مقالات وآراء سياسية

إسرائيل الدولة الدينية المدنية

شهاب طه

من المنظور السياسي: إسرائيل دولة دينية يهودية، بحسب دستورها، ولم يحدث أن تم فيها إنقلاب عسكري واحد، وتحت أي مبرر، منذ إعلان تأسيسها في سنة ١٩٤٨م وحزب شاس هو حزب الحاخامات اليهود المتطرفون، وملهم الصهيونية، وله دور إستراتيجي كبير في الساحة السياسية الإسرئيلية وقد لا يتم تشكيل أي حكومة إسرائيلية دون أن يكون هو الرقم الصعب والمعضلة في معادلاتها

وفي حارات الحاخامات اليهود المتطرفون ومجتمعاتهم تتجلى أبهى صور التطرف والتشدد والإلتزام في المظهر والباصات التي تخصص مقاعدها الخلفية للنساء، وتنعدم فيها كل ملاجيء المتعة والترفيه المحرم وووإلخ .. ولــــــــــكن، وبالرغم من كل ذلك، لا تجدهم يسعون لإسقاط فرائض شرعية الديانة اليهودية على الناس ولا على حياتهم اليومية ولا تشغلهم قضية نساء يلعبن الكرة بالشورتات ولا أُخريات يسبحن بالمايوهات في الأندية والشواطيء ولا شيب وشباب يرتادون الدسكوهات والحانات والكازينوهات

فإسرائيل دولة مدنية ديمقراطية مؤسسية ذات سيادة شعبية جمعية وقضاء مستقل وتزدهر فيها الحريات الكاملة للناس والزوار، مثلها مثل كل دول الغرب المسيحي، دون شيطنة أو تعدي أو حجر أو غلو، فحزب شاس لم يكفر أحد ولم يتهم يهودي ليبرالي بالإلحاد ولم يتم تكفير الحزب نفسه من قبل أحد، ولم ينقلب الحزب على السلطة بحجة حرصه على الهوية والدين اليهودي ويجب أن يحكم ليحارب أعداء اليهود واليهودية في المنطقة وهم شعوب يفوق تعدادهم سكان إسرائيل بنسبة مهولة، ٣٦٢ مليون عربي مقابل ٩ مليون يهودي

بل أنك تجد جماعة ناطوري كارتا، ‫وهي حركة يهودية أرثودكسية، ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل، يظهرون في التلفزيون الكندي والأمريكي ليفصحوا عن ذلك الرأي، ولكن لم يحدث أن تم تجريمهم أو إتهامهم بالخيانة العظمى والعمالة والإرتزاق، والإرتماء في أحضان  دول أو جهات بعينها، ولم تُفتح ضدهم بلاغات قضائية لا في كندا ولا امريكا ولم يطلب القبض عليهم بالإنتربول مصداقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}

 

شهاب طه

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..