غير مصنف

هل تخسر إسرائيل شئيا إذا لم تطبع علاقاتها مع السودان؟

وما الذي تكسبه إسرائيل من هذا التطبيع؟
إن اسرائيل لن تخسر شئيا إذا لم تطبع علاقاتها مع السودان . فالتجارب علمتنا منذ أن إعترف العرب بإسرائيل إنها لم تتعود أن تخسر شئ لقد حصلت على أغلب مايمكن أن تحصل عليه لقد حصلت على أنها دولة صاحبة حقوق في المنطقة وأن على الجميع أن يعترف بذلك وقد يسأل البعض وماذا تكسب إسرائيل من الإعتراف بها كدولة .. وللإجابة على ذلك يجب أن نضع في الإعتبار الجوانب النفسية والتاريخيه التي حكمت الصراع العربي الإسرائيلي . .. لأن إسرائيل تدرك إنها لم تكن يوما جزءا من هذا الكيان الإقليمي المهم والمؤثر اسرائيل كظاهرة أو كقضية يجب فهمها .كما أن إسرائيل تعلم إنها ستظل نبتا غريبا بين الشعوب العربية وحين تنفتح أمامها الأبواب بهذه الصورة وحين تجد حتى المناهج يتم تغييرها عشان عيون إسرائيل وحين تجد المؤسسات الاقتصادية تسعى اليها في حالة هرولة فهذه بلا شك تعتبر مكاسب كبيرة لإسرائيل لم تكن تحلم بها يوماً .
وبهذا الإعتراف بأنها دولة ذات حقوق ومن العرب أصحاب القضية أنفسهم تبدو الآن امام العالم بصورة اخرى وبهذا استطاعت أن تعيد الكثير من جسورها مع دول العالم المختلفة

ما هي مكاسب المطبعون مع إسرائيل؟
إن الفرق بين اسرائيل والدول العربية التي طبعت معها وحتى الفلسطينيين أنفسهم إن إسرئيل دائما تأخذ مستحقاتها مقدما بينما الباقون في قوائم المؤجلات
فإذا أخذنا مثالا على ذلك في مفاوضاتها مع الفلسطينيين لقد أجلت لهم عودة اللاجئين ومسالة القدس كما أجلت للعرب بصورة عامة موضوع السلاح النووي بينما أخذت هي أشياء كثيرة لم تكن تحلم بها ولعلها وأهمها وأخطرها إنها أصبحت شريكا أساسيا في تخطيط مستقبل المنطقة بل تضع نفسها الآن على رأس القائمة وتستطيع أن تفرض فيه واقعاً جديدا

لكي لا ينطبق علينا المثل الشعبي (ميتة وخراب ديار) إذا قرر الشعب التطبيع أنا عن نفسي ليس لدي مانع لكن بشرط يجب أن نأخد مكتسباتنا مقدما وإلا ستكون شروطنا من ضمن القوائم العربية المؤجلة وليس هناك شي مجاني في هذا العالم التعيس وكفاية ماخسرناه من تأجيل مكتسبات التي ضاعت من إتفاقيات كثيرة لا أدري الى متى ندير سياستنا بحسن النوايا إن أغلب المصائب في العالم ليست من نتيجة النوايا الخبيثة فعلينا أن نضع شروطنا لهذا التطبيع بالرغم من أني على قناعة لن نجدها من إسرائيل والنماذج في المنطقة لا حصر لها وأخشى أن يلاحقنا العار والفقر في آن واحد فلنختبر أمريكا راعي هذا التطبيع أولا ازالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والآن
وتقديم كافة التسهيلات لدخول التكنولوجيا الطبية والصناعية والزراعية للسودان مع تدريب للأيدي العاملة
أما غير ذلك سنكون كالدول العربية التي سعدت بما حصلت عليه ثم إكتشفت في النهاية إن كل ما حصلت عليه كلها كانت وعود اذا ما قارناه بما حصلت عليه إسرائيل

إسرائيل تعودت انها تاخذ فقط ولا تعطي إلا الوهم والتجسس علي الآخرين .
ياسر عبد الكريم
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..