..

كلية التقانة كلية خاصة، ومن ضمن قوانينها ممنوع فيها ممارسة ايّ نشاط سياسي، وقبل إسبوع من حوار هذا الرجل، علمت ان عدد من طلبة الجامعة الاهلية إقتحموا نشاط الكلية في السنتر، وحصل صدام بين الطلبة..

بعد ان عرف نفسه ذكر لي : ” افادت المعلومات بأنك مسؤول عن هذه الاحداث، و لك صلة بتوزيع منشورات تم ضبطها داخل سنتر النشاط..

عليه قسماً بالله لم ولن ادخل هذا السنتر حتى كتابة هذه السطور، ولم تكن لي علاقة باي طالب، كل صلتي بكلية الطب المنفصلة تماماً عن السنتر اني احضر قبل المغرب لإستلام الحسابات واذهب إلي حالي..

فقال ” انت راجل عسكري، ولو صعدنا الموضوع بشكل رسمي ح تمشي في داهية، انا ح اخدمك، تقوم تتخارج من الكافتيريا، وح ادفع ليك خسارتك علي دائر المليم”

بعد ان اكمل كل حديثه قلت له : ” لو تقصد التهديد انت اخترت الإنسان الخطأ، انا ما عندي علاقة بكل الهبل الانت قلته، وآسف اني جيت معاك لحدي هنا لأسمع هذا السخف، واعلى ما في خيلك اركبهُ” فأنصرفت..

في صباح اليوم الثاني حضرت في الصباح، وهذا اول يوم احضر في هذا التوقيت، وفعلاً جاء الاستاذ ن. ع المدير الإداري للكلية، وطلب مني الذهاب الي مقابلة الاستاذ معتز البرير، صاحب الكلية بطلب منه..

فعلاً ذهبت معه، وقابلت الاستاذ معتذ البرير، فكان واضحاً بعد مقدمة طيبة عن العسكريين المتقاعدين بشكل عام، و ذكر إنه دائماً يُساعدهم، وهم جزء من إدارته..

وقال : ” والله يا جنابو مسكوني من إيدي البتوجعني، لو جمدوا لي العام الدراسي ح تكون خسارة كبيرة، نحن كلية تجارية، والثغرة الإعتمدوا عليها إنك لم تكن المالك الذي رسى عليه العطاء، وهذا مخالف للوائح الإدارية في الكلية”

ثم قال: ” الكافتيريا دي ما ح اسلمها لاي زول ح اكلف الإدارة بتسيرها، و كدا كدا نحن ح ننقل في المبنى الجديد في الثورة، قبل نهاية العام، و وعد مني سأجنب لك كافتيريا بشكل خاص لك في المبنى الجديد، وسيصلك المبلغ الإنت دفعتهُ”..

شكرته وإنصرفت، ولم اذهب مرة اخرى إلي مبنى الكلية، إلي هذه اللحظة..

فعلاً ارسل لي مع الاستاذ ن .ع المدير الإداري مبلغ خمسة مليون وقتها القيمة التي دفعتها كخلو رجل..

هذا لتعرف الاجيال القادمة لماذا اذل الله كهنة الإنقاذ، ونزع ملكهم الذي لن يتكرر في ارض السودان إلى قيام الساعة..

لا تأخذكم بهم رحمة، فاضربوهم بيد من حديد..

خليل محمد سليمان
[email protected]

‫6 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم…الكوز لا يرحم ولا يترك رحمة الله علي عباده

  2. هكذا كانت تدار الامور من قبل العصابة
    كن معنا تفتح لك الابواب على مصراعيها
    تأكل من مال السحت حتى تمتلئ كرشك
    كن في حياد لن تأخذ من موائدنا الا الفتات
    كن ضدنا لن تجد لك ولاسرتك ما به تقتات

  3. ابتزاز وتهديد مبطن وعلنى ونهب مسلح بعرض قوة بالسلاح في العربة ،، هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه

    اكتفى بما قلته أعلاه لكى لا افقد اعصابى فأتفوه بكلمات نابية لا تليق بهذا المكان مع انها تليق بهذه العصابة المجرمة

  4. إحدى خالاتنا عليها من الله الرحمة و الرضوان
    كانت تصفهم، اي الكيزان، بالمسيح الدجال، الذي يدخل أتباعه فيما يرون أنها الجنة ، ويدخل معارضي كفره ، فيما ترى أنها النار

  5. في ايام الدراسة في الجامعة احد اولاد الدفعة جمعني به السكن في الداخلية كنت اري اثر الدماء الصباح من اثر تعذيبهم لكوادر الاحزاب الأخرى . رأيت بعض ما يستخدمونه من سيخ وغيره . بدمويته هذه وصل أمين عام أو رئيس لإتحاد الطلاب . بالعربي الفصيح كان يطلب مني أن أحضر أصدقائي للتصويت لهم بمقابل مادي . شاهدنا بأم أعيننا ضربهم وتعذيبهم لكل من يقف ضدهم هذا على مستوى الجامعة فقط . مهما تحدثت فلن أصفهم وأصف خبثهم .هذا قليل جدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..