ضغط عالي..!

نبيل أديب؛ رئيس لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام، شكا من ضغط عالٍ تتعرض له اللجنة بغية التوصل إلى نتائج محددة، ووفقاً لحواره أمس في “الانتباهة” أن الرغبة الشعبية في الوصول بهذه القضية إلى نهاياتها، وأن مجموعة ما؛ ليست لها صفة رسمية ذات صوت عالٍ وحجم محدود تريد أن تصل اللجنة إلى نتيجة محددة.

طبيعي جداً أن يكون هناك ضغط شعبي كي يصل التحقيق إلى نهايته والتي في أقل تقدير أن تشير إلى المتهم الرئيسي، أما المجموعة المحددة والتي لم يسمها أديب وليست لها صفة رسمية هي ليست بعيدة عن هذا الضغط الشعبي.

تصريحات أديب تعبر بالفعل عن ضغط تتعرض له اللجنة وأعتقد أنه أراد من خلال هذا الحوار أن يرسل رسائل لجهات ما، كي تستطيع اللجنة أن تعمل بعيداً عن الضغط.

غير أن مجزرة القيادة قضية شديدة الحساسية ومؤكد أن الأستاذ نبيل أديب حينما قبل بهذه المهمة كان على علم بهذا الضغط الذي لم يتوقف منذ فجر الثالث من يونيو، ولا أعتقد أنه سيتوقف ما لم تعلن اللجنة نتائجها.

صحيح أن الشارع الذي مكث في محيط القيادة نحو شهرين انتهت بتلك الفظاعة، يعلم قتلته والذين نجوا من تلك المجزرة شاهدوا عياناً القتلة وهم يفعلون الأفاعيل، وأن كمية المقاطع المصورة والشهادات الشفاهية الموثوقة روت ما حدث بالتفصيل.

رغم كل ذلك وكل ما قيل حول طبيعة القوات المشتركة التي نفذت المجرزة البشعة، تظل هناك حقيقة ثابتة والجميع يدركها وهي أن الذي أمر بفض الاعتصام واتخذ قراراً بذلك هو القاتل.

لكن من المهم أن تنخرط القوى السياسية والحكومة في وضع خارطة طريق واضحة لما بعد نتائج التحقيق.

اية نتيجة تخرج بها لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام، سوف تكلف ثمناً باهظاً، إذا وجهت اللجنة الإدانة إلى “الشريك العسكري” فإن المآلات غير معروفة، أما إذا لم توجه الإدانة أو تحمل أية إشارات لذلك فهي الكارثة.

هذا وضع معقد، يحتاج أن نخضعه للنقاش بشكل جريء وأن توضع تدابير لما بعد إعلان النتائج، لا أن ننتظرها حتى تُعلن. قانونياً، يبدو العمل واضحاً لدرجة كبيرة لكن سياسياً تبدو الحاجة إلى تدابير لحماية الوضع لما بعد إعلان النتائج.

شمائل النور

التيار