مقالات سياسية

واشنطن تصنع جنرالها في السودان

محمد سعيد حلفاوي

إتمنى ان تنتهز قوى التغيير إنتكاسة عنتبي (البرهان /نتنياهو ) وتحولها الى حالة ايجابية بالوحدة الحقيقية والشعور بالمخاطر التي تحيط بالفترة الانتقالية .

البيان الصادر من قوى التغيير ورفض اللقاء بين نتنياهو والبرهان بيان شجاع جدا رغم انه ظاهريا اعترض على اللقاء لكن قوى التغيير تشعر بأنها عزلت من المؤسسات الانتقالية وانها مهمشة تماما حتى من المكون المدني ناهيك عن العسكريين وهذا الامر هو ما تزعجها اكثر من اللقاء .

لعبور حقل الالغام تحتاج قوى التغيير الى تفعيل نفسها وان تتفق على ملفات رئيسية بدلا من حرب التصريحات التي تدور بين احزابها وان تتفق على ضبط خطابها الاعلامي في القضايا الرئيسية .

قوى التغيير عليها ان تعمل على عقد اجتماع اسبوعي مشترك مع المكون المدني في مجلس السيادة لمناقشة القصور وحالة الضعف البائنة بجانب اجتماع مع الجهاز التنفيذي .

يحتاج العمل السياسي الى حركة دؤوبة ولايصح مثلا ان تسرع الاحزاب المكونة لقوى التغيير الى لقاء حمدوك بشكل منفرد حتى وان صحت نواياها لكن العمل ضمن كتلة ومكتب موحد افضل من الانفراد .

على الاحزاب والتنظيمات المكونة لقوى التغيير ان تدرك ان المجتمع الدولي ضد الديمقراطية تماما لكنه يجد فرصته للتدخل كلما افسحت لها القوى الداخلية المجال ولذلك كلما تم تمتين الجبهة الداخلية او على الاقل الحاضنة السياسية للحكومة المدنية كلما كان فرص تدخله ضئيلة .

واضح من خلال السيناريوهات السريعة التي تحدث امامنا ان المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه الخصوص في طريقها لاختيار جنرالها في السودان وعندما تختار فإنها تنتقي بعناية من يملك قوته العسكرية على الارض .

لاتعتقدوا ان العبارات التي تصدر من اليانكي عن الديمقراطية وحقوق الانسان ولاهاي ذات اهمية هذه اوراق ظاهرية لكن رأينا كيف ان اوباما القادم من صفوف الديمقراطيين لم يجد مفرا من دعم جنرالات المنطقة .

المجتمع الدولي لايتعامل مع الاحزاب والتحالفات الضعيفة الا لجمع المعلومات وتقييمها ودعم من يملك القوة الحقيقية على الارض والتجارب القريبة علمتنا كيف ان دبلوماسيين من دول ذات نفوذ كانت تسارع الى لقاء جنرالات المجلس العسكري بعد سقوط النظام هل كانو يريدون التقاط صور تذكارية حاشا وكلا بل انهم يختبرون معدل الذكاء وطريقة تفكيرهم وطموحاته السياسية .

راهنوا على المجتمع الدولي في مصالح مباشرة خاصة وان اغلبها مصالح اقتصادية حتى المصالح العسكرية اسبابها اقتصادية فالدول الكبرى مهتمة بتأمين حياة كريمة لشعوبها هي لا تكترث لاوضاعنا الى عند محد معين لتنقذنا من حافة الموت بالمجاعة .

على قوى التغيير ان تعيد طريقة تفكيرها في علاقتها مع المجتمع الدولي وان تتخلى عن تفكيرها ان الدول الكبرى يمكن ان تحقق لها الحكم الراشد او الديمقراطية لقد رأينا كيف ان البشير كان ملاحقا 10سنوات من الجنائية وكيف ان الدبلوماسيين الغربيين يتعاملون مع مسؤوليين سودانيين ورجال مخابرات بشكل مباشر دون تعطيل للمهام اي انهم عزلوا البشير ولم يعزلوا نظامه .

محمد سعيد حلفاوي

‫2 تعليقات

  1. متى نتحّرر من أوهامنا التي اقعدتنا طوال ٦٠عاماً واوردتنا لهذا الدرك الماثل امامنا ؟؟؟
    يا سيدي قوى الحرية والتغيير التي تعّول عليها وتدعوها للاتحاد ما هي الا مجموعة من الاحزاب المتناحرة والبالية وهي احد اهداف هذه الثورة التي تعمل على تفكيكها .
    الاحزاب العروبويه (البعث والناصري) التي فشلت في بلاد منشأها والامام الصادق لهم مصالحهم الخاصه ومواقفهم مفهومة من هذه القضية ، الا ان ترحيب مجلس الوزراء (الواعي والواقعي) ثم بيان القوات المسلحة المؤيد ، لم يترك لهذه الاحزاب البائسة مجال .

  2. نحن في الخطوة الصحيحة ولكن لازم تكون بمشاركة مجلس الوزراء والثوار حتى لا تصنع لينا امريكا ديكتاتوريا آخر !!
    ونحن نسير على خطى السيسي اللهم اجعلو خير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..