مقالات وآراء سياسية

رسالة إلى القائمين على التعليم

د. الفاتح إبراهيم

جامعة افريقيا العالمية يجب المحافظة عليها مع تطهيرها وتنظيفها من دنس خطايا الإنقاذ

بحكم تخصصي وأولويات اهتماماتي تابعت بتركيز شديد المقالات التي نشرها ”المقنع الكندي“ عن التجاوزات والفساد الأكاديمي والمالي والأخلاقي الذي ظل ينخر في جسد جامعة أفريقيا العالمية .. ذلك الصرح الأكاديمي الذي تم تشييده لمعالجة مجالات حيوية تهتم بها أرقى المعاهد والجامعات في العالم المتقدم .. تلك المقالات الاستقصائية ألقت الضوء الكاشف على ما يراه الكاتب أزمة حقيقية تعاني منها هذه المؤسسة ..  فيما يبدو من الطرح العميق أن الكاتب لديه معلومات أرجو أن تكون موثقة عن الوضع في هذه المؤسسة التعليمية .. نختلف أو نتفق مع الكاتب لا بد أن نحمل ما أورده من معلومات محمل الجد باعتبارها خطوات هامة في طريق الإصلاح .. بعيدا عن التعميم لا شك أن هناك كثير من الجنود المجهولين الذين يؤمنون برسالة الجامعة يساهمون في تقدمها عبر تطورها منذ التأسيس باسم المعهد الإسلامي الإفريقي ثم المركز الإسلامي الإفريقي ثم إلى جامعة إفريقيا العالمية ..

وبالرغم من أن الجامعة كغيرها من الجامعات العصرية تحتوي على الكليات الإنسانية والكليات العلمية بمختلف تخصصاتها وتوجهاتها إلا أني سأركز هنا فقط على الجوانب التي تتصل بخبرتي في مجال التعليم وهي كليات التربية والمناهج والدراسات الإسلامية والألسن واللغة العربية بما في ذلك اللغة العربية للناطقين بغيرها ..

إن العصر الذي نعيش فيه الآن يُعرف بعصر العلم والتكنولوجيا وثورة الإتصالات حتى وصفوه بالقرية العالمية “”Global Village لأن التكنولوجيا الرقمية وأدواتها من إنترنت والأجهزة المحمولة اختصرت المسافات وجعلت التواصل بين الناس لا تعيقه الحدود الجغرافية .. على هذا الأساس تطورت دراسات اللغة كوسيلة من وسائل التواصل الإنساني بين شعوب الأرض المختلفة ..

وعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة حيث أعيش تنتظم على طول البلاد –  على اتساع رقعتها –  المعاهد والجامعات التي تهتم بالدراسات اللغوية خاصة اللغة الثانية .. بل أن الولايات المتحدة تعتبر دراسات اللغة الثانية من صميم الأمن القومي الأمريكي .. وقد عملت لسنوات عديدة في تدريس اللغة العربية كلغة ثانية للناطقين بالإنجليزية في معهد عال تم تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي .. يقوم ذلك المعهد بتدريس أكثر من أربعين لغة أجنبية .. ومن هنا تبدو لنا أهمية دعم جامعة أفريقيا العالمية مما يجعل السودان – الواقع في قلب أفريقيا كجسر يربط العالم العربي بالإفريقي – موقعا مثاليا لازدهارها وتنامي دورها الحيوي خدمة للثقافتين ..

وأنا بدوري حسب تخصصي مستعد للمساهمة في دعم وتطوير هذه الجامعة في المجال الإداري والأكاديمي وتطوير المناهج .. أحمل درجة الدكتوراه في التعليم واكتساب اللغة الثانية باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الكمبيوتر اللابتوب والسبورة الذكية والآيباد وغيرها من الأجهزة المحمولة   ”Mobile devices”  .. ولا شك أن كل هذا الحراك ومحاولات الإصلاح والترميم التي تسود المؤسسات والوزارات في بلادنا الحبيبة لم يتوقع أحد حدوثها إلا في الأحلام لولا هبوب رياح التغيير بثورة الشباب في ديسمبر التي اقتلعت نظاما ظل جاثما على صدر الأمة ردحا من الزمن .. التحية للشباب والشابات الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الوطن العزيز .. ومن الآن فصاعدا لا مجال لڨيروس التمكين الذي مكَّن لمتوسطي الثقافة وقليلي الخبرة من مؤسسات التعليم وغيرها من مرافق الدولة ليعيثوا فيها فسادا وتخريبا .. هذا عهد ولَّى إلى غير رجعة حيث يتم البناء بالعلم والمعرفة في سودان الحرية والسلام والعدالة ..

د. الفاتح إبراهيم

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. لله درك يا دكتور ، نرجو ان نرى كثير من امثالك يعرضون مؤهلاتهم وخبراتهم فالبلد فى امس الحاجة لامثالك بارك الله فيك . بل نرى ان يكون هناك مؤسسة او تنظيم يستقطب امثالك من مختلف البلدان والجامعات الراقية فى جميع انحاء العالم فلا سبيل لتقدم بلدنا الا بامثالكم .

  2. ظاهرة ايجابية صارت تسود بين أهل العلم والمعرفة وذوي الضمائر الحية – ماذا قدمنا للوطن بدلا من السؤال الاستنكاري التقليدي ماذا قدم لنا الوطن ؟

    1. تحية واحتراما: كنت أتمنى أن يتم التنادي والدعوة لكل من له خبرة في الداخل والخارج ليساهم، وهناك قامات جمة التواضع أو غير معروفة أو مشغولة لابد من الوصول إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..