علي شرف الغد ٢

(القضيه المحورية للجنس البشري بعد الثورة الزراعية (التحول من الصيد للزراعة) هي الإجابة علي سؤال واحد فقط وهو كيفية تنظيم الحياة المشتركة لمجموعات كبيرة من البشر ) بروفسور هراري
تأصِيلاً لِما سبقّ ، مستقبل الشعوب مرتبط ارتباطًا كليًا وجزريا بتاريخها ، فالناظر الي الخارطة الجوسياسيه في سودان اليوم ما ينفك يجده نفسه مربوطًا بخيوط الماضي ،، لذلك للانطلاق للغد المرجو لابد من فهم واستيعاب الامس ،فالإنسان الأول لم يكن يدري كنه السلطة ولا قواعد التداول السلمي لها ، ولم يكن يشغل باله حقوق إنسان ولا حريات ، لانه ببساطه كان يعيش في مجتمعات صغيره جدا لا يتعدي أكبرها المآئه وخمسون شخصًا ، ثم تحول الأمر علي مر آلاف السنين مع التحول لنمط الإنتاج الزراعي فأخترع السلطه الهرمية للإجابة علي سؤال تنظيم الحياه المشتركة من ضمن اختراعات اخري لا محل لها في هذا المقال ،، وما علاقه كل ذلك بالسودان ؟؟
للإجابة علي سؤال الغد (القواعد الأساسية للعيش المشترك في جغرافيا السودان ) علينا استيعاب بدايه تشكل هذه الجغرافيا والأسباب التي جعلت هذه الشعوب المختلفة ترتبط بمصير مشترك واحد !! فكما تعلمون سيداتي سادتي ، نحن (دولة) حديثه التكوين بالشكل الحالي ، مازالت الغالبية العظمي تعيش في مجتمع زراعي تقليدي جدا ، يؤثر علي طبيعه التفكير ونوعيه السلوك الاجتماعي الممارس ،، (الدوله ) الحالية تشكلت بعد انهيار ممالك وسلطنات متفرقه كانت التراتبية الاجتماعية والسياسية فيها تبني علي الوراثة ، ومجتمعاتها كانت مقسمه لطبقات مختلفه ( ملوك وحاشية ، أصحابوملاك إقطاعيات زراعية ومزارعين ،، احرار وعبيد ،، وهكذا) ، وورثت (الدوله ) الوليدة معظم هذه التعقيدات خلال انتقالها من مرحله الي مرحله الي يومنا هذا ،،وأصعب ما تواجهه الان من تعقيدات و مصاعب وتحديات هو مسؤليهالانتقالبالعقلالجمعيالسودانيلمرحلهاعليمنالاقتناعبالانتماءللوطنبدلًامن،العشيرة،القبيله،الطائفة،المجتمعاتبُنيتعبرالتاريخمنخلالالتفاعلالإيجابيوتكونتمنمجموعاتتجمعبينهادائماهدفمشترك (البحثعنالرفاهوالأمن ) اختراعالسُلطهومنثماخيرااختراعالتداولالسلميلها (الثورةالفرنسية ) الهدفمنهفيالأساستحقيقهذهالشروط،لحداثهعمرالدولهالسودانيهبشكلهاالحاليومنثماستمرارأنماطانتاجمعينهتفرضسلوكاجتماعيمعينيجعلمسؤليه هذا الجيل في خلق الطّفرة المطلوبة للانتقال للجمهورية الرابعة مسألة في غاية الصعوبة فالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بتكوينها الحالي تجعل المهمة معقدة اكثر ،، فالمطلوب في هذه المرحلة هو استغلال مساحة الحرية الموجودة والعمل علي خلق مصير مشترك يجعل الهدف من العيش المشترك لكل مكونات (الدولة) ممكنا وهذا لن يتأتى من غير الإيمان المطلق بالديمقراطية العلمانية ( ديمقراطية تعني بالضرورة علمانية . مناقشة نظم الحكم في مقال قادم)
.فما يجري الان في الساحة السياسية والاجتماعية مرتبط ارتباط وثيق بما أورثته الأجيال السابقة من أنماط وسلوك وقيم ، العمل علي اعلا ماهو مشترك منها بين مكونات (الدولة) المختلفة يحتاج شجاعة ووعي ومن قبل يحتاج الي عمل دؤوب . نواصل الأسبوع القادم
وُضعت (الدولة )بين قوسين لعدم انطباق المصطلح( تعريف الدولة) (أو معني المصطلح) علي السودان في كثير من الجوانب ،، للمزيد أرجو مراجعة تعريف المفكر ألماني ماكس فيبرللدولة وموسوعة لاروس الفرنسية واتفاقية مونتيفيديو.
محمد صالح