العقيدة العسكرية..

حسب فهمي المتواضع حببت ان ابسط موضوع العقيدة..

في الإطار العام عقيدة القوات المسلحة تُستمد من اهداف الدولة الإستراتيجية، ومحدداتها، وليس العكس..

مثلاً في عهد الإنقاذ إستمدت القوات المسلحة عقيدتها من اهداف الدولة المتمثلة في التأصيل، والجهاد، بمعنى اشمل “المشروع الحضاري” كما يسمونه ذو المرجعية الدينية، و إرتكزت علي التمكين الذي بدوره فتح المجال امام العناصر المؤدلجة، او الموالية للمشروع الجهنمي الذي بدوره تم إنزال هذه العقيدة علي ارض الواقع..

في الدول الديمقراطية المتقدمة تستمد الجيوش عقيدتها من مشروع الدولة الوطني في كل المجالات..

هناك جملة إفتتاحية في التعبئة تعمل عليها كل الجيوش بلا إستثناء..

“اهداف الدول الإستراتيجية العليا تُنفذ بوسائل عسكرية”

كما اسلفت الاهداف العليا تحددها الدولة، إن كانت شمولية، او ديكتاتورية، او ديمقراطية، يتم تفصيل العقيدة العسكرية حسب نهج، وفكر، وطموح، من هو علي سدة الحكم وتحالفاته..

إن كانت الدولة مدنية محترمة تسود فيها روح العدالة فتستمد الجيوش عقيدتها وفق الاهداف الوطنية الكلية للدولة، في الحرب، والسلم، في التحالفات، والنوايا، والطموحات..

اما فنون تطبيق اوجه الحرب هي عمل مهني فني يرتبط بطبيعة العملية، والجغرافيا، والتسليح، والعنصر البشري، ودرجت العادة ان نسميها بالعقيدة القتالية..

الآن تطورت الحروب واصبحت لا تقتصر علي البنادق والمدافع، لتشمل العلوم، والصناعة، والتجارة، والملاحظ في كل الدول الكبرى تتبع وكالات هذه الانشطة بشكل مباشر او غير مباشر بالجيوش..

خطأ شائع يُقال عقيدة شرقية او غربية، نعم ايام الحرب الباردة هذين المعسكرين يتصارعان وفق اجندة، وعقيدة تخص مشروعهما السياسي، او الأيديولوجي و إنقسم العالم بين هذين المعسكرين، الشرقي الشيوعي الإشتراكي، والغربي اللبرالي..

فبعد الحرب الباردة اصبح الامر مجرد تسليح ليس إلا فتطورت المنظومة السياسية في العالم، وبرزت مناهج فكرية، و ايديولوجية قطرية، او إقليمية..

وظلت قواتنا المسلحة بلا عقيدة وطنية حتي الآن، ما لم تطالها يد التغيير، وتقتلعها من براثن جهل وتخلف المشروع الجهنمي، المسمى زوراٌ بالحضاري، وتجييرها لصالح الوطن، وشعبه، لخدمة وتنفيذ اهدافه الإستراتيجية العليا، في السلام، والبناء، والديمقراطية..

خليل محمد سليمان
[email protected]