الفنانة الراحلة أماني مراد ظلت تسعى بين الإبداع والعمل الإنساني وصدحت لطلاب المدراس ?مبروك النجاح?

الخرطوم ? أحمد محمد السنوسي
حاولت منذ أكثر من ثلاث سنوات ولا زلت أحاول البحث عن كلمة (وفاء) واحدة في صحافتنا ووسائل إعلامنا القومية عن المطربة الراحلة أماني مراد التي تجاهلتها حتى الإذاعة.
أماني مراد التي نعتها الصحافة قبل أعوام دون صيوان يليق بما قدمته، حيث كانت صيوانات الأفراح، كما قال أحد أساتذتنا الأجلاء تنصب على صوتها، والفنانون حتى يومنا هذا يتسابقون للتغني بروائعها التي ظلت تتحفنا بها وتهز جذوع دواخلنا.. (مبروك النجاح) (يلقى الدنيا فرحة) (وبكرة تكبر) وغيرها من الأغاني التي ساهمت بها أماني مراد في صياغة الوجدان السوداني.
أول وآخر
أعجبني وسرني كثيراً ما خطه قلم أستاذنا المبدع سليمان عبد الجليل قبل سبع سنوات تقريباً بصحيفة (الرائد) حول أماني مراد ليكون أول وآخر من كتب عن الراحلة العظيمة، حيث قال: ?لم يلاق فنان في هذه الدنيا الشاسعة الموسومة بالسودان تجاهلاً كذاك الذي لاقته المرحومة أماني مراد تجاهلاً ألقى حتى بسيرتها في (غيابت جب) الصحف وأجهزة الإعلام ومنتجي حفلات التكريم في الأندية والمنتديات الأدبية والفنية والثقافية وأماني مراد التي لو لم تغن غير (بلقى الدنيا فرحة) لكفتها ظلت منكفئة بين أضابير أزقة شمبات، بينما اكتنزت تسجيلات أغانيها بالغبار في رفوف مكتبة الإذاعة.
أفراح النجاح
أماني مراد التي ظل يدغدغ صوتها آذان أبنائنا الناجحين برائعتها (مبروك النجاح) إبان كل إعلان لنتيجة امتحانات الشهادة السودانية، كان أستاذي المرحوم الشاعر مبارك المغربي يتحدث عنها باهتمام وإعجاب شديد، وكان يتحدث عن كيف استطاعت أماني أن تتحدى إعاقتها بصوتها العذب الطروب، وقد دفع هذا الاهتمام بشاعرنا لأن يقدم لها عدداً من قصائده التي تغنت بها وفي مقدمتها أغنية (مبروك النجاح) التي ينسبها البعض للشاعر المجيد بشير محسن، أما أغنية (بلقى الدنيا فرحة)، فهي من ألحان المبدع السني الضوي، وأذكر تماماً أن أستاذنا الراحل مبارك المغربي الذي أعددت كتاباً عن حياته وآثاره الأدبية كتب مقدمته الدكتور حسن عباس صبحي والأستاذ الشاعر الراحل منير صالح عبد القادر. وقد أشار إليه بعض النقاد عبر بعض الصحف مثل الناقد الأستاذ مجذوب عيدروس والأستاذ الشاعر مصطفى عوض الله بشارة، ولكنه حتى الآن لم يتم طبعه في تلك الفترة.
ظاهرة إبداعية
أذكر تماما أن أستاذنا المغربي قال لي بالحرف الواحد أثناء تناولي معه وجبة الغداء بمنزله بحي الموردة بأم درمان سأكون سعيداً إذا علمت بهذا المقترح، وهو أن تتوفر على دراسة ونشاط المطربة أماني مراد، فهي في تقديري ظاهرة إبداعية تستحق الدراسة ووعدني المغربي بتسليم ما أكتبه للبروفيسور الراحل أستاذنا علي المك الذي كان يتولى الإشراف على الصفحة الثقافية بجريدة (الصحافة) آنذاك لنشره، ولكني لم أتمكن من تنفيذ الفكرة حتى الآن، ومعلوم أن المطربة أماني مراد كانت عضواً ناشطاً في الجمعية السودانية لتأهيل المعاقين التي حققت عبرها ما لم يحققه الآخرون في هذا المجال، فقد ظلت تسعى كما يقول الأستاذ سليمان عبد الجليل بين (صفا) الغناء و(مروة) العمل الإنساني وتحقق النجاحات الباهرة، حيث ظلت أغانيها ترفد وتثري الوجدان السوداني منذ الستينيات وحتى يومنا هذا، وأخيراً فإن السؤال الذي نطرحه لإخوتنا الأعزاء في الإذاعة السودانية هو: أين روائع أماني مراد التي وسدت رأسها التراب ولسان حالها يقول: ?عز علي فراقك وطالت بي شجوني.. يا ما اشتقت ليك وياما بكت عيوني)؟ فيا إذاعة.. ويا صحافة انفضوا الغبار عن روائع أماني مراد.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. لايختلف إثنان علي روعة صوت اماني مراد ولكن حسب علمي بأنها لم تغني كثيراً او لم تتخذ الغناء كمهنة وأما قصة النسيان والتجاهل فهنالك الكثيرون من مضربين ومضربات الزمن الجميل في عالم النسيان اليوم كمثال محمد حسنين ومحمد مسكين واحمد ربشه وعلوية حسن ومني الخير وتومات كوستي

  2. لايختلف إثنان علي روعة صوت اماني مراد ولكن حسب علمي بأنها لم تغني كثيراً او لم تتخذ الغناء كمهنة وأما قصة النسيان والتجاهل فهنالك الكثيرون من مضربين ومضربات الزمن الجميل في عالم النسيان اليوم كمثال محمد حسنين ومحمد مسكين واحمد ربشه وعلوية حسن ومني الخير وتومات كوستي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..