مقالات وآراء

توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (32)

د. عمر باديد.

هذه الأيام و نحن نعيش إحتفالات الذكرى الأولى لثورة ديسمبر 2018 المجيدة و نسترجع أحداثها الجسام و نقيّم مسارنا بعد نجاح الثورة و هل حققنا أهداف الثورة أم لا زلنا نكابد في سبيل ذلك . لقد كنا نحن الثوار مفكريها و مفجريها و حماتها و لكن إقتضت مجريات الأحداث أن يكون لنا شركاء من العسكريين قد إنحازوا لثورتنا و تقاسموها معنا .

لقد كتبت في صفحتي في الفيسبوك مدونات عبارة عن يوميات لمسار الثورة خاصة منذ اليوم الأول لإعتصام القيادة العامة , و كان الغرض من ذلك عكس ما يدور من حراك للمغتربين في المهاجر و انا اعرف الكثيرين منهم بل و كنت منهم , و عندما كانت هذه الكتابات متوزعة في صفحتي في الفيسبوك و في الصحف و المواقع الإلكترونية السودانية فقد آثرت أن أسهّل علي القارئ الوصول إليها , و لذلك سوف اقوم بنشرها متعاقبة في الأيام القادمة , لعلها بذلك تكون فائدة لمن يرجو متابعة أحداث الثورة من الناحية التوثيقية و أيضا تكون لي مشروعا لكتابٍ قادمٍ عن ثورة ديسمبر إن شاء الله . إن ثورة ديسمبر لم تأت من فراغ و لذلك سوف أضمنها بنقل ما سبقها من حراك ثوري من مختارات من  مقالاتي السابقة في هذا الخصوص …

هذه المدونة قد كتبتها من وحي ساحة إعتصام القيادة العامة في يوم 29/05/2019 :

( حرية سلام و عدالة .. و مدنية خيار الشعب ) و ( مدنية .. مدنيااا .. مدنياااو ) هي الهتافات الداوية في ساحة اﻹعتصام بالقيادة العامة في ليلة الثلاثاء 28/05/2019 . لقد نجح اﻹضراب العام في يومه اﻷول نهار اليوم و غداً بلا شك سوف يكون نجاحه منقطع النظير في يومه الثاني فمؤشرات تفاعل الشعب معه كانت كبيرة و التنظيم الثوري كان رائعا منذ شروع العاملين في مختلف المؤسسات و اﻹدارات في التسجيل في دفتر حضور اﻹضراب فكان أن أضربت البنوك بقيادة بنك السودان و أضربت شركات الطيران و الطيارين و موظفو الطيران المدني و موظفو الكهرباء و اﻷطباء و المعلمون و بقية العاملين في القطاعين العام و الخاص بجانب العاملين في النقل من سكك حديدية و بصات و قد شلت الحياة بإغلاق المحلات التجارية .

في ساحة اﻹعتصام تجمّع الثوار في مليونيتهم و توزعت حلقات المخاطبة كلها تشرح معني مدنية و تتحدث عن نتيجة اﻹضراب العام الباهرة و تنتقد تصريحات و سلوك المجلس العسكري و خاصة ما ورد على لسان الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي من كلمات في حق قوى الحرية و التغيير و كان لقدوم دستة من سيارات الدفع الرباعي (البكاسي) التابعة للكهرباء و بها عمال الطوارئ بسلالمهم لساحة اﻹعتصام وقعا جميلا عند الثوار فحيّوهم . الشاشات التليفزيونية الكبيرة ﻻ زالت تعرض تمثيليات تليفزيونية و أحاديث توعوية بين الثوار و المسرح يعرض مسرحيات قصيرة يؤديها أعضاء إتحاد المسرحيين ثم المخاطبات في مختلف المنصات . الساحة كالعادة تعج بأجوائها المحببة مع معروضات الفنانين التشكيليين و اﻷغاني الحماسية و جلسات الحوار و المؤانسة في كراسي ستات الشاي و بين البائعين المتجولين و الكل يزداد ثقافة و وعيا و بهجة .

د. عمر بادي

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..