أخبار السودان

يحدث غداً وبعد غد

يحدث غداً وبعد غد

كمال كرار

افترضنا جدلاً أن الطلمبات قد اشتغلت(تش ) وأن البترول إنساب عبر خط الأنابيب من أعالي النيل وهجليج إلى البحر الأحمر، وإن البواخر ربضت ببورتسودان في انتظار تحميلها بالذهب الأسود إلى دول أخرى.
وافترضنا أن هذه العملية قد استمرت لشهر كامل(من يوم واحد وحتى 30) ثم أتى يوم الحساب بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، واجتمعت اللجنة في فندق فاخر بالخرطوم، وأكلت وشربت على حساب النثرية المفتوحة، ثم فتحت دفاتر الجانبين، وقال الجنوبيون إنهم ضخوا 370 ألف برميل في اليوم، وضربوها في 30 يوماً وخصموا منها ما تم تصديره، ثم قالوا إن مخزون البترول ببورتسودان يساوي كذا .. ثم ضربوا البراميل العابرة في واحد دولار للبرميل، وقالوا للمؤتمر الوطني إن حسابك معنا كذا دولار ، سيرد عليهم منسوبو المؤتمر الوطني بالقول أن الحسابات التي ذكرت تجافي الواقع، وأن ضرب الـ(370) ألف برميل في 30 لا يجوز شرعاً باعتبار التبخر، والفاقد بسبب تشقق الخطوط أو عدم إحكام ربط الصواميل.
وعندما يندهش الجنوبيون من حكاية التبخر داخل خط حديدي مدفون في أعماق الأرض، سيقول مناديب المؤتمر الوطني إن ثقب الأوزون هو السبب، ويدعمون حديثهم بتأكيدات وكالة الفضاء الأمريكية،ولما يقتنع مندوبو الحركة الشعبية بهذا السبب الوجيه ، سيقول رصفاؤهم من المؤتمر الوطني إن الرطوبة في ميناء بورتسودان قد خلطت خام البترول بالماء، وإن جهداً كبيراً بذل في معالجة هذا الأمر، وسيرفقون فاتورة مليارية لإضافتها لرسوم العبور.
وعندما يحتدم الخلاف بين الطرفين، تنهمر التلفونات بين جوبا والخرطوم وكل طرف يقول للآخر ( قدّم السبت تلقي الأحد) ولو ?عصلجت? جوبا في دفع الفواتير المضروبة، فالمستودعات تفتح لتصدير البترول لصالح المؤتمر الوطني، ولو دفعت جوبا ما يليها على داير المليم، سيطالبها المؤتمر الوطني بزكاة البترول ورسوم النفايات البترولية ودمغة جريح على كل برميل ولن ينسوا القيمة المضافة. وهكذا ترجع قصة المرحومة قسمة البترول بإتهاماتها المتبادلة، وسيسمع الناس الغلابة عن الأرقام المليارية بالدولار الأمريكي دون أن يروا أثرها على المعيشة، والصحة والتعليم والذي منه. وسيهجم الجراد على الشمالية، دون أن يصرف دولار واحد على طيارة رش قديمة لمكافحته، كما سيهجم( النمتي ) على مواطني بحر العرب دون أن يجدوا ناموسية واحدة من مال البترول.
وكل ما توقف الضخ، قال السدنة للطرف الآخر: (فاوضني بلا زعل) وكلما أفلست جوبا قالت للخرطوم( ياي بلدنا وكلنا إخوان ) وراح البترودولار في خبر كان.

الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..