الانتخابات الأمريكية 2020: شاب يجيد سبع لغات يخطف الأضواء في منافسات الديمقراطيين

يقترب بيت بوتجيج من صدارة سباق انتخابات الحزب الديمقراطي في نيو هامبشر يوم الثلاثاء لاختيار مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويلفت بوت-إيدج-إيدج انتباه الناخبين، وكذلك يجذب هجمات الخصوم السياسيين الذين يرون دخوله إلى عالم السياسة تهديدا خطيراً.
ثمة مقولة قديمة بشأن مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة، تقول إن الديمقراطيين يختارون من يحبونه، والجمهوريين يصطفون في مراكز التصويت.
أتت ترشيحات الحزبين في انتخابات عام 2016 منافية لأي منطق، إذ تنافس فيها دونالد ترامب وهيلاري كيلنتون، المرشحة التي تفضلها مؤسسات الدولة، ويبدو أن الكرّة ستعود في هذه الانتخابات أيضا.
وفي الوقت الذي لم يجد فيه الحزب الجمهوري من مرشح غير ترامب، يأتي تقدم بوتجيج مفاجئاً وغير منطقي في المنافسة الديمقراطية ضد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وبوتجيج عمدة سابق لبلدة متوسطة الحجم في ولاية إنديانا، إذ يأتي ترتيب حجم البلدة في المركز 306 على مستوى البلاد. وهي بلدة جامعية على غرار مدينة أوكسفورد في المملكة المتحدة، وإن كانت أصغر.
يبلغ بوتجيج من العمر 38 عاما، ما سيجعله أصغر رئيس في تاريخ البلاد في حال فوزه.
كما أنه أول مرشح مثلي، وهو في حد ذاته أمر غير مسبوق ولا يمكن تصوره قبل عقود قليلة حين كانت حملة الجمهوريين تنجح في معارضة زواج المثليين، بينما تجنب الديمقراطيون الحديث في الأمر برمته.
لكن ها هو بوتجيج، يحقق هذا الانتصار المحدود في أيوا، ويقترب من الصدارة في نيو هامبشر حيث يُعقد التصويت المبدئي يوم الثلاثاء.
مصدر الصورةGETTY IMAGES الممثل مايكل جاي فوكس يستقبل بوتجيج في التجمع الانتخابي
وفي عام 2019، جمع بوتجيج أكثر من 76 مليون دولار لحملته الانتخابية، وهو رقم فلكي لشخصية سياسية غير معروفة حتى بداية العام، وهو الذي ما زال يجتهد لينطق الناس اسمه بطريقة صحيحة.
وفي أحد التجمعات الانتخابية ببلدة كيني في نيو هامبشر يوم السبت الماضي، أشاد الممثل مايكل جاي فوكس بالخلفية السياسية غير التقليدية لبوتجيج، ووصفه بأنه “أعسر، أمريكي من أصل مالطي، من أتباع الكنيسة، من جيل الألفية، مثلي، وجندي سابق في الجيش”.
وضج الجمهور بالضحك، وهتف باسم بوتجيج فور ظهوره على المنصة في هيئته المعتادة بدون سترة، مرتديا قميصاً وربطة عنق، يجول على المنصة ومعه مكبر صوت لاسلكي.
وتقول سوزان سزيلدو، ممرضة في بلدة دبلن القريبة: “أحب حيويته جداً. وأحب روحه الشابة. أعتقد أنه سيجلب وجهة نظر معاصرة وجديدة إلى واشنطن، وهو ما نحتاجه بشدة”.
ووقف الزوجان سكوت هادلاند وجايسون باسي، من ماساتشوسيتس، في مقدمة الجماهير الحاضرة، ومعهما ابنهما جيريمي.
وقال هادلاند: “نحن متحمسان بشدة لرؤية مرشح مثلي. ورؤيته مباشرة تعني الكثير بالنسبة لنا”.
من هو بيت بوتجيج
- يتحدث الفرنسية والإسبانية والإيطالية والمالطية والعربية والنرويجية والدارية.
- والداه أستاذان في الجامعة، ووالده مهاجر من مالطا.
- عمدة مدينة ساوث بيند بولاية إنديانا، من عام 2012 وحتى يناير/كانون الثاني 2020.
- ضابط سابق في مخابرات البحرية الأمريكية، ومحارب سابق في أفغانستان.
- أعلن عن ميوله المثلية وهو بعمر 33 عاما، وتزوج في يونيو/ حزيران عام 2018.

أما شاين أوكيفي، فكان يحضر تجمعاً انتخابياً لبوتجيج للمرة الثالثة، وقال: “إنه يصف الأشياء كما هي. هو شخص شديد الاهتمام بالآخرين، واسع الاطلاع، ويعرف الأمور التي تؤثر على الناس من أمثاله والآخرين”.
وهذا النوع من الثناء يتكرر دائما على ألسنة مؤيديه. فهو ذكي، ويتحدث فقرات كاملة وليس مقتطفات منفصلة، كما أنه هادئ ومنظم. ويقول مؤيدوه إنه تغيير جيد مقارنة بالرئيس الحالي، وكذلك بمنافسيه الديمقراطيين.
وقال الممثل مايكل جاي فوكس في تجمع يوم الجمعة الماضي: “شاهدت المناظرة الليلة الماضية، وأحترم كل المرشحين الآخرين، لكن شعرت أنهم جميعا يصرخون في وجهي. لكن بيت لا يصرخ. إنه يتحدث. هو رجل هادئ ويشرح وجهة نظره”.
رجل مطارد
ولو صح إحساس فوكس بأن الآخرين يصرخون في وجهه أثناء المناظرة، فربما لأن الصراخ كان يستهدف المرشح الذي يدعمه.
فعضوة مجلس الشيوخ عن ولاية مينسوتا أيمي كلوباتشر، التي تنافس بوت-إيدج-إيدج على أصوات الناخبين أصحاب التوجهات اليسارية المعتدلة، ألمحت إلى أن بوتجيج غير صادق، وأنه تراجع عن تعهده بتبني إصلاحات واسعة النطاق في نظام الضمان الصحي في محاولة مدروسة للتحرك إلى منطقة وسطية. كما ردت على انتقاداته للساسة القدامى في واشنطن كونهم من داخل المؤسسة.
“من السهل دائما انتقاد واشنطن لأنه الأمر الأكثر مدعاة للتصفيق. لكن القيادة أمر أصعب بكثير”.
أما جو بايدن، المتصدر السابق الذي يبدو أنه أكثر المتضريين من تقدم بوتجيج، فقال إن منافسه مجرد عمدة بلدة صغيرة وليست لديه الخبرة اللازمة ليصبح رئيساً.
وردت حملة بوتجيج على انتقادات بايدن بمشاركة مقطع فيديو يقارن انجازات بايدن كنائب سابق للرئيس، بإنجازات بوت-إيدج-إيدج كعمدة لبلدة ساوث بيند، والتي شملت إنارة الكباري، وتغيير الأحجار التي تزينه ورقاقات الحيوانات الأليفة.
وقال بايدن للصحفيين يوم السبت الماضي: “أعتقد أن الحزب في مأزق إذا رشحنا شخصاً لم يتولى منصباً سياسياً أكبر من عمدة بلدة ساوث بيند في إنديانا”.
مصدر الصورةGETTY IMAGES من اليمين: جو بايدن – إليزابيث وارين – بيرني ساندرز
وفي الوقت نفسه، كانت حملة ساندرز تبعث برسائل إلكترونية لمؤيديه لجمع التبرعات، وتشير إلى أن بوتجيج لديه “حلقة متبرعين على مستوى البلاد” يمولون حملته بعشرات آلاف الدولارات.
وكما جاء في الرسالة “وبالطبع ليس لدى بيرني مثل هذه الحلقة، لكنه لديه دعمكم أنتم”.
كذلك تسعى إليزابيث وارين، عضوة مجلس الشيوخ عن مدينة ماساتشوسيتس، إلى جمع مؤيديها في نيوهامبشر، في محاولة محدودة النتائج.
وقالت مساء السبت الماضي: “لن أدخل سباقاً يحدد مساره المستشارون. أنا لا أقدم مقترحات صيغت بحيث لا تُغضب كبار المتبرعين. لقد تجاوزت ذلك منذ فترة طويلة”.
وفعل بوتجيج كل ما بوسعه للرد على الهجمات، ويشير إليها على أنها ردود فعل صادرة عن نخب ترى أنه لا يمكن المساس بها، ولا تزال تعيش في الماضي ولا تعرف شيئاً عن وسط الولايات المتحدة.
وجاء في مقطع الفيديو الذي ردت فيه حملة بوتجيج على هجوم بايدن: “في حين يسّفه ساسة واشنطن ويقللون من قيمة ما تحقق في المجتمعات المحلية مثل ساوث بيند، إلا أن سكان ساوث بيند أصبحوا يحصلون على وظائف أفضل، وارتفعت دخولهم، ودبت روح جديدة في مدينتهم، ولا يرون أن حياتهم مادة لصراعات ساسة واشنطن”.
وإذا كان بوتجيج يتعرض للهجوم من جميع الأطراف، فلأن حملات انتخابية كثيرة ترى في صعوده خطراً محدقاً، ويتعاملون معه على هذا الأساس.
وفي الخمسين عاماً الأخيرة، منذ بدء العمل بعملية الترشيح للرئاسة، فاز أثنان فقط من المرشحين الديمقراطيين غير الموجودين في منصب الرئيس وقت الانتخابات بأصوات ولايتي أيوا ونيوهامبشر، وهما آل غور عام 2000، وجون كيري عام 2004. وفاز كل منهما بترشيح الحزب في الانتخابات.
وما زال مصير بوتجيج في نيوهامبشر غير معروف، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حوالي نصف أصوات الولاية لم تحسم أمرها بعد. كما أن تقدمه من الصدارة في منافسة بيرني ساندرز، الذي فاز بأصوات الولاية عام 2016، تشي بأنه يقترب من الصدارة.
ويمكن لساندرز أن يقول نفس الشيء عن فرصه بالفوز في نيوهامبشر، خاصة أن مؤيديه مخلصون ولن يتخلوا عنه. لكن مؤيدي بوتجيج قادمون من خلفيات مختلفة، ويراهم معارضوه صيدا سهلا ويمكن استمالتهم.
طريق صعب
تملك حملة بوتجيج الكثير من المال، ولديه كل فرص ومقومات الفوز في نيوهامبشر. وتغطي اللافتات باللونين الأصفر والأزرق الطرق، وكُتب عليها “العمدة بيت”. كما أن إعلانات الحملة تصدح برسائل إيجابية وملهمة في قنوات التلفزيون المحلية. وفي التجمع الذي شمل كل المتنافسين الديمقراطيين مساء يوم السبت الماضي، ردد مؤيدو بوتجيج هتافات تأييد في نغمة منظمة طغت على الحضور.
وهذه الولاية، كحال أيوا، ذات غالبية بيضاء، وريفية إلى حد بعيد، وهو ما يبدو وكأن بوتجيج على وشك التراجع. لكن استطلاعات الرأي على مستوى البلاد تُظهر صورة مختلفة.
فالناخبون الجدد للحزب الديمقراطي ليسوا مثل كتلة نيوهامبشر أو أيوا، بل أكثر تنوعا ومدينية. وتُظهر الأرقام في نيفادا وساوث كارولينا حلول بوتجيج في المركز الخامس. وعلى مستوى البلاد، يظهر تقدما كبيرا لكنه يحتل موقعا أدنى من الملياردير مايكل بلومبيرغ الذي يصرف بلا حساب لتمويل حملة دعايته الانتخابية عبر الإعلانات التلفزيونية.
وتُظهر العديد من استطلاعات الرأي غياب شبه كامل لأي دعم له من الناخبين أصحاب البشرة السوداء. وبوتجيج مرشح مجهول بالنسبة لهذه الفئة الهامة من الديمقراطيين. كما أن الانطباع الذي تركه بعد معركته الكلامية مع أصحاب البشرة السوداء خلال توليه منصبه في ساوث بيند تلقي بظلاله على حظوظه الانتخابية.
مصدر الصورةGETTY IMAGES صف طويل من مؤيدي بوتجيج ينتظرون سماعه في نيوهامبشر يوم الأحد الماضي
وفي المناظرة التي جرت يوم الجمعة الماضي، وجد بوتجيج صعوبة في تفسير أسباب ارتفاع نسب الإعتقال بين أصحاب البشرة السوداء في قضايا المخدرات مقارنة بالبيض، وقالت إليزابيث وارين إن إجابته لم تكن كافية.
وبعد المناظرة، واجه أثنان من مؤيدي بوتجيج، عضو الكونغرس أنتوني براون وعضو ة مجلس نواب نيوهامبشر مورا فيلدمان، ضغوطا لشرح خطته لكسب أصوات أصحاب البشرة السمراء في الولايات الأخرى. لكن إجاباتهما لم تقدم شيئاً جديداً.
وقال براون، وهو من أبرز مؤيدي بوتجيج السود، إن الأمر لا يتعلق “بجمع الأصوات والنظر إلى أصوات الأمريكيين الأفارقة كسلعة”. وأضاف إن أصحاب البشرة السمراء، كسائر الناخبين سيهتمون بمواقفه من الرعاية الصحية والتوظيف والبيئة.
وعبرت مورا سوليفان، الرئيس المشترك لحملة بوتجيج في نيوهامبشر، عن تفاؤلها المطلق.
وقالت: “الحماس هو العامل الأساسي في كسب الانتخابات، وليس استطلاعات الرأي. وبالنظر إلى أيوا وما يحدث هنا الآن في نيوهامبشر، لا يمكن إنكار أن هناك حركة تكتسب مزيداً من الزخم والنمو المستمر”.
وفي حوار يوم الأحد الماضي، قال بوتجيج إنه يطمح في أن يكون نجاحه في أيوا ونيوهامبشر حافزا للديمقراطيين في أنحاء البلاد لإعادة النظر في موقفهم منه.
لكن في التجمع الانتخابي في كيني، عبر الجميع، بمن فيهم مؤيدو بوتجيج، عن بعض المخاوف. وقال جوشوا غولدستين، الذي أتى مع أصدقائه من نيويورك، إنه قلق بنسبة مئة في المئة بشأن قدرة العمدة بييت على كسب الدعم في ولايته الأم، وغيرها من المدن المختلطة عرقيا.
وقال: “أعتقد أن التحدي الأكبر هو قدرته على إقناع الناخبين في أنحاء البلاد بقدرته على الفوز في الانتخابات”. وبسؤاله عما يمكن لبوتجيج أن يفعله بهذا الشأن قال: “لا أعرف. لكن أتمنى له كل التوفيق” .
بي بي سي
الجراثيم أكثر عند السوء لأنهم مهملين ويضطرون للجريمة الا تسمع اغاني الراب كلها قصصهم black in USA are fuel for crime because they are neglacted and humalated not protectd invested in like white thier