مقالات وآراء

الانقلاب فلولي

جمال الصديق الامام

تسور مخاوف (البرهان -حميدتي )
واستغل انتهازية ودناءة الانا ( هجو – الجكومي) !!!!
——————————-
جاء انقلاب البرهان غير المستغرب او المستبعد بل المتوقع منذ فترة ليست بالقصيرة ، حيث ان كل المؤشرات كانت تدل دلالة واضحة على ان نهاية المشهد السياسي السوداني ستكون على هذه الشاكلة .
حيث استغلت طيور الظلام من العهد البائد مخاوف البرهان و حميدتي و إشكالاتهم القانونية التي خلقت طيور الظلام مسرحها ورسمت مشاهدها مسبقا وبعناية فائقة وتخطيط دقيق ومحكم تم عبره سوق الرجلين الى تنفيذ ما تم تنفيذه في ارض اعتصام القيادة من قتل وحرق للثوار  ، الامر الذي جعل المشهد العام ينصرف الى حقيقة واحدة مفادها ان مصير البرهان و حميدتي حبل المشنقة متى ما وصلت صنعاء المدنية الارض الصالحة لمحاكمة كل مجرم .
وحيث جاءت جريمة فض الاعتصام بعد سجل دامي (للبرهان – حميدتي ) وحافل بكل مرارت رائحة الشواء المنبعثة من عمليات الحرق والقتل والابادة التي مارسها الرجلان باقليم دارفور .
اعد الظلاميون العدة بكل مآسيها وبشاعتها وهيئوا الرجلين بنفخ روح الشر فيهم تحسباً لآي مآلات قد تطال حكمهم حتى يتمكنوا من بناء سياسة عودتهم عبر مخاوف الرجلين من مصيرهم حال انفلت زمام السلطة من يدهم ، واستقر حبل الحكم لدى المدنيين عند حلول آجل الانتقال في المكون السيادي من العسكريين الى المدنيين تتويجًا لما تراضى عليه اطراف الوثيقة الدستورية .
وبما انهم يعلمون تمام العلم ان الثوار الحقيقيون لن يكونوا لهما في يوم من الايام حائط صد ضد ما قد تصرح به  لجنة التحقيق في فض الاعتصام  ، ايقنوا تماما الا ملاذ لهم ولا عاصم من تبعات جرائمهم التي اقترفوها في حق اهل دارفور و ثوار القيادة في ليلة فض الاعتصام ، بل على النقيض سيكون الثوار الداعم الاول لتقديمهم الى ساحات العدالة لينل جزاء ما سفكت ايديهما من دماء البريئين دون ذنب جنوه هنا او هناك .
استغلالا لهذا الوضع تصيد الظلاميون بكل يسر ( البرهان و حميدتي ) واوعزوا لهما بان لا مخرج لهم من هذا المازق الا الانقلاب على الديمقراطية باجراءات قام الظلاميون  بها تخطيطا وترتيبا وتحشيد ، ابتدروها بخنق البلد اقتصاديا عبر منفذ الشرق الذي اقاموا عليه عضو المؤتمر الوطني محمد الامين ترك مستنهضين في وسط قبيلة البجا المظالم التاريخية للشرق بالاضافة الى سبر اغوار مسار الشرق وشيطنته من باب الجهوية والقبلية التي دائما يبرعوا في استغلالها وتوجيهها لخدمة اغراضهم البغيضة .
وقد ضمنوا للرجل وقبيلته عدم التدخل العسكري والامني من قبل القيادتين العسكريتين الذين جعلاهما طيورا كسيرة الجناح داخل اقفاص مخاوفهم التي صنعوها لهما سابقا وذلك بتوريطهم في اراقة دماء اهل دارفور وارض الاعتصام .
ولاحكام الخنقة الاقتصادية اوعز الظلاميون للعسكر باحداث ربكة امنية داخل العاصمة المثلثة تمثلت في حالة السيولة الامنية والتقاعس عن فرض هيبة الدولة بان خلقوا ظاهرة ال(9) طويلة التي انتظمت الشوارع الحيوية وفي وضح النهار وداخل مثلث وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ومبنى الامن والمخابرات الوطني .
ثم ارتقوا  بحالة الرهبة إلى اعلى مستوياتها  وصلت الى درجة جلب و تسكين الارهابين داخل الاحياء السكنية بغية مهاجمتهم داخل الاحياء في اوقات الذروة وتكاثف حركة المواطنين وتحركهم داخل احيائهم  ، والسماح بدخول مجنزرات وقاذفات ومدرعات ومصفحات للاحياء السكنية في وضح النهار وتحت مراى ومسمع من اطفال الرياض وطلاب المدارس ، ودوى صوت الرصاص نهارا جهارا .
ثم انتقل الظلاميون الى مرحلة التحشيبد وخلق شارع مستجلب قوامه كل انصارهم من فلول وادارات اهلية وطرق صوفية ( اعتصام الموز)  .
والمتماهين معهم اشواقا وشراءً من الحركات المسلحة  ( مناوي – جبريل) .
والانتهازيين وصائدي المنافع ( التوم – جكومي – اردول ) .
والغاضبون الذين فشلت الحرية والتغيير المركزية في كيفية التعاطي معهم حتى يصطفون الى جانبها  .
جلبت طيور الظلام كل هؤلاء الى داخل القصر الجمهوري وشرعت في تسكينهم في خيام تم جلبها على نفقة الدولة وباموال الذهب التي كان مامولا فيها ان تكون الغذاء والكساء والدواء لاطفال السودان واغدقت عليهم النعم و مطايب الاكل مما تشتهيه الانفس المستجلبة والبطون خواء ، لاداء مهمه محددة تصب اخيرا في خانة هذا الانقلاب الذي كتب فيه الظلاميون شروطهم التي يشرعون عبرها لعودتهم الاكيدة عند حلول يوليو 2023م .
على حين غفلة ومحاصصة من المكون المدني نجحت طيور الظلام في استعادة الدفة بسوق العسكر من ضفة الشراكة واستمالتهم الى جانبهم والسيطرة على تيرموميتر حركة تفكيرهم تماما حتى وصلوا بهم الى الانقلاب على مشروع التحول الديمقراطي والانتقال السلمي وقد فرضوا عليهم اعلان حل الحكومة المدنية ، وتعطيل المواد المتعلقة بكل ما يشير الى مدنية الدولة بل اخذوا بهم الى تجميد لجنة ازالة تمكينهم واسترداد الاموال التي نهبوبها وبل ظفروا باستعجال قيام الانتخابات في 2023م في ظل تجميد لجنة فك تمكين نظامهم
كل هذه المؤشرات للاسف كانت معلومة وواضحة للكافة ، فكان الواجب على اخوتنا في الحاضنة ان ترتفع عندهم حاسة الاستشعار لتبلغ درجة قراءة ما يدور في اذهان من بيدهم صنع القرار داخل مطابخ طيور الظلام لا عسكر المكون العسكري الذين اصبحوا مطية لحمل الفلول والعودة بهم الى دائرة الاحداث والحكم .
الان اصبح البكاء على اللبن المسكوب ولطم الخدود وشق الجيوب  امرا غير زي جدوى ، وحيث ان الشوارع لا تخون وان الثورة المخضبة بدماء شبابنا الاشاوس ما زالت تعتمل في صدور الصادقين من ابناء الوطن دعونا نتوحد جميعا حول ان الردة مستحيلة !!
وان الثورة لابد لها من ان تبلغ مراميها تحقيقًا لشعارات
الحرية
والسلام
والعدالة !!
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..