مقالات وآراء

من يمثل دارفور؟

أمس في جلسة حوار لأكثر من ساعة مع سفير دولة أوروبية مرموقة، سألني من يمثل دارفور الآن؟ قلت له الإجابة يجدر أن تكون محور إستراتيجية كاملة للتعامل مع ملف الحرب والسلام، بل ومع جدلية “الهامش والمركز”..
في تقديري؛ دارفور لا تمثلها الحركات المسلحة بمختلف لافتاتها وشعاراتها وقياداتها، ولا تمثلها قيادة سياسية تحت أية لافتة حزبية أو جهوية.. ولا تمثلها أية شخصية كارزمية أو تاريخية أو روحية..
بل – وهو بيت القصيد- لا تمثلها حتى الحكومة الانتقالية بمنصتها السياسية “قوى الحرية والتغيير”..
فمن يمثل دارفور؟ من هو الناطق الرسمي باسم دارفور؟
الإجابة تقتضي تحديد ما هو المعنى الحقيقي لكلمة “دارفور”، هل هي المنطقة الجغرافية الموسومة بهذا الاسم منذ قرون، أم هي الظلامات التاريخية التي عبرت عنها حركات الاحتجاج في مختلف العهود السياسية بعد الاستقلال؟ أم هي مسلسل التصعيد السياسي والعسكري في الألفية الثالثة الذي أنجب عشرات القرارات الأممية ضد السودان وحمل عريضة الدعوى الجنائية للمحكمة الدولية؟
الذي ينظر بحصافة وذكاء يستطيع أن يدرك معنى “دارفور” في الأفق السياسي الراهن من وحي الهتاف الشهير خلال مظاهرات ثورة ديسمبر المجيدة، (كل البلد دارفور).. فأية محاولة لحصر معنى “دارفور” في السؤال الذي يبحث عن “من يمثل دارفور؟” سيمنح الإجابة والبوصلة الخطأ.. الأجدر أن نضع “دارفور” أنموذجاً لما يجب أن يكون عليه الحال في كل السودان وليس إقليمه الغربي وحده.
فيتحور السؤال “من يمثل دارفور” جينياً Genetically إلى “من يمثل السودان”.. طالما “كل البلد دارفور” بالمعنى الذي يوحي بشمول الحال والمآل.
من يمثل دارفور تعني عملياً “من يمثل الخرطوم”؟ ومن يمثل البحر الأحمر؟ ومن يمثل الشمالية؟ ومن يمثل من؟ في كل أقاليم السودان الظالمة والمظلومة على حد سواء، المزدهرة والمدمرة..
ولتقريب الفكرة أكثر، أليس من حق كل مواطن في السودان أن يسأل “من يمثلني”؟ وكيف؟
التمثيل الحقيقي لأي إقليم أو فرد سوداني لم يعدْ بالوكالة سياسية كانت أو روحية أو غيرهما.. بل بالمصالح.. على فرضية السؤال المحوري؛ قل لي ما هي مصالحي التي تمثلها؟ على قدر المصالح تنعقد وكالة التمثيل.. فتكون الإجابة السافرة، مصالحي هي التي تمثلني!
دارفور تمثلها مصالح أهل دارفور، ويرتفع مقياس التمثيل بقدر المصالح.. لو جاء أمريكي أبيض البشرة أشقر الشعر من مواليد كلفورنيا عاش فيها كل عمره، إلى دارفور يحمل في يده مصالح أهل دارفور فهو يمثلها حتى آخر قطرة – لم أقل دولار- في يده من المصالح المرتبطة بالمواطن.. وهكذا يجب أن تكون بقية مناطق السودان بل ومركزه الخرطوم.
تمثلنا مصالحنا لا مصالح من يحكمنا!.

‫4 تعليقات

  1. دار فور يجب ان يكون الحاكم فيه امراءة حديدية وقوية الشخصية ومؤهلة ذات كفاءة ، ببساطة لان المراءة لم تكن طرف و سبب في احداث العنف وبذلك فهي طرف محايد وعلى مسافة واحدة من الكل .

  2. باي تحق تقابل سفير وتجلس معاو بالساعات لو ما البلد قاعدة امفكو؟ وفق الاعراف الدبلوماسية لا يحق لأي سفير مقابلة اي مواطن او مجموعة او حتى حزب الا عن طريق طلب مكتوب لوزارة الخارجية يحدد فيه الغرض من المقابلة ودوافعها واهدافها .. والخ وعلى الخارجية دراسة الطلب وفي الغالب بترفض..
    وعلى السفير طلب اي معلومات عبر اجهزة الدولة الرسمية وفقط من وزارة الخارجية، ناهيك عن الاجهزة والوزارات الاخرى.
    كلامك ده لو نشرتو في دولة محترمة اولا بتم اعتقالك بالقانون، لاستجوابك والتحقيق معاك حول لقاءك بسفير دولة اجنبية ..وممكن ادانتك بتقديم معلومات لجهة اجنبية، وانت غير مخول بذلك..
    وبتم استدعاء هذا السفير وتوجيه تحذي و انذار رسمي ليو، ده لو ما تم طردوا من الدولة..
    لكن البلد سايبة والفوضى تضرب كل شى.. عايرة وادوها سوط.

  3. اجي يخواني..عثمان ميرغني بقى فيلسوف…كلام عجيب أظن عثمان ذاتوا ما فاهموا…
    كدي واحد يشرح لينا قال شنو فوق؟

  4. هيييي يا عسمان… ليس مهما من يمثل دارفور ولكن دعونا نتساءل نحدد ماذا تمثل دارفور للسودان هل قطعة أرض منسية لا تستحق الاهتمام ام الخرطوم التي ترسم لها ماذا يجب أن تكون.وجراء ذلك كانت توجه حملات لقيط القطن أولا بأول إلى دارفور في حملة تضليل كبرى استخدم فيها فرق الدلالات والمعاني في اللغة أن تمت دعوة ناس دارفور إلى (سل) القطن في الجزيرة القفة بجنيه والقفة في دارفور ليست كمثيلتها في الجزيرة وكما قال المرحوم عمر الدائم أن موسم جنى القطن قد بار لأن (فصل الخريف كان جيدا في دارفور)بتحليل الجملة نرى أن وزير الزراعة في الخرطوم أنداك يتمنى الجفاف في دارفور ليرحل سكانها إلى الجزيرة مرغمين لجنى القطن يا لبؤس ما تمنى.. دارفور في نظر الخرطوم هي الغرباوية إذا ركبها( الجعلى )تكون فخورة بذلك كما قال البشير وأعتذر لأصدقائي الجعليين فمن قال ذلك لم يكن يتكلم نيابة عنهم إنما من فرط سوء طويته وخطل تنظيمه الذى أتى به في ليل بهيم ليتسنم السلطة في السودان . إن ما يدهش في هذه الافادات الثلاث وغيرهما هو ورودها على ألسنة وأزمنة مختلفة تجاه المواطن في دارفور. إذن ليكن السؤال كيف ينظر الحاكم في الخرطوم إلى دارفور أرضا وسكانا، أما من يمثل دارفور فمجرد سؤال كهذا يوحى بأنك تملك الحق في اختيار من يمثل دارفور وطبيعي يكون الجواب ان من يمثلها هو من يحمل همومها ومصالحها فلا عدد الأحزاب والبوابات في دارفور أكثر من مثيلاتها في الخرطوم و لا الانشطارات انفردت بها دارفور دون غيرها. والجواب على تساؤلك يقول إن التساؤل في غير محله إذا أردنا وطنا نبنيه على التسامح وسيادة القانون فليس مهما من يمثل إنما الأهم هو ألا يظنن أحد أنه أولى من غيره ولا يزايد على مواطنة ووطنية غيره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..