مقالات وآراء سياسية

وقوف علي أطلال متاريس الثورة السودانية

مشار كوال اجيط

(١)

في حضور عاصف للثورة في ميدان الاعتصام أمام قيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في الحادي عشر ابريل ٢٠١٩، صدح شباب وشابات السودان  حرية -سلام – عدالة والثورة خيار الشعب، واستطردوا مرددين  في حماس كالبحار الزاخرة تلك المقطع الرائع، سلمية، سلمية، ضد الحرامية، والطلقة ما بتقتل، البقتل سكات الزول، فاهتز عرش الطاغية عمر البشير فسقط صريعاً، مثلما سقط الطاغية الروماني السفاح كاليجولا الذي كتم الثوار انفاسه ثم صبوا عليه الضربات من جميع  الجهات فانتهت حياته في تراجيديا ساخرة. صفوة القول ان الأنظمة الشمولية والدكتاتورية مهما طالت هيمنتها و اشتدت قبضتها وقمعها علي الشعب، فانها في نهاية الأمر تسقط بصورة تعبث السخرية والاشمئزاز.

(٢)

وبطبيعة الحال ان المجلس العسكري الذي كان يشكل في غالب عضويته طغمة  اللجنة الأمنية التي كونها الطاغية المخلوع عمر البشير قد  تربص بالثورة  وحاول  سرقتها والشمس  في كبد السماء. فحشد كتائب الظل ومليشات الجنجويد في وجه الثوار السلميين. لكيما يقوم بالبطش والتنكيل بهم ، وعلي ايً فقد  مثل هذا الفعل الشنيع  تجليات الدولة العميقة التي  قادها  دهاقنة الاسلامويين الملتحيين علي نحو ثلاثين عاماً حسوماً. وبناء علي ما تقدم حري بنا القول ان  الوحشية  التي  اتسم به الهجوم الغادر علي الثوار في صبيحة التاسع والعشرين من رمضان الموافق الثالث من مايو ٢٠١٩ لفض الاعتصام، لم يكن مستغرباً ومفاجئًا، بل كان متوقعاً من قبل مليشات الجنجويد الغاشمة  التي سعت نحو اغتيال حلم الثوار وهو  بناء السودان الجديد.

(٣)

صفوة القول ان هذه المليشيات من الجنجويد وكتائب الظل التابعين لنظام المؤتمر الوطني البائد  قد قامت. لَحْظَتئِذ، بإفراغ  الرصاص الحي في صدور الثوار السلميين ، فسقط شهداء من شباب وشابات الغض النضر علي الرغم  انهم  كانوا يضعون الورود  في  فوهات البنادق تعبيراً عن سلمية الثورة .ومهما يكن من امر فقد عاثت هذه  المليشيات فساداً في ميدان الاعتصام عيث الضبع في الغنم كما يقولون. فالنفس المريضة لمليشيات الجنجويد ظلت عدواً للجمال والإنسانية.حيث دمرت  جميع  الخيام والجداريات واللوحات الجمالية  الرائعة التي كانت تعبر عن المحتوي الفلسفي لجوهر الثورة. ولعل مسلسل التخريب والعبث من قبل النظام البائد ما انفك مستمراً وعلي ذات المنوال حيث قامت زواحف المؤتمر الوطني المنحل في ليلة الجمعة الثالث عشر من ديسمبر ٢٠١٩ بالعبث والتخريب والتدمير لوحات وجداريات شهداء الثورة الذين ضحوا بارواحهم من اجل سودان جديد حر ديمقراطي يسع الجميع .وهي جداريات التي  تمثل تراثاً انسانياً، وقلادة في جيد هذا الوطن الحبيب.

(٤)

مجمل الحديث ان المتاريس  الشامخة التي شيدها ابناء وبنات هذا الشعب نضالاً وصموداً والتي وقفت سداً منيعاً في وجه حثالة الجنجويد وكتائب الظل  فارتعدت فرائصهم  امام جسارة وشجاعة المعهودة  للشباب وكنداكات الثورة. وقفنا بإجلال وامتنان علي أطلالها فهي تمثل  مصدر وحي والهام  للشعوب الحرة التي تقف في وجه الطغاة الفاشيين، ويجدر الذكر ان ارواح شهداء الثورة السودانية المجيدة ستظل  شموعاً تنير درب اجيال التضحية والفداء.

مشار كوال اجيط
[email protected]

تعليق واحد

  1. اخوي مشار الشعب السوداني في جنوبه وشماله وغربه وشرقه واعي لكل قضاياه ومن الصعب علي أي نظام شمولي عسكري أن يحكم هذا الشعب الواعي حتى الحركات المسلحة والتي تدعي بهتانا انحيازها للهامش ورفعا للظلم تعلم في قرارة هي بعيده عن الديمقراطية وصوت الهامش تتدثر بالهامش وهي في حقيقة امرها قبلية جهوية وعنصرية
    اما شباب الثوره فتعدوا كل النخب السياسية السودانية عامة بسنيين ضوئية شباب واعي تخلي عن كل ما هو قبلي او عنصري وكان هتافهم يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور وللأسف لم يمنحوا فرصة للتعبير عن رأيهم في انفصال الجنوب الحبيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..