مقالات، وأعمدة، وآراء

العودة الي الجاهلية .. آباء يقتلون الأبناء

صلاح التوم كسلا

كنا نتخيل أننا في عصر الرقي والتقدم ولكن اذا تمعنا النظر جيدا نعلم أن أصحاب العصر الحجري. والعصر الجاهلي كانوا أكثر رقيا  وما نحن الا بكائنات تعود الي عصور سحيقة لا يحكمها وازع ديني أو أخلاقي .

لو كنا نتوقع اننا من الامم المدنية الحديثة الراقية  التي تطورت من حياة البداوة الي حياة المدن وناطحات السحاب فنعلم اننا في الوقت نفسه فقدنا قيمنا البشرية ونزعاتنا الانسانية الموروثة  وعدنا سنين ضوئية عددا  الي الوراء من حيث ندري ولا ندري ! !

فى أسابيع قلائل
طالعتنا صحف الاخبار والحوادث بموجات متدافعة عن أخبار جرائم القتل لأتفه الأسباب ودون أسباب .

فقد شهدت محلية جبل اولياء منطقة دار السلام ابشع جريمة قتل حينما اقدم اب على قتل ابنه طالب الاساس الذي يدرس بالصف الرابع بصورة وحشية حيث سدد له خمس طعنات  اثناء نومه.
وكان الاب القاتل – حسب صحيفة الدار السودانية – قد تحرك صوب منزل زوجته التي طالبته بالطلاق ولم يجدها وعندها تحرك صوب ابنه النائم ونفذ جريمته ولم يستجب لصرخات ابنه الذي استيقظ وظل يتوسل اليه “أنا محمد يا أبوي أنا محمد “.

يا لها من جرائم ‘ أب يتجرد من كل مشاعر الانسانية والقيم الدينية والأبوة ليقتل طفله الصغير  بهذه الوحشية المؤلمة !!

لا يمكن لذي عقل  أن ينفذ مثل هذه الجريمة البشعة … هل ياتري سمع تلك الصرخات والأنات? هل ياتري  أدار وجهه بعيدا وهو يقتله حتى لا يلمح تلك النظرات البريئة  التى يختلط فيها الخوف بالدهشة؟!

لا يمكن لإنسان سوي  يحمل مشاعر انسانية وقيما دينية  أن يلتفت لتبريرات الأب القاتل ، ما دخل الخلافات الزوجية بالأطفال الأبرياء؟! ما دخل الغضب من الزوجة وكراهيتها  بدم ابن لم يتجاوز العاشرة من عمره ؟!

فى العصر الجاهلي كان الأعراب  يقتلون أبناءهم خشية الفقر والفاقة والعوز ويئدون البنات خوفا من العار ،  بفعل الجهل وسيادة  المعتقدات الجاهلية   إلي أن جاء الاسلام وشذب تلك المعتقدات فأبقي ما هو طيب وحرم ما دون ذلك ‘ إلا أننا مع ذلك لم نرعوي فقد  مسخت وفسدت طبيعتنا الآدمية، وتحولنا إلى وحوش ضارية كاسرة تقتل أقرب الناس إليها ، ابتلينا بالقسوة والجشع والشقاء، فقست قلوبنا حتى باتت لا ترحم صغيرا أو كبيرا، لا امرأة ولا شيخا ولا طفلا، وتسلط الجشع على نفوسنا، فأصبحت نهمة إلى كل عرض زائل أيا كان مصدره.

ولا حول ولا قوة الا بالله

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..