
(من غيرنا يعطي لهذا الشعب
معنى أن يعيش و ينتصر !؟.)
(أكتوبريات ود المكي)
يبدو أن سجون العالم كلها
سجون بمعنى الكلمة
تعج بكل ماهو
ضد كرامة الإنسان
مهما كان السجان
من بلد متحضر !!؟؟؟….
أنظر الى سجن جوانتمالا
ثمة جرثومة شريرة تكمن في
ثنايا بعض البشر تحرضهم
على التنكيل بالآخر
حتى تعلو
الأنا كأنها تقول أنا ربكم الأعلى !!؟…
الى أن يسود الآدب و الفن و المسرح
و الوسيقى و التشكيل
و يتخلص البشر من تلك الجرثومة
ساعتها ستغلق كل سجون العالم
أبوابها !!؟…
* * *
و ها هم الجنجويد
غرائب البشر
ينكلون بالثوار الشباب
الذين بنوا
من أحلامهم
وطناً فريداً
ليس مسبوقاً
بين رحاب
موقع إعتصامهم
في ساحة
القيادة العامة
وسط عاصمة وطنهم التليد
خرطومهم الذي ظل
منارة يستهدي بها
الآيبوب من رحيلهم
فى بلاد
تموت حيتانها
من قساوة الصقيع
فتواصلوا مع هؤلاء الثوار الشباب
ليستدفأوا بغضبهم
و رفضهم لنظام الكيزان
و خلال مكوث هؤلاء الشباب
في بقعتهم الرحيبة
تفجرت أحلامهم
و ثمة همزة وصل
تربطهم بهم
عبر الميديا
التي تنقل الى أسماعهم
ثورة الشباب
الذين نشأوا
في وسط
نفق الكيزان
المعتم و ليس
في اخره
بصيص ضوء
كيف للمقهور
أن ينفض عن أدرانه
أكوام الرماد
و يفرد ذراعيه
هكذا بغتة
و بدون مقدمات
نهض المارد
و أعلن بالصوت الصارخ
و الصراخ لا يصدر
إلا من فاض به العنت
* * *
دوماً العسكر
لا يُؤْمِن جانبهم
حينما إستمر
إعتصام
الشباب
الواعي
الثائر
و طاب لهم المقام
في فردوسهم المرام
المنسوج من خيوط
أحلامهم في وطن
مأمول عبر غد مشرق
تكالب عليهم الكيزان
و كتائبهم و أذيالهم
و زاد عليهم
حميدتي و جنجويده
بجهله و عنجيته
و تضخم أناه الخاوية
من أي أثر
يمت للإنسانية بصلة
ثمة مؤامرة
نسجت حبائلها
بليل دامس الظلمة
بين المجلس العسكري
و حميدتي بجنجويده
مدعوماً دعماً مفتوحاً
من محور الشر
ليكونا بديلاً
لنظام المخلوع
* * *
ثمة من إستشعر
بجدية هؤلاء الشباب
و وعيهم و رؤيتهم الثاقبة
لشأنهم العام
على الرغم من أنهم
نشأوا في غيابة الجب
الذي أعاد صياغة شخوصهم
بعيداً عن قوالب الكيزان
لم يمض طويل وقت
حتى كون المهنيون تجمعهم
و سرعان ما إنضم إليهم
كل حركات المعارضة
في كتلة واحدة موحدة
أطلق عليها
إعلان قوى الحرية و التغيير
ليتسنم قيادة الثوار
و يسعى حثيثاً
للوصول بالثورة
الى بر الأمان
عبر التفاوض
مع المجلس العسكري
للإتفاق حول مطالب الثوار
على الرغم من أن العسكر
بحكم إنتمائهم للكيزان
ظلوا يناورون و يماطلون
لإثناء الحرية و التغيير
لتقليل مطالبهم
حتى يحصلوا على
المناصب الفاعلة
في مجلس السيادة
ليكون لهم
القدح المعلى
في السلطة
* * *
عقب فض الإعتصام
بصورة وحشية
غير مسبوقة
من حيث بشاعتها
و إنحطاطها المزري
خرجت الجماهير الشبابية
متدفقة صوب الشوارع
بأعداد مهولة
صاخبة و غاضبة
تطالب بالقصاص
لكن العسكر و حميدتي
امعنا قي القتل و الترهيب
لبث الرعب في نفوس المتظاهرين
لكن عبثاً
لم يكف الثوار
عن تكثيف إحتجاجاتهم
بل ملأت الملايين الشوارع
و الطرقات في كل المدن
لا سيما حينما
إرتكبت المليشيات و كتائب الظل
مجزرة الأبيض
و لم يمض طويل الوقت
حتى إستجاب العسكر
مزعنين لضغوط وسطاء
الإتحاد الأفريقي
و الأثيوبيون
فضلاً عن كفاح
قوى الحرية و التغيير
الذي لم يتوانى لحظة
عن مواصلة مقاومتهم
مسنوداً بملايين الشارع
حتى أصاب العسكر الوهن
و تراخت بنودهم
بتوقيعهم على الوثيقة الدستورية
لكن يظل المدعو حميدتي
و أذيال الكيزان
البقعة السوداء
في الثوب الأبيض !!؟…
فيصل مصطفى