مقالات وآراء سياسية

الحاكم يجب أن يُحَاكم

محمد عبدالمعز

لا رخاء ولا استقرار للسودان في ظل وجود المجلس العسكري وجنجويد الدعم السريع. فعلى الفرد ان يحاسب نفسه وعلى المسؤولين أيضا ان يحاسبوا أولا بأول مهما كانت رتبهم ومكانتهم العسكرية والمدنية وتلك أولى الخطى للارتقاء بانفسنا وبالمجتمع.

وإذا عدنا بآلة الزمن إلى الوراء من لحظة انتهاء النظام البائد واستلام الجنجويد مقاليد الحكم والسيطرة على البلاد إلى وقتنا الحالي ونحن لم نسلم من الفوضى والرعب في كل أنحاء السودان. وكأن المصائب جزء لا يتجزء من العسكر.

فقد رأينا الفوضى والقتل المستباح بأبشع الطرق من ساحة القيادة العامة، والأبيض، وما تتبعها من انفلاتات أمنية في بورتسودان والجنينة، إلى ظاهرة عصابات الشوارع (النقرز) وحتى الامس ١٤ يناير ٢٠٢٠. المصائب أصبحت ظل يرافق العسكر أينما حلو هلعوا وخلعوا فلم ولن يسلم السودان طوال وجود العسكر بالحكم.

توضح احداث الامس وما قبلها بانعدام الأمن في حضور جهاز الأمن والمسؤولين عنها، والكثير من التناقضات والافتراءات من قبل العسكر نفسهم بان ما حدث كان مجرد انفلات بل قال اخرون بانه انقلاب، بين انقلاب وانفلات وبين إدارة النظام البائد يطالبون باستحقاقاتهم. الغريب في الأمر بان تلك الإدارة قد تم حلها ومن العقل ان تسحب كل أسلحتهم وتسلم.فمن هؤلاء!؟

وان كانو كذلك! فأين هي تلك الشعارات التي كانو يرددونها “لا لدنيا قد عملنا ونحن للدين فداء”!

وإذا تابعنا كل لقاءات وتقارير البرهان وحميدتي، نجد دائما تلك النبرة ما بين تطمين وتهديد الدالة على انهم حماة الوطن وان ذهبوا لذهب الوطن وخسر كما يحذر دائما قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

والوجه المشرق بان جميع الشعب السوداني داخله وخارجه مدرك تماما بان البرهان وحميدتي والجنجويد قتلة مجرمون امثالهم أمثال النظام البائد فكل تاخير في محاكمة الحاكم السابق والحالي ونائبه وقواتهم قد يصب لصالحهم وها هم ينشرون الفتن و افتراءات وزور وبهتان واستخفاف بالعقول. فيجب الإسراع لإيقاف كل هذه المؤامرات قبل ان يقع الفأس في الرأس.

الذى يخيفنا هو مستقبل السودان ومن اجله نتحمل ونصبر على الكثير من الاخطاء والذى بسببه نحاول ممارسة الحكمة وضبط النفس وتصبير الشباب وتهدئة الحالة الثورية والغضب الذى يعتريهم ليس الخوف من انقلاب عسكري بل الخوف من تفتت الدولة السودانية وللاسف ادوات تفتت الدولة السودانية كثيرة ومتوفرة بل يعتبر السودان فى وضعه الحالى اكثر دولة فى العالم قابلة للانهيار والفوضى واهم هذه الادوات هى الحالة التى عليها المؤسسة العسكرية

لكى تطابق تصريحاتكم الواقع يجب ان نرى تحرك حقيقي لتصحيح وضع المؤسسات العسكرية والامنية وعلى رأسها الجيش لانه العمود الفقري فى قوام دولة مدنية حقيقية وبدونه لا يستقيم اى شئ داخل الدولة وتقويم الجيش يبدا بتصحيح وضع القوات الملحقة والمساندة على رأسها الدعم السريع اذ لا يستقيم ان نتحدث حول دولة مدنية وهناك مؤسسة عسكرية توازيها فى القوة والنفوذ قوات لا نعلم توصيفها فى عالم العسكرية ولا فى تعريف الدولة الحديثة

والحديث عن قوات الدعم السريع يطول فيه الحوار و وضعها غير صحي وليس لسمعتها غير الجيدة فى ذهنية الشعب السودانى وليس لتاريخها القريب والبعيد فى مسار الدولة السودانية انما الاهم من ذلك ان تصحيح هذا الوضع هى الاشارة الايجابية الوحيدة القادرة على اقناع كل الاطراف التى تحمل السلاح بما فيها الحركات المسلحة انه ان الاوان لبدا دولة تعمها السلام وتتحكم فيها مؤسسات محترمة تحكمها الانظمة والقوانين ويعود امرها للشعب ,, الشعب فقط لانه سيد وحاكم هذا الوطن . ما دون ذلك لا تحدثوننا عن مدنية ولا وطن ولا تخيفوننا بسيرة الانقلابات العسكرية فمن يريد انقلابا عسكريا عليه ان يفعل الان ويتحمل نتاج ذلك.

محمد عبدالمعز

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..