مقالات وآراء

البرهان في أمريكا.. ما وراء السطور

ضجت الأسافير كالعادة بردود فعل متباينة على خبر طفر فجأة في الأثير السوداني، إن وزير الخارجية الأمريكية وجه دعوة رسمية للفريق أول عبد الفتاح البرهان لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية.. البعض إعتبرها مقدمة لها ما وراءها..
وجه التباين في رد الفعل، هو المقارنة مع زيارات سابقة للدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي إلى أمريكا لم تنل صفة الدعوة الرسمية، الأولى كانت لإلقاء خطاب السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والثانية يبدو أنها بترتيبات مع جهات غير رسمية.. وفي كلتا الزيارتين لم يلتقِ الدكتور حمدوك بوزير الخارجية الأمريكي..
هل دعوة البرهان تعني أن أمريكا باتت تنظر تلقاء الوجه العسكري في شراكة الحكومة الانتقالية؟ وإنها تحاول أن تضع البيض في سلة “اليونفورم” السيادي عوضاً عن الحكومة المدنية؟ الإجابة دون أدنى شك، لا، بل و لا كبيرة..
في تقديري الأمر له وجهان، الأول مرتبط فعلاً بالوجه السيادي الرسمي للدولة السودانية، بافتراض أن وثيقة التراضي بين المدنيين والعسكريين الموقعة في أغسطس 2019 تحت عنوان (الوثيقة الدستورية) أزالت رسمياً حالة التفاصل بين المكونين وجعلت الدولة السودانية ممثلة رسمياً وشرعياً في شراكة يجب أن تحظى باعتراف واحترام دولي.. وفي هذا تصبح الدعوة مقبولة ومفسرة بكونها قصدت برأس الدولة أن تكون هناك فرصة للقاء قمة البرهان – ترمب وهي خطوة هائلة تعني عملياً أن السودان يتخطى الحاجز الأخير قبل الصعود لمنصة التتويج، برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. وهو – إن تحقق فعلاً- يعني فوز للدولة السودانية كلها وليس الشق العسكري منها.. ولكن!!
في تقديري هذه ال(لكن) هي الأهم، فلا أتوقع أن تتحقق خطوة مثل هذه دون شروط والتزامات واضحة، في الغالب سيكون معظمها بين قوسي (القوات النظامية).. بعبارة أخرى ستطلب الولايات المتحدة تفسيراً واضحاً لهياكل هذه القوات، والدور الذي تلعبه في مستقبل الدولة السودانية، وإعادة الهيكلة، بل وربما تعهدات صريحة بالخروج من المشهد السياسي بانتهاء فترة رئاسة العسكريين للمجلس السيادي، في منتصف الفترة الانتقالية، وإكمال باقي المدة بوجود رسمي إسمي بعيداً عن العمل المباشر بأية درجة..
ومع ذلك في تقديري أيضاً إن ثمة وجهة نظر أمريكية تتصل بالحكومة التنفيذية، مجلس الوزراء، لا بد أن تنتبه لها الحكومة بمنتهى الجدية.. فالرسالة واضحة للغاية..

عثمان ميرغني
التيار

‫3 تعليقات

  1. أنظر لصفقة القرن تعرف ما وراء الدعوة
    أنظر للسفرية المفاجئة غير المعلنة ليوغندا اليوم و ليوم واحد و تزامنها مع زيارة نتنياهو ليوغندا و ليوم واحد أيضا تعرف الغرض من الدعوة

  2. إن تحقق فعلاً- يعني فوز للدولة السودانية كلها وليس الشق العسكري منها..

    هذا ما يهمنا ، الدولة السودانية مواطن عسكري/ مدني – نريد سودان فوق بالعقل وليس بالهوس او الصبيانية حباب النافع.

  3. الزياره في تقديري مرتبطه بصفقة القرن بصوره أساسيه، وبالطبع موضوعات تتعلق بالداخل السوداني، وهي على مكمله في تقديري للقاء الذي تم مع نتنياهو في أوغنده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..