مقالات وآراء سياسية

مع والي الخرطوم !

زهير السراج

* تشهد ولاية الخرطوم في الايام القادمة حملة نظافة شاملة تنظمها سلطات الولاية بالاشتراك مع التنظيمات الشعبية وعلى رأسها لجان المقاومة في الأحياء، ولقد هاتفتُ قبل بضعة أيام والي الخرطوم الفريق (أحمد عبدون) مقترحاً عليه إجراء حوار معه حول الموضوع بالإضافة الى المواضيع الأخرى التي تهم المواطنين ومنها على سبيل المثال مشكلة مواطني منطقة (ود رملي) التي غمرتها السيول والأمطار في الخريف الماضي وتسببت في انهيار المنازل وتشريد السكان الذين استضافتهم السلطات في مخيم مؤقت شرق منطقتهم لا تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة، وزارهم فيه رئيس الوزراء مطمئناً عليهم ووعدهم بتنفيذ الخطة الإسكانية التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات بدون أن تُنفذ بسبب نزاع مع أهالي بعض القرى المجاورة عجز النظام البائد عن التعامل معهم، فترك الامور معلقة كما هي، الى ان وقعت الكارثة وغرقت (ود رملي) مما تسبب للأهالي في معاناة قاسية جداً لا يطيقها إنسان، وهم الآن في انتظار رئيس الوزراء لتنفيذ وعده الذي غمره النسيان، وفي انتظار واليهم ليبشرهم بانتهاء المعاناة !!

* وصلتني على صفحتي في الفيس بوك مئات الاسئلة تتناول قضايا مختلفة وعلى رأسها اتساخ الولاية التي تحولت الى (كوشة) كبيرة وبيئة قذرة لتوالد الحشرات بأنواعها المختلفة وتناوبها في ورديات نهارية وليلية على المواطنين يذيقونهم سوء العذاب وينشرون الأمراض بينما سلطات الولاية تتفرج، الى ان هداها الله أخيراً لتنظيم حملة النظافة المرتقبة التي نأمل أن تؤتي أكلها وتستعيد الخرطوم بعض عافيتها وتتخلص من القاذورات التي دفنتها ومنحتها لقب أقذر العواصم في العالم بالإضافة الى ما تحمله من ألقاب أخرى مثل عاصمة الحرامية واللصوص وعصابات النيقرز التي أقضت مضاجع المواطنين وأفقدتهم الإحساس بالأمن والأمان حتى وهم في منازلهم أو اثناء تجوالهم في شوارع الولاية، وهي قضية سأتناولها مع الأخ الوالي، بالإضافة الى القضايا الأخرى!

* وعلى ذكر حملة النظافة، فلا بد من القول بأن الحملات وحدها لا تكفي في المحافظة على نظافة الولاية ومكافحة الحشرات والهوام والأمراض التي تنقلها، وإنما يجب على حكومة الولاية أن تفكر بشكل جاد في إعادة تنظيم العاصمة وإقامة جهاز فعال يتولى النظافة بشكل منتظم، بالإضافة الى تحمُل كل مواطن لمسؤوليته في النظافة، والقيام بالدور المطلوب منه في تنظيف نفسه ومنزله والحي الذي يقيم به ومكان عمله والمناطق المحيطة، والتعامل بشكل حضاري في التخلص من الأوساخ والنفايات وعدم إلقائها على الشوارع والطرقات والميادين للمحافظة على نظافة العاصمة والتعامل مع كل مكان فيها وكأنها منزله الخاص، ومما يلفت النظر أن الكثير من المواطنين وسائقي العربات حتى الفارهة منها يلقون بمناديل الورق والعلب والقوارير الفارغة وقشر الموز على شوارع الاسفلت حتى صارت ظاهرة لا تثير اشمئزاز أو قلق أحد الأمر الذي يتطلب سن قوانين وتشريعات تعاقب من يفعل ذلك، وإرغامه على رفع ما يرميه من أوساخ وترك هذه العادة السيئة!

* ولا بد من نظرة خاصة على أسواق العاصمة التي تعاني من فوضى فظيعة واتساخ لا مثيل له، حتى صارت مثل (إسطبلات أوجياس) التي تقول الأسطورة الإغريقية القديمة أنها ظلت قروناً طويلة بلا نظافة وتراكمت فيها الأوساخ التي يراها الناظر وكأنها تلال، حتى أنعم الله عليها بالإمبراطور (هرقل) الذي نظفها في يوم واحد بقدرته الخارقة وصارت مضرب المثل في النظافة والجمال، فهل ينعم الله على ولاية الخرطوم بهرقل جديد ينظمها ويعيد إليها نظافتها وجمالها، أم تظل أوسخ العواصم في العالم، تنفر المواطنين قبل الزائرين؟!

* الفرصة مفتوحة لكل من لديه سؤال عبر موقع الجريدة أو موقعي على الفيس بوك، أو عنوان البريد الإلكتروني للمناظير ( [email protected] )، وأعدكم بطرح كل ما يصلني من أسئلة على الوالي في اللقاء المرتقب الذي وعد به خلال الأيام القليلة القدمة !

زهير السراج

الجريدة

‫5 تعليقات

  1. ارجو ان تسأل الوالي رئيس أمن الولاية عن سر اختفائه من المشهد يوم تمرد أفراد من جهاز الأمن لماذا لم ترصد أجهزته تحركهم حتى استشرى واطلقوا النار في الشوارع الرئيسة في عاصمة البلاد؟ واضذرت الدولة لإغلاق المطار الرئيس فيها وبعد أن تدخلت القوات المسلحة وانهت التمرد بثمن باهظ إذ استشهد عدد من الضباط والجنود والمواطنين وتم تدمير ممتلكات لماذا لم يستقل هو من وظيفته بعد كل ذلك الفشل ولماذا لم يتحدث لمواطني ولايته مثل ما فعل البرهان وحمدوك. إن غياب الولاية من تلك الاحداث وغيرها يثير الشكوك في جدوى الحكم الاتحادي. فهو صرف مالي وترهل بغير عائد أو جدوى.

  2. الدكتور / زهير السراج– لكم التحية — امل توسيع دعوتكم لولاية الخرطوم لتشمل تجمعات احزابنا برص صفوفها في مصفوفة جديدة وتكوين حكومة اسناد تهتم من خلالها المعارضة بمعاش الناس وتقيم الاحزاب مزارع حول الخرطوم وعواصم الولايات في شكل تعاونيات لتربية الانعام لامداد المدن بالالبان واللحوم وزراعة الخضروات بديلا عن ممارسة السياسة بالخطب والندوات فلتكن عبر مشروعات تنمية ولتتنافس الاحزاب في ذلك– لكم الشكر

  3. بالله ريحونا شوية من حكاية المصفوفة دي والمصفوفات التي لاكتها الانقاذ المدحورة طويلا، ويا استاذ زهير هل اوفوا ناس الشرطة بالكلام الذي قيل لك من انهم سوف يقومون بحملات كبيرة من اكبر رأس فيهم حتي اصغر واحد ولا كلام الليل يمحاه النهار! ويا اسامة هل من مهام الاحزاب اقامة المزارع فخطب الاحزاب اما ان تكون للتوعية بقضية ما أو تكون لحشد ما يبدو انك لا تفهم دور الاحزاب السياسية!

  4. الانارة في الطرق – إزالة الملصقات القديمة عند الانفاق والجسور – تحديد المسارات تجنبا للحوادث- هناك فكرة من لجان المقاومة في حملة نبنيهو رصف الطرق بالانترلوك بجهد شعبي خاصه في وسط المدينة – إزالة الاتربة من الطرق – مداخل المطاعم ونظافتها – محلات الشاي والكافتريات كلها غير ملتزمه باي ضوابط

  5. مفروض الدولة تعمل تشريع لكل مخالف كالاتي :
    1- كل صاحب بقالة او محل تجاري يرمي بأي زبالة ( كيس – علبة فارغة – شوال…الخ) امام متجره يغرم على طول مبلغ معين بواسطة مراقبي السوق فوراً..
    2- كل صاحب منزل توجد زبالة امام منزله يبلغ ويدفع غرامة فورية حتى وان تدفع مع فاتورة الكهرباء ..
    3- كل عابر طريق يرمي من سيارته في الطريق اي نوع من الاوساخ( علبة سجاير .. سفة.. مناديل .. علبة بارد … الخ ) يوقف بواسطة رجل المرور او عامل البلدية ويغرم فوراً ..
    4- الزام كل صاحب محل سفلتة او رصف امام محله ولا يعطى رخصة عمل حتى يتم ذلك حتى لا تكون هناك اتربة امام المحل ويؤدي ذلك الى غبار يصل الى الاطعمة والمبيعات ويتسبب في كثير من الامراض.. وان لا يكون هناك تحجج بعدم الامكانيات فاصحاب المحلات لهم المقدرة ومن ليس له القدرة تقوم به المحلية ويخصم من اصحاب المحلات شهرياً..او عند التجديد لرخصة المحل.
    وهذا معمول به في كثير من البلدان المتحضرة والقريبة منا كالسعودية مثلاً..والا خلاف ذلك فإننا نحرث في البحر.. والله الموفق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..