
جاء في الأخبار (اتهم مدني عباس مدني، وزير الصناعة والتجارة السوداني، “أيادي خفية” بالوقوف وراء أزمة الخبز التي تشهدها البلاد، من أجل إفشال الحكومة الانتقالية) انتهي الاقتباس، يا أستاذ مدني من خلفك ثلاثون مليون مواطن، أو على أقل تقدير من خلفك (الكتلة الحرجة) التي كسرت مربع الكيزان، تماماً كما فعل عثمان دقنة مع مربع الانجليز، ومازالوا على استعداد لكسر ما تبقى من مثلثات ودوائر، فهم يا سيدي مازالوا يتضورون جوعاً، ويعانون شح الدواء والكساء والغطاء والبنزين والجمكسين والفازلين وكل شيء، هؤلاء أيها الوزير على أتم استعداد للخروج باكراً للبحث معك عن هذه “الأيدي الخفية”، حتى يتم بترها والتخلص منها وللأبد.
لا يفهم الجائع منطق الحديث الذي لا يأتي بخبز، ولا يُعالج المريض الأمل البعيد، يا سيدي إن تكاليف إعادة الثورة باهظة جداً، والدماء لمَّا تجف بعدُ، والدموع مازالت تتحدر، والمفقدون مازالوا في تيه الفقدان، والعائدون منهم يعانون الهذيان، قدرك أيها الوزير أن مقومات الحياة التي تُبقي الناس في البيوت والتي تخرجهم إلى الشوارع كلها تحت ادارتكم، فإن لم تستشعروا خطر جوع الناس ومرضهم وفقرهم فاستشعروا على أقل تقدير تدبير الكيزان الذين يتأهبون للانقضاض عليكم.
وجاء في ذات الخبر أيضاً (من جانبها، كشفت لجنة الإعلام بقوى الحرية والتغيير عن قيام بعض الجهات بدفع أموال لبعض الموظفين بإحدى شركات الدقيق الكبرى، مما جعلها تتوقف عن العمل) انتهى الاقتباس، يعني الشركة معروفة، و (القبضو) معروفين، باقي ليكم بس تعرفوا الدفع منو؟
يبدو أنكم لم تستوعبوا بعد حجم التغيير الذي حدث، فالتغيير الذي حدث في السودان يا سادة قد ضرب مصالح قوى عظمى، ومصالح (ذيول) قوى عظمى، ومصالح أناس ظنوا أنهم باقون فيها إلى يوم يبعثون، وهؤلاء وأولئك لن يصمتوا، أنتم تتعاملون مع أعداء في الداخل لا وازع لهم ولا ضمير، وأعداء في الخارج يملكون كل شيء، فليس من الفطنة في شيء ولا من الذكاء أن تضعوا سيف الحسم، عدم تمليك الناس الحقائق يفتح الباب للشائعات، والاشاعات تعمل عمل (فيران) كبري الجريف شرق، وأول ما تهدهم ستهدمكم أنتم، فاجعلوا من الناس سداً منيعاً تحتمون به إذا احتدم الوغى.
صديق النعمة الطيب