إنذار خطير

عاشتْ العاصمة الخرطوم أمس يوماً مريعاً بعد أن نسيت جراحات الماضي القريب والدماء، عادت السيرة مع تطاير أنباء حركة الاحتجاج المسلح التي اندلعت في ثلاثة مواقع بالعاصمة، كافوري وسوبا ورئاسة هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات شرق المطار، وفي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان..
وحتى لحظة كتابة هذه السطور مساء أمس لا خسائر في الأرواح أو حتى الممتلكات مما يدلل أنَّ المحتجين نظموا حركتهم جيداً بحيث لا تحسب عليهم مترتبات غير قابلة للاسترجاع.. رغم أنَّ الحدث في حد ذاته لن يفلت من المحاسبة بالطبع..
سيكون من السذاجة بمكان افتراض أنها أحداث عفوية على خلفية مستحقات قوات هيئة العمليات التي قررت السلطات حلها وتخيير عضويتها بين الالتحاق بالاستخبارات العسكرية أو الدعم السريع أو إنهاء الخدمة العسكرية.. فربما تلك هي الشرارة لكن بكل يقين تحت الرماد وميض النار..
المجموعة التي مارست الاحتجاج المسلح أمس هي قوات قتالية عالية التدريب لها خبرة طويلة في العمليات داخل وخارج المدن، صدر قرار حلها قبل أكثر من خمسة أشهر.. ولا يعرف حتى الآن حيثيات تأخر تنفيذ القرار بصورة متراضٍ عليها..
ورغم حالة الرعب التي سرت في العاصمة إلا أنَّ الشعب السوداني تعامل مع الموقف بمنتهى الحكمة، وكالة الأنباء الجماهيرية التي يديرها المجتمع السوداني عبر الوسائط الحديثة وفرت معلومات مستمرة عن مواقع الخطر وتطورات الوضع، بصورة جعلت الشعب يمارس حظر تجوال منظم وفي غاية الرقي، متجنباً مخاطر الرصاص الطائش.. رغم أنها أحداث طارئة ومفاجئة..
وساهم تجمع المهنيين في توجيه بوصلة التعامل الشعبي ببيانه الذي طالب فيه الجميع بترك الميدان للقوات المسلحة للتعامل مع الموقف، وتجنب ردود الأفعال التي قد تساعد على تأزيم الوضع إذا ما حاولت لجان المقاومة نصب المتاريس والتظاهر في الشوارع على خلفية إشاعات تحدثت عن حركة انقلابية..
الآن الصورة واضحة تماماً، لا تزال الحكومة الانتقالية تواجه تحدياً أمنياً كبيراً، يزيد من خطورته حالة الاستقطاب الهائلة بين كلمتي “مدني” و “عسكري”.. فهناك حساسيات عالية ناجمة من بث التغابن بين المدنيين والعسكر..
من الحكمة استدراك الوضع بكل حصافة، لا بد من إيجاد معادلة جديدة توازن كفتي الدولة السودانية بحيث تحفظ المقامات والمهام والتخصصات بلا حساسيات.. فما هو عسكري يظل عسكرياً وما هو مدني يجب أن يظل مدنياً بمنتهى التعاون والتكامل وبلا إقصاء متبادل، ولو نفسياً..
أحداث الأمس جرس إنذار خطير.. وربما لن يكون متاحاً إنذار ثانٍ..
عثمان ميرغني
التيار
يا استاذ عثمان ميرغني هل ذهبت الي لجنة فض الاعتصام وادليت بشهادتك عن ناس الحجرة الصغيرة الذين اجتمعوا وخططوا لفض الاعتصام ولا هو كلام فضائيات ساكت؟ نذكرك بأنك قد ادليت بهذه الافادة للجزيرة أو العربية وقلت انك تملك معلومات تحتفظ بها؟
يا حسين علي عثمان دا فيهو جينات الكيزان ما ترجي منو كتير والدليل التحليل العبقري للاحداث قال انذار خطير