جنوب السودان: اطراف اتفاق المنشط تفشل مجددا في حسم قضية الولايات

فشلت اجتماعات رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة رياك مشار بهدف ايجاد حل للخلاف حول عدد الولايات وحدودها في أديس ابابا، إثيوبيا، مساء اليوم.
ودخل الرئيس سلفاكير وزعيم المعارضة رياك مشار في اجتماع مغلق في أديس أبابا لمناقشة القضايا العالقة في إتفاق سلام المنشط. وحضر الإجتماع كل من رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ، والسكرتير التنفيذي للإيقاد، وورقنه قبيهيو.
وقال ووزير الإعلام مايكل مكوي لويث في تصريحات صحفية عقب الاجتماع، إنه لم يتوصلوا إلى إتفاق بشأن عدد الولايات وحدودها ، مشدداً على أن الحكومة لا تزال في موقفها وليست مستعدة للتنازل عن الولايات الحالية.
وبين مكوي “رياك مشار غير موفقه من 23 ولاية و طالب بالعودة إلي 10 ولايات ، لذا قررنا تعليق المفاوضات لنجري مشاورات مع شعب جنوب السودان ليقرر عدد الولايات الذي يريده لانه صاحب القرار الأخير”.
واوضح مكوي ان الحكومة ستعود إلي جوبا لاجراء مشاورات مع المواطنين حول المواقف التي تم طرحها خلال المحادثات ،وعلى الشعب أن يقرر ما يريد.
من جانبه قال فوك بوث بالوانق ، مدير الإعلام والعلاقات العامة بالحركة الشعبية في المعارضة المسلحة، في تصريح لراديو تمازج من أديس أبابا عقب الإجتماع ، إن ضامني الإتفاق إقترحوا العودة إلى عشر ولايات والمعارضة قبلت بالمقترح من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة الإنتقالية في موعدها.
وأضاف “الإجتماع تم بشفافية عالية وكل الأطراف قدمت مواقفها ولكن رئيس الإيقاد الدكتور عبدالله حمدوك والرئيس اليوغندي يوري موسفيني رأوا انه يجب العودة إلى العشر ولايات لحل المعضلة ، ونحن من جانبنا وافقنا على ذلك لأن حدود العشر ولايات واضحة “.
وبين مسؤول المعارضة ان الحكومة لا تزال متمسكة بعدد ولاياتها الـــــ32 ،لذا طلب الرئيس كير إعطائه ثلاثة أيام ليجري مشاورت مع مجموعته في جوبا ، وسوف تستأنف الاجتماعات في الخامس عشر من هذا الشهر في أديس أبابا”.
وكشف بالوانق أن الطرفين إتفقا على مناقشة ملف الترتيبات الأمنية، بجانب نشر قوات الأمم المتحدة في المدن الكبرى والطرق الرئيسية، في الإجتماع المقبل.
وتم تمديد فترة تشكيل الحكومة الإنتقالية لأكثر من تسعة أشهر ، بسبب تعثر الأطراف في حل القضايا العالقة ، خاصة قضية عدد الولايات وحدودها.
تمازج
مشكله الولايات الجنوبية كلها تكمن في منطقه أعالي النيل الكبري حيث تتقاطع فيها مصالح القبيلتين الدينكا و النوير من جهه مع حلفاءها من الشلك و الانواك ، حيث الآبار البترولية الأساسية و منشات المصافي . فالدينكا بزعامة سلفاكير سيطرت اثناء معاركها مع خصمها علي اراضي واسعة في أعالي النيل الكبري ثم قامت بتقسيم هذه الأراضي بحيث جعلت مناطق الثروات تحت نفوذ قبيلته في شكل ولايات عديده رغم قله عددهم في تلك النواحي كمرجعية تاريخيه لكن بالنزوح و التوطين بعد الحرب استباحوا المناطق و القوا بظلال نفوذهم عليها في وقت اخرجت من القبايل المناويه لهم و حوصرت نفوذهم في ولايات متناثره تربك تواصلها من اجل تقليل نفوذهم الحربي و السياسي و قد مضي علي ذلك سنين و استمرأ قبيله الدينكا علي ذلك و تعالت اصواتهم من خلال مجلسهم المعروف و المؤثر علي قرار الرئيس سلفاكير بحجه حمايه هولاء لعرشه وهو لا يقوي و لا يستطيع علي إغضابهم بإرجاع الولايات الي عشر ولايات فقط و الخروج من شكلها الحالي الذي يصل ٣٢ ولايه . فإبقاء الولايات علي حالها انتصار لسلفا و العودة الي عشر ولايات انتصار لمشار لذلك مسأله الاتفاق علي تقليص الولايات بعيد المنال ، خاصه و الرئيس سلفاكير يحس باطمئنان اكثر مما مضي باستقرارالاوضاع لصالحه مع تحديثه لجيشه في فتره هذه الهدنات مما قد يجعله في وضع يمكنه من عدم التنازل لمشار باي شكل مما ينذر باندلاع الحرب مره الاخري مع ان هذه المره جهات اقليميه كثيره لا تريده الحرب و علي رأسهم السودان و أثيوبيا و يوغندا و كينيا و الذين كانوا لهم الدور كبير في ازكاء الحرب السابقة ، أما في هذه اللحظة فلا احد منهم سيشجع قيام حرب و ذلك مما سيعزز زيادة الضغوط علي الرئيس سلفاكير و علي قبيلته و لو بالحوافز الاقتصادية او بالتهديد حتي يتنازلوا و لو حتي الي نصف عدد الولايات الحاليه لحقن الدماء باي شكل و ربما قد يكون هناك دور كبير لأمريكا هذه المره خلافا لأدواره المخيبة في الفترات السابقة بسبب وجود عمر البشير و جماعته في الطرف الثاني بحيث الاستقرار و الضغط علي سلفاكير في الوقت داك كانت ستصب في مصلحه الكيزان الداعمين لمجموعه مشار . علي كل حال هذه المره سلفاكير ليس الأوفر حظًا ، فقد يميل الميزان للطرف الثاني ان مارس نفس الوسائل السابقة في الاستحواذ للنفوس و ترخي أذنيه لمجلس قبيلته اكثر مما ينبقي .