هوليوود تترقب “آبراهام لينكولن” أهم رؤساء أميركا بعيون ستيفن سبيلبرج

لوس انجليس – يعد ضعف المخرج الأمريكي الكبير ستيفن سبيلبرج تجاه الموضوعات والقصص التاريخية أمرا لا خلاف عليه، ومن هنا كانت عودة مبدع (إي تي) إلى تصحيح مساره مرة أخرى بإخراج فيلم عن حياة آبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي السابق والذي استطاع أن يغير مصير أمريكا، وهي الرؤية التي تتطلع هوليوود للتعرف عليها.

جدير بالذكر أن آبراهام لينكولن هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1861 إلى 1865. ويعد من أهم رؤسائها على الإطلاق، إذ قامت في عهده الحرب الأهلية الأمريكية بعد انفصال إحدى عشرة ولاية وإعلانها تكوين دولة مستقلة سمّيت الولايات الكونفدرالية الأمريكية، فتمكن لينكولن من الانتصار وإعادة الولايات المنفصلة إلى الحكم المركزي بقوة السلاح، كما كان لينكون صاحب قرار إلغاء الرق في أمريكا عام 1863.

لمع المخرج الأمريكيسبيلبيرج منذ وقت مبكر من خلال أفلام جادة مثل “اللون القرمزي” الذي تألقت فيه المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، ويعد فيلما تاريخيا عن اضطهاد السود في الولايات المتحدة. وبعده بعامين تألق مجددا في فيلم “امبراطورية الشمس” حيث تجلت عبقريته من خلال نظرته كمخرج للقضايا التاريخية وكراوي جيد للتاريخ ولكنه سرعان ما نأى عن ذلك الطريق وبدأ في إنتاج أفلام الخيال العلمي مثل ETوفيلم Goonies.

بهذه الأفلام ظهر ولمع المخرج سبيلبرج ولعل أروع أفلامه على الإطلاق كان “قائمة شيندلر” الذي تم منعه في مصر وبعض الدول العربية بسبب انحيازه لليهود ويبدو أن مدير شركة “اوهايو” قد قرر إنتاج فيلم آبراهام لينكولن ليكون فيلما على مستوى عال يفوق كل التوقعات وينافس على القمة هذا العام.

ويبدو أن الفيلم يحمل هالة الاوسكار حتى قبل بداية عرضه، يساعد في ذلك بطله الممثل الإنجليزي دانييل داي لويس الذي سيقدم شخصيةلينكولن على الشاشة الكبيرة والذي سبق له الحصول على الاوسكار كأفضل ممثل مرتين المرة الأولىعن فيلمه “قدمي اليسرى” والفيلم الثاني “سيكون هناك دم ” للأخوين كوهين.

وقد تردد الممثل المعروف عنه الدقة و الحرص الشديد عند انتقاء أدواره، قبل الموافقة على لعب دور “رجل تحولت حياته إلى أسطورة إلى حد أنه قد يتعذر إيفاؤه حقه في التمثيل”، على حد قول داي- لويس وأضاف الممثل في المؤتمر الصحفي “لم أشأ أن أشوه سمعة الرئيس الأعظم الذي عرفته الولايات المتحدة” وأكد ستيفن سبيلبرج أنه “كان من الصعب إقناع” دانييل داي-لويس، مضيفا أنه “لو كان قد رفض الدور لما كنت قد أخرجت الفيلم”.

وأوضح المخرج أنه انتظر عمدا نهاية الانتخابات الأمريكية كي يبدأ عرض الفيلم، من أجل تفادي أي تفسير سياسي له. وقال إن: “الأيديولوجياتالسياسية الخاصة بالحزبين (الجمهوري والديمقراطي) تغيرت 180 درجة في غضون 150 سنة وهي مصدر إرباك، والجميع يدعي أن لينكولن كان يؤيده” وبخصوص هذه الشخصية يقول سبيلبرج “إن لينكولن يمثل كل فرد منا وما فعله قدم إلينا فرصا نستفيد منها جميعنا اليوم”.

جاء صوت لويس وماكياجه وعاطفته لتؤكد رؤية سبيلبرج وتدعمه أمام منتقديه، فقد دار الحوار حول هذا الفيلم طوال تسع سنوات مضت. إنه فيلم معقد وشخصية لينكولن ليست بالشخصية الهينة لتجسيدها والآن وبعد قيام لويس بالدور يعلن أنه يشعر بفخر شديد إذ لديه من الامتيازات ما يؤهله للقيام به.

كما ذكر سبيلبرج في مقابلة معه “كان علينا أن نظهر كيف يعمل ويعيش هذا الرجل لقد كان عليه أن يتخذ قرارات عظيمة الأهميةمن أجل إنهاء الحرب وبعدها من أجل إلغاء الرق علينا أن نتصور كيف كان عليه كسب عدد من الأصوات في الكونجرس حتى يتمكن من إجراء التعديل الدستوري رقم 13 الخاص بإلغاء الرق”.

قام الفيلم بالتركيز على تلك الأوقات المكثفة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان على لويس أن يبذل أقصى طاقاته ويظهر براعته في مشهد اقناع أعضاء الكونجرس بضرورة إلغاء الرق.

ويقول سبيلبرج “كان يجب علينا ألا نتناول حياة لينكولن كاملة وإلا لظهرنا كمبتدئين كان يجب علينا أن نركز على اللحظات الهامة في حياة هذا الرئيس والتي كان لها عظيم التأثير في تاريخ أمريكا والذي لولا قراراته لما وصلت ميشيل اوباما إلى مكانة السيدة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية” ويضيف “لقد كان لينكولن هو رأس الحربة التي استطاعت أن تحرر الملايين من العبيد وإلغاء ممارسة العبودية إلى الأبد في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1856”.

وقد أكد سبيلبرج أنه كان حريصا على أن يعرف عامة الناس المنظور التاريخي لحياة هذا الرجل الأسطوري وأهميته في تاريخ بلادهم وقد شارك في الفيلم سالي فيلد في دور السيدة الأولى وتومي لي جونز وجوزيف جوردون ليفاييت، ليسهموا جميعا في تعريف الجمهور أي طراز من الرجال كان آبراهام لينكولن.

هدهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..