مقالات وآراء

لقاء البرهان ونتنياهو

الخطوة التي اقدم عليها الفريق اول عبدالرحمن البرهان رئيس مجلس السيادة في السودان بلقائه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أثارت ردود افعال كبيرة وواسعة داخل السودان وخارجه،والأسباب مختلفة منها ان دعاة العروبة يعتبرون ان الأمر يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية بإعتبارها قضية العرب الأولى ، ومن هؤلاء من ينتمون للأحزاب القومية العربية مثل احزاب البعث بفروعها المختلفة السوري والعراقي بتفرعاته الكثيرة ومنها من غادر محطة البعث العربي وتحول للبعث السوداني.
هناك الاسلامويون وهم جماعات الهوس الديني ، الإخوان المسلمين ، المؤتمرين الوطني والشعبي، جماعات أنصار السنة بتفرعاتها ، ومن يوالون الدواعش، والجبهة الوطنية للتغيير وغالبيتهم ضد فكرة فتح قنوات حوار أو تواصل مع اسرائيل، وهؤلاء منطلقهم ديني بحت.
واقع الأشياء يختلف الان ففي الوقت الذي يتخندق فيه السودان خلف العروبة والدفاع عن القضية الفلسطينية والتشديد على عروبة السودان فإن غالبية الدول العربية في الخليج أو في الشمال الأفريقي لديها علاقات مباشرة جداً ومنذ عشرات السنوات مع اسرائيل،ومن ليس لديهم علاقات مباشرة فيعملون تحت أغطية ليست خافية على احد والعلم الاسرائيلي يرفرف فوق سماوات هذه العواصم،
ولكن على طريقة المثل القائل ( أهل البكاء غفروا والجيران كفروا) ،
هذا هو الحال الان بالضبط والفلسطينيين يعيشون مع الاسرائيليين داخل اسرائيل ويأكلون ويشربون بل ويتعلمون ، وكم من الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين، لكن الهجوم الكاسح على الحكومة السودانية لايستحق كل هذا، وهذه حكومة تسعى بالوصول الى السودان الى بر الأمان بعد حكم ديكتاتوري احكم قبضته لمدة ٣٠ عامًا ، عانى فيها الشعب السوداني كثيراً في ظل قوانين إسلامية شكلية تم تطبيقها على البسطاء بينما لم يسأل احد كبار المسئولين الذين كانوا ينهبون ثروات الشعب السوداني المسكين، وظل الشعب السوداني صامداً صابراً الى ان استطاع ان يطيح بنظام الإخوان اامسلمين ويقدم حكومة انتقالية من قوى الثورة السودانية.
الأشقاء في السودان الان مطالبون بالالتفاف حول حكومتهم ومساندتها ودعمها وتفويت الفرصة على الأعداء لانهم يترصدونها وينتظرون الفرصة للانقضاض عليها في أي لحظة من اللحظات وبالتالي سترجع عجلات التاريخ الى الوراء وعهود التخلف والحروب.
من حق حكومة الشعب السوداني ان تختار خياراتها ولكن بإستشارة الشعب ومراعاة مصالحه، ومؤكد ان الحكومة ممثلة في رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان قد إلتقى بالرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطوة أولى منها تمهيد الطريق أمامه لزيارة امريكا والتي ربما تساعده في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبالتالي تنفك العزلة الدولية التي سار فيها قادة حكومة الإخوان المسلمين السابقة في السودان، مما جعله يعيش في عزله دولية وحصار اقتصادي من كل الاتجاهات.

أكوات جون دينق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..