مقالات سياسية

هذه عينُ الغتتة و الدِسّيْس اللذين نرفضهما يا البرهان!

عثمان محمد حسن

* يا البرهان، هل تريد حقيقةً التطبيع مع اإسرائيل لإيمانك بوجوبه أم أنك كنت مدفوعاً دفعاً للقاء، فقد قال نتنياهو أنك من دعوت للقائه تمهيداً للتطبيع؟!

* لو جاء التطبيع من تلقائنا لاختلف عن أن يأتي تحت ضغوط اقتصادية أمريكية حادة.. و إغواء محور الشر العربي لنا بالتلويح بمليارات الدولارات السيادية ثم حجبها.. ثم التلويح بها ثم حجبها.. و مسرح العبث الإماراتي السعودي يلهو بمصيرنا بلا توقف..

* أواه! أواه! “لو كان الفقر رجلاً لقتلته!”، قال سيدنا علي،رضي الله عنه، و مع أن الفقر ليس رجلاً  إلا أنه عملاق مرعب يمسك بتلابيبنا.. يذلنا و يشتت أفكارنا بين أمريكا و الخليج و بنك النقد الدولي.. و الدول تتكالب علينا تكالب الذباب على قصعة عسل..

* (تتكالب علينا) هي الكلمة المفتاح لما يجري في السودان ذيِ نظامِ حكم خلاسيٍٍّ (بزراميطي)، لا هو مدني يطمئن و لا هو عسكري نعد له العدة لإسقاطه..

* سافر حميدتي إلى أبوظبي قبل أيام و أجرى محادثات لم يعلن المجلس السيادي عن أهدافها و لا عن ما تمخض عنها..

* و زار قرقاش  -وزير  الدولة الإماراتي- الخرطوم و عقد اجتماعات مع البرهان و حميدتي (رأسي) دولتنا المنكوبة بالعسكر.. و لم يُعلن عن أهداف الزيارة و لا عن ما تمخض عن الاجتماع..

* ثم سافر البرهان إلى يوغندا للقاء الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني، كما أُعلن، و صدَّق الجميع أن السفر كان ذا علاقة بالمصالح المشتركة بين البلدين.. و لم يدر بخلد أحد أن ثمة لقاء يجمع بين البرهان و نتنياهو تم رسمه في تل أبيب و واشنطن و أبو ظبي و عنتيبي..

* و تحت الس.اهي دواهي، يقولون..

* و تقول وكالة الاسوشيتدبرس ان دولة الإمارات هي التي رتبت لذلك اللقاء..

* و كان البرهان يعتقد أن الغتغتة و الدسيس سوف تلازم ذلك اللقاء.. و لكن نتنياهو لا يستطيع كتمان اللقاء عن جماهير شعبه، خاصة و أن اللقاء يضاف إلى رصيده الانتخابي المبني على قدرته على حشد الدول العربية لصالح إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي.. علاوة على وقوع أفريقيا في (حضن إسرائيل)، كما قال لوسائل الاعلام العبرية..

* علِم الإسرائيليون بالإتفاق.. و تناقلته وكالات الأنباء العالمية.. و وصل في آخر المطاف إلى وزراء الحكومة الإنتقالية- شركاء البرهان في الحكم.. شركاء البرهان آخر من يعلم..

* أي خساسة هذه يا البرهان! أي خساسة؟!

* سألت قناة الجزيرة وزيرة خارجيتنا عن الزيارة، و فوجئت القناة بأن الوزيرة لا تعلم بالزيارة!

* و أطل علينا وزير إعلامنا ليعلن لنا أنه لا يعلم.. فنعلم أن مجلس وزرائنا بكامله لم يكن يعلم .. وزير الإعلام: علِمنا بلقاء البرهان و (نتنياهو) عبر وسائل الإعلام..

* و بعيداً عن البرهان و نتنياهو، سافر د.حمدوك إلى جيبوتي، في زيارة تستغرق يومين.. و المعلوم أن الإمارات تستأجر ميناء جيبوتي بعقد مدته تسعين عاماً (٩٠ سنة)..

* هل سافر للإستقصاء عن جدوى تأجير الميناء من عدم جدوى تأجيرها لكل تلك المدة؟ ثم، ماذا يلي حميدتي (شخصياً) من زيارة حمدوك لجيبوتي حتى يستأجر- من حُر ماله و ليس من مال الدولة- طائرةً تقِّلُ حمدوك إلى هناك؟

* هل وقع حمدوك  في الشرك، أم تُراه يحاول دراسة كل الإحتمالات المتاحة لإخراج السودان من عنق الزجاجة؟

* لقد أحس حزب المؤتمر الشعبي بالشرك الذي نصبته الإمارات للموانئ السودانية، سلفاً، فأصدر بياناً، قبل أيام، يحذر فيه من “رهن واحتكار موانئ السودان لدولة خليجية عبر مفاوضات سرية لحل الأزمة الاقتصادية”.

* أيها الناس، إن الحيرة تكتنف المشهد في السودان برمته..  فالسلطة الحالية سلطة إنتقالية، و ليس من صلاحياتها اتخاذ قرارات مصيرية الثبوت مثل قرار التطبيع مع إسرائيل، لأن قراراً كهذا مثل لا يتم إلا عبر ممثلين شرعيين للشعب في برلمان منتخب.. اللهم إلا إذا أراد البرهان أن يضع البرلمان القادم أمام الأمر الواقع؟

* أيها الناس، خطورة اللقاء ليست في اللقاء نفسه بقدر ما هي في الغتغتة و الدسيس و محاولات تفريغ الثورة من محتواها!

عثمان محمد حسن
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. غايتو المفروض تشوف لك شغله غير الكتابة خاصىة الكتابة في السياسة, فانت لاتجيد اي منهما . كلام الطير في الجريف شرق !

    ماالضير في أن يفتح البرهان خشم البقرة الإسرائيلية بحثا عن مصلحة شعبه ?

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..