مقالات سياسية

أموالنا المنهوبة.!

شمائل النور

فساد النظام السابق المُمنهج والمحمي باللوائح والمحاط بقدسية الفتاوى الفقهية لا يُخفى على أحد، بل هم أنفسهم أقرُّوا به وعبثاً حاولوا مكافحته لكنه كان أكبر من إرادتهم.

هذا الفساد الذي استمر لعقود نحصد نحن نتائجه اليوم ضيقاً بعد ضيق. لم يترك النظام السابق شبراً في هذه الأرض دون أن يتلوث بالفساد، ولم يكن ذلك قاصراً على قطاع دون آخر، أو مؤسسة دون أخرى، كان شاملاً.

نتاج ذلك كان الانهيار الاقتصادي ثم سقوط النظام تلاحقه لعنات الشعب الذي يواجه اليوم شظف العيش بينما خزائنه غنية وديونه مثقلة. الآن وبعد سقوط النظام، كان ينبغي أن يكون الوضع غير هذا الذي نراه اليوم، أن تكون حكومة الثورة في موضع القوي الذي يتخذ قراره محفوفاً بمباركة الجماهير وشرعية الثورة، بل وشرعية القانون، لكن طبيعة التغيير المتواضعة فرضت ما هو أقل بكثير من مطالب الثورة.

لم تشغل قضية فساد النظام السابق وتنظيم الإسلاميين الحيز الذي تستحقه، ومباشرة ينبغي أن تكون قضية الأموال المنهوبة هي أول خطوات الحكومة الانتقالية المحاطة الآن بالأزمة الاقتصادية. حتى الآن لم تثر مسألة الأموال المنهوبة من قبل النظام السابق، والأموال المنهوبة هي ليست مجرد عمولات حازها أشخاص وحسنوا أوضاعهم الشخصية فقط، الأموال المنهوبة هي شركات تتحكم في السوق كيفما تشاء، الأموال المنهوبة هي أموال النفط والذهب وغيرها، أين ذهبت وأين تذهب الآن.

المؤكد أنَّ هناك أنظمة عالمية تعمل في استرداد الأموال المهربة، هل فعّلت الحكومة أي اتصالات في هذا الصدد، هل هناك حصر لهذه الأموال، هل هناك معلومات متوفرة بشأن أماكن تواجدها.

بل حتى الأموال التي لا تزال داخل البلاد، هل وضعت الحكومة يدها على ممتلكات رموز النظام السابق، أو حتى ممتلكات الحزب والتنظيم، إنه لمن الموجع أن ترى شخصاً تعرفه جيداً وتعرف أنه لم يك شيئاً مذكوراً، لكنه حاز امتيازاتٍ من النظام السابق نظير خدمات فاسدة، ولا يزال محتفظاً بهذه الامتيازات ويعمل ضد ثورة الشعب.

هذه أغرب ثورة على الإطلاق.

ثورة ديسمبر العظيمة والتي سالت فيها دماء انتهت بمجزرة بشعة تستحق حكومة ذات إرادة حقيقية، تتخذ قراراتها ولا يرف لها طرف، فقط لأنَّها أتى بها الشعب ولأنَّها أتت بعد ثمن باهظ.
شمائل النور
التيار

‫5 تعليقات

  1. سواقة وخم الناس زي زمان لم يعد ممكنا.. الانقاذ ماتت ورموزها في السجون. وحكومة حمدوك ومن وراها قحط هي التي تحكم وتصدر القرارات وتعين وتفصل وتجيز القوانين وتلغي القوانين وتضع السياسات والإجراءات الاقتصادية..
    انظري حولك لتري الى اي مدي وصل التردي وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانعدام الخبز والوقود وفوق كل ذلك الدولار ال وصل 103 جنيه، مع انو اعلى سقف وصل ليو طيلة حكم البشير لغاية سقوطو المريع كان 58 جنيه..
    كل قطاعات الخدمات تتدهور بصورة مريعة وكأنما ليس هناك وزراء او حكومة بيدها كل البرامج والقرارات الادارية والمالية والاقتصادية ..

    ذات الشعب الذي خرج لإسقاط النظام البائد، يشعر بتفاقم تدهور اوضاعه، وتناقص مدخراته ان كان له مدخرات بفعل تزايد ضعف العملة مقابل العملات الاجنبية..
    اثيوبيا بقت عملتها اقوى من عملتنا بثلاث مرات .. والجنيه المصري بقى اقوى من جنيهنا بسبعة اضعاف، ولسه امثالك ببيعو الوهم للشعب في محاولة لطمس الواقع والفشل الذريع للحرية والتغيير في كافة المجالات..
    الثورة قادمة بلا شك، وجزوة الثورة التي اسقطت نظام الكيزان لازالت مشتعلة بشدة،،
    وهذا الشعب الصابر الذي اسقط الكيزان حيطحنكم في الشوارع وما حينسى تضليلكم ووعودكم وخداعكم للشعب، واي تطبيل وكتابات مخادعة تتطبل للاصنام الجديدة محفوظة وسترتد عليكم بصورة و نتائج وخيمة ..

    1. اتق الله في نفسك و في بلدك ..لنكن عونا للحكومة بدل أن نكيل لها الاتهامات و هي لها في الحكم أقل من عام و محاصرة بكل أنواع المشاكل و المؤمرات. .الكيزان هم من يضعون العوائق أمام الحكومة حتي تفشل و نردد نحن معهم و بدون وعي أن الحكومة فشلت

  2. هم قال ليك بس نهبوا أي قرش طاير، ديل إرهابيين وضعوا البلاد في قائمة الإرهاب، عزلوها عن الدنيا، وأدخلوها في معمعة دفع تعويضات لأُسر ضحايا سفارة دار السلام ونيروبي، والمدمِرة كول.

    إذا قانونيي السودان، ما شايفين إنو الأفعال دي، هي أعظم خيانة عظمي للدين وللأمانة وللوطن ومواطنيه، عرفها تاريخ البشرية، فإنني سوف أتقدم بدعوي ضدهم إلي محكمة العدل الدولية، لأنني وعلي الرغم من أنني لست قانونياً، إلا أنني أري عدالة هذه القضية شاخصة للعيان.

  3. يا ناس أي جحر ضب دخلوه الكيزان نصبوا فيه خيام فساد انتوا عايزين البلد يطلع من براثن الفساد والدولار يصل لجنيه مفترض يكون عندنا عقلانية وتروي في اتخاذ القرار لان كل سبب مشاكلنا اليوم اتخاذ القرارات المتسرعة دون دراسة ووعي بأثاره السلبية واحدة منها تحريك الدولار الجمركي واللي دخلنا اليوم في جحر ضب الاوطان تبني بالوعي وخطوة خطوة استحالة تبني دولة ونظام في اربعة شهور بعد دمار ثلاثين سنة عجاف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..