ق ح ت المستلبة

ماجرى باختصار خلال هذه الاشهر من انتصار الثورة ان قحت، – بعض راضية وبعض مرغمة – قد سلمت رقبة الثورة لقتلة محترفين مختبئين تحت عباءةحكومة الثورة وهاهم يتلذذون الان بخنقها رويدا رويدا.
فقحت َوبعد تشكيل الحكومة تركت كل الاقتصاد السوداني تحت رحمة الامبراطورية الاقتصادية للاسلاميين التي أقيمت على انقاض الاقتصاد الذي كان قائما قبل مجيئهم بقيادة القطاع العام ، ولم تقم باتخاذ اي أجراء حتى الان لانهاء سيطرة الاسلاميين على السوق، بل أتت بوزير ماليه ليس فقط مؤمنا بسياسة صندوق النقد الدولي بل هو موظف بصندوق الدولي حتى ساعة توليه الوزارةز، ويري ان مهمته الاولي هي حراسة ماتحقق من خصخصة والحرص على إبعاد الدولة مستقبلا من التدخل في اي نشاط اقتصادي لتزداد سيطرة َونفوذ الاسلاميين الاقتصادية وتشرعن باسم الثورة. وقحت أيضا أتت بوزير صناعة لم نر له إنجازا سوي إرجاع حافز دولاري وبعض الصور الفخيمة.
وقحت تركت جهاز الأمن مع كلما يشكله من مخاطر وتهديد على الثورة بيد اخلص ابناء التنظيم الخاص للحركة الاسلامية المسئول عن تنفيذ الانقلاب والاغتيالات والتعذيب وبيوت الاشباح ،ثم طفقت تكيل له المدح والإعجاب بمهنيته وكفاءته َاخلاصه . ومرجعيتها الوحيدة في تسجيل ذلك الإعجاب والمدح هي الروايات البائسة التي يخرجها الجهاز!
وقحت تركت قيادة الجيش وقيادة الشرطة تحت سيطرة ظباط الحركة الاسلامية.. ثم تركت لتلك القيادة التحكم الحصري في وزارتي الدفاع والداخلية..
وقحت تركت الاعلام كله بيد النظام السابق و أتت بفيصل ضامنا امين لاستمرار كل شي كما كان قبل الثورة.
وقحت تركت القضاء بيد قضاة النظام السابق ووقفت متفرجة واسيرة للوثيقة الدستورية التي وافقت عليها ودافعت عنها ليتضح انها كانت اكبر الالاعيب لتجريد الثورة من قدرتها على القضاء على النظام السابق.
وقحت تركت كل الوزارات والهيئات الحكومية الموبَوءة والمسكونة بنسل التمكين دون مساس الا من مجموعة اقالات لم تغير من المعادلات شيئا.
فما الذي تتحكم فيه حكومة المرحلة الانتقالية، انها حتى لا تستطيع القيام بتنفيذ اي اجرأء بموجب قانون تفكيك نظام 30 يونيو دون موافقة ورضاء المكون العسكري في لجنة تفكيك النظام المعبأة بالضباط الكيزان، ناهيك عن التحكم في مسار الاقتصاد والاعمال اوالامن او حماية الثورة و جميعها خارج نطاق سيطرتها، وللمفارقه فان قحت وفى كل الاحداث والوقائع التي تتطلب اجراءات أمنية او عسكرية تكتفي فقط بتسويق رواية المكون العسكري المجبر على الانحناء للثورة، والتأكيد في كل مرة على قوة استمرارية الشراكة معه.
ولولا خشية العسكر من الشارع الذى تقوم قيادات قحت بالتدليس عليه لراينأ مايضمره العسكر مطبقا على الأرض ولجارتهم كثير من القوى الممثلة في قحت وفقا للدستور الذي يرتضيه العسكر.
وللحديث بقية.
يوسف حسين
كلام لا يستطيع إنكاره أحد، دي الحقيقة المرة للأسف!
والحل يادكتور