مقالات وآراء

توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (27)

د. عمر بادي
عمود : محور اللقيا
هذه الأيام و نحن نعيش إحتفالات الذكرى الأولى لثورة ديسمبر 2018 المجيدة و نسترجع أحداثها الجسام و نقيّم مسارنا بعد نجاح الثورة و هل حققنا أهداف الثورة أم لا زلنا نكابد في سبيل ذلك . لقد كنا نحن الثوار مفكريها و مفجريها و حماتها و لكن إقتضت مجريات الأحداث أن يكون لنا شركاء من العسكريين قد إنحازوا لثورتنا و تقاسموها معنا .
لقد كتبت في صفحتي في الفيسبوك مدونات عبارة عن يوميات لمسار الثورة خاصة منذ اليوم الأول لإعتصام القيادة العامة , و كان الغرض من ذلك عكس ما يدور من حراك للمغتربين في المهاجر و انا اعرف الكثيرين منهم بل و كنت منهم , و عندما كانت هذه الكتابات متوزعة في صفحتي في الفيسبوك و في الصحف و المواقع الإلكترونية السودانية فقد آثرت أن أسهّل علي القارئ الوصول إليها , و لذلك سوف اقوم بنشرها متعاقبة في الأيام القادمة , لعلها بذلك تكون فائدة لمن يرجو متابعة أحداث الثورة من الناحية التوثيقية و أيضا تكون لي مشروعا لكتابٍ قادمٍ عن ثورة ديسمبر إن شاء الله . إن ثورة ديسمبر لم تأت من فراغ و لذلك سوف أضمنها بنقل ما سبقها من حراك ثوري من مختارات من مقالاتي السابقة في هذا الخصوص …
هذه المدونة قد كتبتها من وحي ساحة إعتصام القيادة العامة في يوم 07/05/2019 :
ساحة اﻹعتصام قد إزدادت ألقا و بهاء و هي تعيش أيام شهر رمضان الفضيل فاليوم 7/5/2019 هو ثاني أيام رمضان و كثرت الخيام الواسعة و نصبت على جوانب الطرق و بها اجهزة تكييف الهواء و كثرت خيام طهي الطعام بجانب المأكوﻻت الجاهزة التي تأتي من خارج حدود دولة اﻹعتصام مصحوبة بالحافظات المليئة بالعصائر المختلفة و على الطرق تتوقف الشاحنات المكدسة بالمأكوﻻت و المياه المثلجة . لقد ذكرتني صفوف الصائمين المليونيين عند اﻹفطار و هم يتلقون طعامهم بما كنت عايشته في الحرم المكي في رمضان بل و يزيد على ذلك بتوزيع اﻷطعمة المختلفة .
النظافة المكثفة من كنس و جمع للقمامة يجعل الساحة أكثر ألقا و الشاي يتم توزيعه و رغم ذلك توجد ( ستات الشاي ) ﻷهل الكيف للشاي و القهوة و الكركدي .
عند أذان العشاء تغطى الساحة التي قرب القيادة العامة بالسجاجيد خلف مسجد متنقل عبارة عن سيارة بها البروش و الوضاءات و الميكرفونات و بها اﻹمام و نائبه و مكتوب علي جانبيها ( مشروع الشيخ عبد العزيز إبراهيم آل إبراهيم للمصليات المتنقلة في السودان ) جزاه الله خيرا . بعد صلاة العشاء و التراويح و الدعاء يتحدث الشيخ اﻹمام عن دروس في الوعظ و اﻹرشاد و قبيل الساعة التاسعة ينفض الجمع و يتوجه كل المعتصمين ليقفوا تجاه القيادة العامة و يضيئؤا موبايلاتهم و يرفعوها و يقفوا في صمت مطالبين بالقصاص لشهداء الثورة الذين بلغوا التسعين شهيدا , و هم يفعلون وقفتهم هذه يوميا عند تمام التاسعة !
أثناء تجوالي شاهدت خيمة طويلة مفتوحة و بها كتب كثيرة مرصوصة على اﻷرض و بها لوحة عليها كتابة من شباب اﻷدب تدعو الناس للجلوس و القراءة في أي كتاب . بجاتب المسرح الكبير اﻵن يتم تشييد مسرح آخر قرب مبنى قيادة القوات الجوية . الروح المعنوية عالية و يردد الشباب في هتافاتهم : ( لو ما مدنية .. صابنها للضحية) !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..