مقالات وآراء سياسية

سحر الأمكنة (1)

فيصل مصطفى

ثمة أمكنة تحس

أخرى تحكي

ثالثة تثرثر

رابعة تهمس

خامسة يفوح أريجها

سادسة تشاركك وجدانياً في الإحتفاء بها

و الضلوع في الترحيب بوفادتك

سابعة تنفجر ضجيجاً !!؟…..                *     *       *

عشقى للأمكنة نبتَّ

بين جوانحي منذ الصبا الباكر ؛؛؛؛؛

تناسل

ترسخ

إمتلك الوجدان

صار صنواً لي

خلال مرحلة الصبا

كانت الحياة أكثر بساطة

خالية من التركيب و التعقيد

الناس يتصرفون بتلقائية

هكذا كانت حياة الناس ،

جزء من طبيعة الأشياء حولهم

في ذلك الزمان.

إلتصق ذاك الصبي

بظلال شجرة النيم العجوز

تفرد جدائلها الوريفة

بسخاء و كرم و عطاء

عندما تتوسط الشمس كبد السماء !!!؟؟….

كنا وقتها نحتمي بظلالها الكثيفة

من أوار الشمس الحارقة ….

لا أحد يعلم متى غُرستْ ،

و من أسدى لنا هذا الفضل !!؟…

موقعها مميز

يفضي الى المنتزه

حيث مراتع ألاعيب الصبية و الصبايا ،

من الجهة اليمنى

بينما ترتمي هامة المدينة الصغيرة ،

على أحضان نهر النيل

متوسدة وثارة مياهه الرقراقة !!؟…

و من الجهة اليسرى يقودك الشارع الكبير

الى وسط المدينة

حيث ضجيج السوق و لغطه ؛؛؛؛؛

كنتُ أهجع الى ظلالها الوريفة

حتى في غياب الأتراب !!؟…

ثمة حوار و ثرثرة بل همس ، كأن هذا

البساط الظليل بساطاً سحرياً

يحملني و يحلق بي طائراً

بين أجواز الفضاء ،

لأحقق من خلاله أحلامي الصغيرة ف

في غفلة من محاذير الكبار و نواهيهم !!!!؟؟….

ظل هذا المكان أسيراً

لا يفارقني طوال مرحلتي الصبا و الشباب

له جاذبية السحر و غواياته

أهفو إليه أيضاً كلما غزاني الحنين

الى مسقط الرأس !!؟…

أجده كما تركته وفياً و صادقاً.

كأخلص الأصدقاء الصدوقين

تهتز شجرة النيم العجوز طرباً

و تعزف أغصانها أنشودة الجن لمقدمي

و ترطب وجهي بنسيمها العليل

و تتساقط ثمارها الصفراء ،

ترحيباً و حفاوة بوفادتي ….

*       *        *

حينما إستخرجت وثيقة سفر ( Bass Port )

لأول مرة ، خلال مطالع الشباب

كان مرمايَّ الطواف حول أكبر حيز من اليابسة

و المسطحات المائي

ضربة البداية كانت صوب الشمال

– في بداية السبعينات –

حيث مهوى قلوب السودانيين

في ذلك الزمان ( قاهرة المعز )

و حينما صافحت عيوني معالمها

ذات صباح مشرق ، بإنبهار

و لا سيما ثغرها المبتسم دوماً

وقفت في حضرة البحر الأبيض المتوسط

أتصفح من خلاله

سجل التاريخ الذاخر

بالأحداث الجسام ، مفتوناً !!؟…

شهقت روحي و باحت بأشواقها جهراً في إمتنان !!!!!؟؟…                                   و عبر مطالع الألفية الثالثة 2005

عاودت الهبوط على أرض الكنانة مجدداً للإقامة ،

عقب الطواف بين مدن مواطن الإغتراب ؛؛؛؛؛

منذ الوهلة الأولى ،

طوتني الأمكنة الفاتنة بسحرها الآسر

بين عضديها

فظللت طوال سبع سنوات أسير الثغر الباسم

و دار الأوبرا المصرية ، المحتشدة دوماً

بألوان الفن و أفانين الإبداع

و مهرجانات الأدب و المسرح التجريبي

و الفن السابع و أنا العاشق

المفتون الواله المتيم بجذبهما الخفي الذي

لا أرضى عنهما بديلاً !!!!؟…

ثمة أصفاد ناعمة ساحرة

ترسفني بين أعتابهما !!!…

فلا أخطو قيد أنملة مبارحاً

أمام حضورهما الطاغي ؟؟!…..

*       *       *

و قبل المحروسة و بينها ،

حط بي الطائر الميمون في غرب أفريقيا

و عديد من المدن العربية ؛؛؛؛

و لكلٍ مفاتنها و خيوطها الذهبية

ذات الجاذبية التي لا تُقاوم !!!….

خلال مطالع السبعينات أناخ ظاعني

على سواحل المحيط الأطلنطي

على مشارف مدينة الماس (فري تاون)

حاضرة (سيراليون) حيث  أشجار

‏Mango , Coconut & Banana

تنتظم الشوارع و الضواحي مقامة

على سفوح الجبال  و المصايف

مصفوفة على طول ساحل المحيط الأطلنطي ،

تزغلل العيون و تجتذب الوالهين أمثالي ؛؛؛

ما هذا الجمال الباهر !!!؟…

أي سحر هذا !!!…

هل أجرؤ على الظعن أذا أزف الرحيل و حان الفراق ؟؟!…                                       *       *       *

ظلت صنعاء واسطة العقد ،

مكثت بين رحابها عقدين من الزمان

كانت كلها  كمكان ،

مصدر جاذبية ساحرة

تستثير فيك نوازع الغواية لأساطير الأولين

عبر عراقة التاريخ و عبقه،

فضلاً عن هذا ، ثمة سر !!…

أخذني أخذاً للركون إليها طويلاً ،

و الإرتماء في كنفها لا أرجو عنها بديلاً !!؟….

لعل رديف المكان مناخه ( على الأقل في ظني ) !!!؟؟….

الثنائي الذي يشع

من بين أعطافه جاذبية السحر و تلاوينه الفاتنة

يحملك حملاً للإستكانة

بين ثنايا تضاريسه ،

لتنعم بنعومة

رياح الشمال الطيبة

و أمطاره الموسمية

و طقسها المعتدل ،

شتاء و صيفاً ؛؛؛

لتظل مشدوداً

لينابيع الوجد

طوال عقدين

من الزمان !!؟….

 

فيصل مصطفى

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..