
لبست صحيفة اخبار اليوم ثوب زاهي يحمل الون الثورة لتواكب حركة التغير التي عمت البلاد ويرجع الفضل في ذلك الي شجاعة الاستاذ عاصم البلال نائب رئيس التحرير وذلك من خلال السماح لبعض الاقلام الجديدة التي تنضح بروح الثورة بالكتابة عبر صفحاتها وقد كان لي عظيم الشرف بالانضمام الي تلك المؤسسة الاعلامية الكبيرة عبر عمود المتاريس ولكن بكل اسف هناك من لا يعجبهم هذا التغير او تحمل من يتحدث عن قضايا المهمشين حيث لم يعتادوا على ذلك
وبينما كنت اتصفح الصحيفة في يوم الجمعة الماضي وقع نظري علي مقال لزميل كاتب صحفي بنفس الصحيفة التي اكتب فيها (اخبار اليوم )يصف بعض الزملاء بعدم الموضوعية واردف بالقول بأنهم يحتلون مساحات كبيرة بالصحيفة بوحدانية الموضوع ولا يملكون جديد ويعيب عليهم كذلك تناول مواضيع اجتماعية وسياسية وامنية واقتصادية وانها ليست من اختصاصهم والكثير من النقد الجارح كنت اتمني من ذلك الزميل ذكر اسم الشخص المقصود بهذا الوصف ولكني اختصر عليه الطريق واقول له انك تعني شخصي الضعيف نعم انا احيانا اكتب في مساحات كبيرة نسبة لتناولي لمواضيع تمس جوهر القضايا الوطنية وذلك بموافقة ادارة التحرير بالصحيفة و اعترف اني اهاجم ازلام النظام المقبور واحرص في كل مقال علي فضح تجار الدين الكيزان وربما هذا الهجوم قد اغضب البعض خاصة اتباع النظام المقبور ولكن هجومي لم ياتي من فراغ فالنظام البائد اسهم في كل ازمات السودان فلا تجد مشكلة او مصيبة الا كان من خلفها الكيزان وعن الاختصاص في تناول المواضيع المختلفة مثل الاقتصاد والامن ومكافحة الجريمة والسياسية العالمية وغيرها من المواضيع التي وصفها الاخ الزميل بانها حكر علي الخبراء فقط ولكنه فات عليه اني كاتب سياسي مستقل يعرف السياسة وليس صحفي منوعات حتي احصر نفسي في مواضيع محدودة
فالكاتب السياسي عبارة عن كوكتيل شامل في مختلف المجالات جامع للمعلومات والوثائق والاخبار عكس الصحفي العادي الذي ينحصر دوره في التحقيقات الصحفية والمتابعة والتغطية الميدانية للاخبار والحوادث وبما اني اكتب في القسم السياسي اذا من الطبيعي ان اتناول المواضيع التي تمس السودان والمنطقة العربية انا ابن الثورة ولا انكر ذلك فالانتماء اليها شرف فقد كنا في قبل سقوط النظام نعرف بثوار الكيبورد الذين سخر منهم المخلوع البشير وقال فينا ما لم يقله مالك في الخمر لم اسعي في يوم من الايام الي تمجيد اي حزب من الاحزاب السياسية وانما قلمي منحاز الى الثورة التي افتخر بالانتماء لها تشهد لي المواكب المختلفة منذ اليوم الاول للثورة وحتي اخر يوم لسقوط النظام فالكتابة لثورة ديسمبر فخر فنحن اوافياء للعهد وللشهداء اقسمنا لهم بان نحمي الثورة ونكون متاريس و حراس لها من فلول الكيزان المتربصين بها شي طبيعي ان يغضب انصار النظام البائد مني فانا اعتقد ان من مهام الصحافة الثورية ان تكون عين للحكومة بكشف الحقائق والفساد وجمع وتحليل المعلومات في قالب خبري ونقل نبض الشعب للمسؤولين في الدولة والنقد البناء الذي يخدم الثورة وكثير ما كنت منتقدا لبعض سياسة الحكومة المدنية الحالية خاصة تلك التي تتعارض مع مصالح الشعب ومنها رفع الدعم عن المحروقات وازمات المواصلات وارتفاع الأسعار فهل بعد كل ذلك التناول التفاعلي للقضايا الوطنية المختلفة نوصف باننا بلا مواضيع؟
لله الحمد نالت الصحافة حريتها وعادات كسلطة رابعة تمارس دورها الطليعي في بث الوعي بين الناس فعندما عرض علي الاستاذ الفاضل عاصم البلال الطيب الكتابة في صحيفة اخبار اليوم رحبت بذلك ولكني قلت له ربما اسلوبي ونهجي الثوري قد لايرضي البعض فانا شخص معروف عني اضع النقاط فوق الحروف ولا اعرف المجاملة خاصة في تلك القضايا التي.تمس الوطن والثورة وافق الاستاذ عاصم البلال الطيب علي ذلك النهج الثوري الجديد واكد انه مع حرية التعبير والتنوع في النشر بعدها اتخذت من اسم المتاريس عنوان للعمود الذي سوف اكتب عليه في بالصحيفة ولله الحمد ولا فخر فانا منذ نعومة أظفاري مشبعا بتعاطي السياسة لدرجة الادمان ليس علي مستوي السياسة المحلية فحسب بل تخطي ذلك الي اضابير السياسة العالمية وهذا ما ادخلني في الماضي في مشاكل مع الكيزان في مواقع مختلفة وصل الامر الي درجة الفصل من العمل واكثر من ذلك بالتهديد لشخصي بالتصفية الجسدية ولدي بلاغ مفتوح بذلك في نيابة وشرطة جرائم المعلوماتية محفوظ حتي الان قبل كتابة هذا المقال التوضيحي قمت بالاتصال. علي الاخ الاستاذ عاصم البلال نائب رئيس تحرير صحيفة اخبار اليوم قلت له اني علي استعداد كامل للتوقف عن الكتابة في الصحيفة اذا كان ذلك يسبب له مشاكل فانا لن احيد عن نهج الدفاع عن الثورة وحق الشعب السوداني وكشف تجار الدين وتعرية المفسد الذي يحاول العبث بالمال العام اواستغلال النفوذ السياسي وماهو السبب الذي جعل هذا الزميل ينتقد زملاءه بهذا الاسلوب الغريب فالتوجيه والارشاد الفني من اختصاص ادارة التحرير فقط بعد ها جاء رد الاستاذ عاصم البلال علي انه مع حرية التعبير منحاز الى الثورة و لن يضع امامها المتاريس بعدها قدمت له شكري وتقديري علي التوضيح و سوف نظل علي العهد حرية سلام وعدالة ومتي ما كانت حرية التعبير مقيدة لشخصي فاني علي الاستعداد للتنحي و للابتعاد عن الصحيفة واتمني يسود الاحترام المتبادل بين الزملاء وان لكل شخص اسلوبه الخاص به في الطرح وان ادارة الصحيفة هي وحدها من تملك حق التقويم والمراجعة ونحمد الله علي زوال كابوس الانقاذ التي كتمت انفاس الشعب السوداني طيلة الثلاثين سنة الماضية فقد كانت تراقب الصحف وتصادرها ولكني رغم تلك المضايقات ابان النظام البائد ظللت ابوح براي واجاهر به من خلال المنصات الالكترونية مثل صحيفة الراكوبة الالكترونية وموقع سودانيزاونلاين فانا افتخر باني ثائر قبل ان اكون كاتب صحفي فالصحافة الاليكترونية مارستها علي الوسائط المتعددة قبل المشاركة في الصحافة الورقية التي كانت في الماضي فاقدة للمصداقية بسب الراقبة الامنية للنظام المقبور عكس المواقع الالكترونية حيث تتاح فيها حرية النشر بلاقيود
علاء الدين محمد ابكر